أبرزت شهادات لمواطنين صحراويين من الأراضي المحتلة يوم الجمعة بالجزائر العاصمة مظاهر القمع وانتهاكات حقوق الإنسان و التمييز الذي يمارسه المغرب ضد المواطنين الصحراويين في مختلف مناحي الحياة. و قال لمهابة بيبات من مدينة سمارة وهو أحد أعضاء الوفد الصحراوي المشارك في أشغال لقاء تضامني مع القضية الصحراوية نظم بمناسبة ذكرى "يوم افريقيا" المصادف ل25 ماي من كل سنة ان السلطات المغربية تمارس "تمييزا لفائدة المستوطنين المغربيين في الأراضي الصحراوية المحتلة في العديد من المجالات كالعمل والصحة والتعليم". كما تطرق بيبات في شهادته إلى "مظاهر القمع" التي تطال يوميا الصحراويين بأراضيهم ك"التعذيب والاعتقالات" مشيرا إلى أن الشعب الصحراوي "مسالم ولا يريد إلا حقه في تقرير المصير والاستقلال على غرار باقي شعوب العالم". بدوره أكد مولاي علي بوعمود من مدينة طانطان (جنوب المغرب) أن التمييز الذي يمارسه المغرب "يتجلي في مؤسسات الدولة وفي جميع مظاهر الحياة ناهيك عن التمييز الذي يطال المعتقلين في السجون والذين تتم معاملتهم بكيفية تتنافى وحقوق الانسان من خلال التعذيب والاستنطاق ومنع زيارة الاهل خلافا لكل المواثيق والأعراف الدولية". وأضاف بوعمود —الذي اعتقل لمدة 4 سنوات في السجون المغربية— أن هذه الممارسات "لم تزد الشعب الصحراوي الا إصرارا على مواصلة المقاومة حتى تحقيق الاستقلال والحرية". اما عضو المقاومة في الاراضي الصحراوية الغالية جوماني فقد دعت من جانبها وسائل الاعلام عبر العالم إلى "كسر جدار الصمت المفروض على القضية الصحراوية وفضح انتهاكات حقوق الانسان المرتكبة من طرف المغرب في حق الشعب الصحراوي عموما والمرأة الصحراوية تحديدا لما تتعرض له من اختطاف وتعذيب واغتصاب". من جانبه ذكر رئيس الوفد الصحراوي في هذا اللقاء ابراهيم صبار بعدد من المحطات "المضيئة" في مسيرة النضال الصحراوي منوها بقرار اللجنة الافريقية لحقوق الانسان الذي أدان جرائم المغرب في حق الشعب الصحراوي بالأراضي الصحراوية المحتلة. كما تطرق المتحدث إلى وضعية حقوق الانسان "المزرية" بالأراضي الصحراوية بسبب "منع المغرب الصحفيين والحقوقيين من دخول هذه الأراضي واكتشاف ما يلحق يوميا بمواطنيها" داعيا إلى ضرورة "توسيع مهمة المينورسو لتشمل التحقيق في وضعية حقوق الانسان بهذه المناطق والتقرير بشأنها". كما كان لرئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي محرز العماري كلمة أكد من خلالها ان تنظيم هذا اللقاء الذي يتزامن مع يوم افريقيا و الذكرى ال50 لانشاء منظمة الوحدة الافريقية (الاتحاد الافريقي) يشكل ايضا وقفة لتجديد التضامن مع كل قضايا تصفية الاستعمار خاصة كفاح الشعب الصحراوي وحقه في الاستقلال والحرية. من جانبه أكد القائد العام للكشافة الاسلامية الجزائرية نور الدين بن براهم انه من حق الشعب الصحراوي قول كلمته وتقرير مصيره من خلال استفتاء حر ونزيه ومن ثمة إنهاء مأساة آخر مستعمرة في القارة الافريقية. يذكر أن هذا اللقاء المنظم من طرف اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي جرى بحضور الفنانين المصريين عبد الرحيم حسن وسوسن بدر وكذا مشاركة 12 ناشطا حقوقيا من الأراضي الصحراوية المحتلة وطلبة أفارقة.