تنظم اللجنة الوطنية للتضامن مع الشعب الصحراوي يومي السبت والأحد المقبلين بالجزائر العاصمة ندوة دولية حول ''حق الشعوب في المقاومة، حالة الشعب الصحراوي''. وستكون هذه الندوة التي تتزامن مع انعقاد اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك فرصة لدعوة المجتمع الدولي والأممالمتحدة لإيجاد حل عاجل لقضية الصحراء الغربية وتمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره في إطار الشرعية الدولية. أكد السيد سعيد العياشي نائب رئيس اللجنة الوطنية للتضامن مع الشعب الصحراوي ومنسق هذه الندوة أن هذه الأخيرة تتزامن مع تاريخ انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، لذا سيطالب المشاركون فيها بضرورة الإسراع في إيجاد حل سلمي لقضية الصحراء الغربية لتصفية الاستعمار في آخر مستعمرة في القارة الإفريقية وفقا لما تقتضيه القوانين الدولية من خلال تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره عن طريق استفتاء شعبي تحت إشراف الأممالمتحدة يقول فيه الشعب الصحراوي كلمته. كما أشار السيد العياشي إلى العراقيل التي لا تزال تواجه القضية الصحراوية على مستوى هيئة الأممالمتحدة من قبل بعض الدول التي تملك حق المعارضة أو ما يعرف بحق'' الفيتو'' في مجلس الأمن بالرغم من الدعم الذي باتت تحظى به القضية، موجها أصابع الاتهام لفرنسا التي تتواطأ مع المغرب وتعارض دائما التوصيات التي تصدر عن مجلس الأمن فيما يخص تسوية النزاع الصحراوي المغربي. كما ستركز هذه الندوة على دعوة المجتمع الدولي لتوضيح موقفه إزاء القضية الصحراوية وتفادي الخطاب المزدوج وتذبذب القرارات، في الوقت الذي لا تزال فيه العديد من الدول الأوروبية تبدي نية في إيجاد حل للقضية ثم تتراجع عن هذه القرارات والمواقف. من جهته اعتبر السيد إبراهيم غالي سفير الجمهورية الصحراوية العربية الديمقراطية خلال ندوة صحفية عقدتها اللجنة الوطنية للتضامن مع الشعب الصحراوي بالجزائر أمس هذه الندوة الوطنية فرصة لتوسيع دائرة التضامن مع الشعب الصحراوي لتحقيق الاستقرار والسلم في الأراضي الصحراوية لأنه ''لا سلم بدون عدالة واحترام حقوق الإنسان'' على حد تعبيره، في إشارة منه إلى انتهاك حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة والاعتقالات التعسفية وكذا التعذيب الذي طال المناضلين الصحراوين المطالبين بحقهم في الحرية والاستقلال وتقرير المصير. وفي هذا السياق أضاف السيد غالي أن هذه التظاهرة هي بمثابة دعم معنوي، سياسي وقانوني للقضية الصحراوية، مبديا إيمان الشعب الصحراوي بالانتصار وتمسكه بمبادئه وبالمقاومة السلمية وانتصار الإرادة الشعبية لا محالة بالرغم من المضايقات التي يتلقاها النشطاء والمناضلون الصحراويون يوميا. ولم يستبعد المتحدث باسم جبهة البوليزاريو لجوء المغرب إلى ممارسة مضايقات على المناضلين الصحراويين القادمين من الأراضي المحتلة للمشاركة في هذه الندوة لمنعهم من الإدلاء بشهاداتهم الحية حول ما تعرضوا له من قمع بوليسي وتعذيب على يد الجيش المغربي الذي يخترق حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية. وفي سياق متصل ذكر السيد محرز العماري رئيس اللجنة الوطنية للتضامن مع الشعب الصحراوي أن روح المقاومة لدى الشعب الصحراوي ستبقى موجودة مادامت روح الاستعمار موجودة في الأراضي المحتلة، موضحا أن الشعب الصحراوي سيناضل ويصمد في وجه الاستعمار إلى غاية نيل الحرية وتحرير أراضيه والحصول على حقه الكامل. وأضاف السيد العماري أن هذه الندوة الدولية التي ستعرف مشاركة مناضلين وحقوقيين من مختلف القارات منها آسيا، أوروبا وأمريكا الجنوبية ستستغل للضغط على منظمة الأممالمتحدة لتتحمل مسؤوليتها من موقعها حامي السلم في العالم لجعل المغرب يخضع للشرعية الدولية ويحترم القرارات الصادرة عن هذه الهيئة خاصة ما تعلق بتوصيات تقرير المصير. وسيتطرق المشاركون في هذه الندوة إلى مواضيع عدة تتعلق بالأوضاع في الأراضي الصحراوية المحتلة خاصة ما تعلق بعرقلة وصول المساعدات الإنسانية ومنع دخول النشطاء في مجال حقوق الإنسان والملاحظين الدوليين وكذا وسائل الإعلام لعدم كشف الحقائق وملاحظة الخروقات والقمع الذي تمارسه القوات المغربية في حق الشعب الصحراوي. بالإضافة إلى قيامه بنهب الثروات الطبيعية التي تزخر بها الصحراء الغربية تحت مرأى العالم. ومن المنتظر أن يحضر هذه الندوة ما بين 250 الى 300 مشارك منهم 20 أجنبيا و70 ناشطا في مجال حقوق الإنسان ومناضلين من الأراضي المحتلة.