عاد المخرج المسرحي ومدير مسرح القوسطو شريف عياد زياني إلى جمهوره بمشروع جديد سماه "المسرح الآخر" يشمل مسرحية بعنوان "عين الخبزة 1 سيدي فلتان" مقتبسة عن "الأسطورة كإرث" لمحمد عبو و توظيف ركحي "فتنة الكلمات" لنص لليلى عسلاوي - حمادي بعنوان "دون نقاب و دون ندم". كما يشمل المشروع الجديد الذي يراه زياني "حدثا ثقافيا وعملا متواصلا" تنظيم ندوة بعنوان "من القراءة العمومية إلى العرض المسرحي" الغرض منها معرفة وقياس اهتمامات الجمهور و أيضا نوعيته و رغباته كما صرح المخرج خلال ندوة صحفية بقصر الثقافة. وأوضح زياني أن هذه المسرحية الجديدة مأخوذة عن مقالات أدبية لمحمد عبو نشرت في الصحافة وتتناول في أسلوب مرح مواضيع اجتماعية تجري أحداثها في قرية صغيرة هي "عين الخبزة" ولها والي صالح يدعى سيدي فلتان. وأضاف المسرحي انه اختار في البداية ثلاث حكايات من هذه المقالات تناول مواضيع عن السينما وكرة القدم وغيرها و ستجري أحداث المسرحية في بلد وهمي يحمل نفس الاسم مضيفا انه سيتم في مرحلة ثانية تقديم حكايات أخرى كما في تجربة "مقهى السعادة". وعن اختياره لهذا العمل قال زياني انه يحب المسرح الذي يتناول الحاضر ويحاول أن يقترب أكثر من الجمهور و يخلق التجاوب لأن ذلك يعطيه إلى جانب الفرجة صورة عن واقع. وأضاف المخرج الذي يحب المجازفة كما قال انه ينوي بمعية الطاقم الفني مواصلة تقديم نصوص أخرى من روايات وقصص للمسرح في شكل قراءات أو توظيف ركحي في مرحلة أولى ومناقشتها مع الجمهور قبل عرضها في شكل مسرحي. واعتبر أن ذلك يسمح للجمهور بالتقرب أكثر من المسرح وكذا تطوير ثقافته المسرحية ومساعدته لاحقا على تحديد ميوله لنوع معين. وخلص المتحدث إلى أن ذلك سيمكن الفنان من تقديم "مسرح مميز و متفرد مخالف للمسرح التقليدي وهو مسرح له مكانته في حياة المواطن و المدينة". وطرح زياني بهذه المناسبة مسالة الكتابة المسرحية معتبرا انه " بعد 50 سنة من الاستقلال لم يتم إلى اليوم -باستثناء النصوص الكلاسيكية ذات الحوار- تحديد "الكتابة المسرحية "حيث لا يوجد حسبه كتاب مسرحيون ليس في الجزائر فحسب بل أيضا على المستوى العربي". وأضاف أن بعض الكتاب الذين تألقوا في هذا المجال انطلقوا من تجربة خاصة وعملوا على الواقع مثل السوري سعد الله ونوس أو المغربي الطيب صديقي معتبرا أن تجربتهم لا علاقة لها مع المسرح الغربي. وقال زياني من جهة أخرى ردا عن إمكانية عرض مسرحيته الجديدة في فضاءات ومدن أخرى "أنا شخص غير مرغوب فيه منذ أكثر من 10 سنوات وهو تقريبا عمر مسرح القوسطو وأعمالي لا تصل إلى كل الجمهور". و تأسف المسرحي الذي كان يتحدث عن مسرحيته الجديدة "عين الخبزة1 سيدي فلتان" التي تعرض يوم 28 ماي الجاري بقصر الثقافة لكون أعمال مثل "مقهى السعادة" الذي قدم في أواخر سنة 2011 بقصر الثقافة "لم تحظ بحقها من العرض حتى تصل إلى اكبر عدد من الجمهور". ويتقاسم الأدوار الرئيسية في هذا العمل الجديد كل من محمد الصغير بن داوود و سفيان عطية بمساهمة الفنان نور الدين سعودي في إعداد الموسيقى و الأداء على غرار تجربته في "ألقوربي يامونامي". أما التوظيف الركحي لنص ليلى عسلاوي فسيعرض بمكتبة قصر الثقافة يومي 5 و6 جوان المقبل بينما تنظم الندوة حول القراءة العمومية و العرض يوم 3 جوان بنفس المكان. يعد زياني شريف عياد من الوجوه البارزة في المسرح الجزائري حيث إلى جانب التمثيل اخرج العديد من المسرحيات التي كان لها نجاح مميز مثل حافلة تسير مع الراحل عز الدين مجوبي و"العيطة و" "قالوا العرب قالوا" المقتبسة من رواية "المهرج" للكاتب السوري محمد الماغوط والتي نالت جائزة قرطاج لأحسن إخراج . كما كان بين 1985 و 1988 مديرا فنيا للمسرح الوطني الجزائري وفي 1989 انشأ أول فرقة مسرحية مستقلة بالجزائر "القلعة "قبل أن يعين في 2000 مديرا للمسرح الوطني الجزائري إلى غاية مغادرته في 2003 . وأنشأ في 2005 مسرح القوسطو الذي يحاول من خلاله تقديم أعمالا مسرحية بنظرة مخالفة بالتقرب أكثر من الجمهور وإدماجه أحيانا ضمن العمل.