استطاع العرض الشرفي للمسرحية الجديدة "عين الخبزة 1 سيدي فلتان "لزياني شريف عياد الذي قدم مساء امس الثلاثاء بقصر الثقافة بالجزائر العاصمة ان يصنع الفرجة والتواصل مع الجمهور منذ اللحظات الأولى من العرض . لقد عرف زياني شريف عياد مخرج المسرحية و مدير مسرح الغوستو كيف يكسب الجمهور في هذا العمل الجديد الذي أراده مواصل للتجربة الأولى التي قدمها في 2011 في" مقهى الغوسطو" حيث ثار في هذا المشروع الجديد على نمطية العرض التقليدي و ثنائية الركح و الجمهور بخلق جسور بين طرفي المعادلة. بدأ العرض من السلم المؤدي إلى بهو قصر الثقافة ليتواصل في الهواء الطلق أمام جمهور وجد نفسه طرفا في العرض حتى قبل أن يدخل إلى القاعة. لم يترك الثنائي محمد الصغير بن داوود و سفيان عطية أية فرصة للمشاهد الذي استهوى استدراجه لعالم التمثيل فلم يقاوم عندما استدعي من بطلا المسرحية للالتحاق بقاعة العرض لمواصلة وقائع المسرحية. و تواصل التفاعل مع الركح حيث كان الجمهور متجاوبا مع الأداء الجميل للممثلين و مع الأحداث التي يطرحها النص في قالب جمع بين الفكاهة و الدراما مع تغليب الأولى لتمرير الرسائل التي تأرجحت بين الواقعية و الرمزية . على مدى ساعة و بعض الدقائق قدمت المسرحية مسحا شاملا لأوضاع و مواقف و تناقضات مدينة او بلد وهمي يدعى "عين الخبزة يرعاه والي اسمه "سيدي فلتان" يلجا اليه السكان لمساعدتهم في حل مشاكلهم التي تنوعت بين الاجتماعية و السياسية و الثقافية و حتى الرياضية. و مع تطور الأحداث تحتدم الأوضاع في جو اختلطت فيه الخرافة و بعض المعتقدات بسلطة الكرة على عقول الكثير خاصة الشباب كوسيلة ترفيه و نسيان همومهم . يقدم نص المسرحية المأخوذ من كرونولوجيا لمحمد عبو بعنوان ""الأسطورة كإرث" تشريح للمجتمع في رحلة البحث عن الذات و عن الجذور للتحصين و التغلب على كل المعضلات التي تعرقل تقدمه. فرغم طول بعض المشاهد إلا ان الأداء المقنع و استغلال زياني للموروث الثقافي الغنائي المحلي من خلال ترديد بعض المقاطع من اغاني معروفة في التفاتة لفنانين تركوا بصمات بارزة في المسرح الجزائري تمكن المخرج من شد اهتمام الجمهور الى النهاية . كما أعطى إشراك المغني و الموسيقار نور الدين سعودي ضمن العرض و الذي كان يتجاوب مع النص بأغان معبرة لمسة مميزة للعرض . ويذكر ان المسرحية تدخل ضمن مشروع "المسرح الآخر" الذي عاد به زياني لجمهوره و يشمل ايضا توظيف ركحي "فتنة الكلمات" لنص لليلى عسلاوي - حمادي بعنوان "دون نقاب و دون ندم" وندوة بعنوان "من القراءة العمومية إلى العرض المسرحي" الغرض منها معرفة وقياس اهتمامات الجمهور و ايضا نوعيته و رغباته كما كان قد صرح المخرج في وقت سابق معتبرا ان هذا العمل "حدث ثقافي وعمل متواصل" . ويستمر عرض مسرحية "عين الخبزة 1 سيدي فلتان " بقصر الثقافة الى غاية 31 ماي الجاري.