توقع خبراء في الشؤون السياسية والأمنية أن استرجاع الجيش النظامي السوري لمدينة القصير اليوم الأربعاء قد يكون له "تأثير كبير" في تحريك مساعي حل الأزمة السورية الذي يبقى مرتبطا "بترتيب المصالح الإستراتيجية للدول الكبرى في المنطقة". واعتبر الخبير في الشؤون الأمنية السيد بن جانة بن اوعمر إسترجاع الجيش النظامي السوري لمدينة القصير اليوم الأربعاء " قد يكون له تأثير كبير في تحريك الحوار مستقبلا من خلال استعادة النظام لإحدى أهم المناطق الإستراتيجية التي كانت تسيطر عليها المعارضة المسلحة". واوضح السيد بن جانة في تصريح خص به وكالة الانباء الجزائرية أن تمكن الجيش النظامي السوري من استرجاع مدينة القصير الاستراتيجية "غير من موازين القوى على الأرض وأعطى ضربة موجعة" للمعارضة المسلحة التي كانت تتخذها "موقعا استراتيجيا" لتلقي الدعم الخارجي. وابرز بن جانة ان "تمسك عناصر المعارضة بهذه المنطقة جعلها تتحكم في محاور الربط من جهة وجعل منها البوابة الواسعة للإمداد بالأسلحة من والى لبنان وسوريا من جهة أخرى" مؤكدا أن "تسليح المعارضة السورية كان ولازال قائما من الدول الإقليمية بالدرجة الأولى". وعن مشاركة حزب الله في العمليات العسكرية إلى جانب القوات النظامية السورية ضد المعارضة المسلحة قال السيد بن جانة أن موقف الحزب المساند للنظام السوري "مصيري" بالدرجة الأولى باعتبار أن بقاء حزب الله مرتبط ببقاء هذا النظام. وشدد من جهة أخرى على أن حل الازمة السورية يبقى مرتبطا "بترتيب المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدةالأمريكية وروسيا في المنطقة" . من جهتة أرجع السيد ناجي عمارة مساعد مدير المدرسة الوطنية العليا للعلوم السياسية تمكن الجيش السوري من استعادة مدينة القصير إلى "ضعف المعارضة السورية بالدرجة الأولى ". وأوضح السيد ناجي أن "ضعف المعارضة السورية يكمن في تشتتها جراء تركيبتها المعقدة من تيارات سياسية وعقائدية مختلفة اضافة إلى ذلك مشكل الزعامة الذي لازال يشكل احد المعضلات الأساسية فيها" . وقال الأستاذ الجامعي أن هذا الضعف "حال دون وجود تيار وسط وتوافق للانتقال إلى الحل السياسي" الذي يبقى حسبه الحل الوحيد للخروج من الأزمة التي تضرب هذا البلد منذ أكثر من سنتين". ويرى السيد ناجي "أن التدخلات الأجنبية أطالت وزادت من تأزم الأزمة السورية" داعيا في هذا الشأن إلى ضرورة أن يكون الحوار بين السوريين أنفسهم". وفي هذا الإطار ابرز الأستاذ الجامعي أن المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية السيد الأخضر الابراهيمي كان قد أعلن من قبل أن الجماعات المسلحة في سوريا متكونة أساسا من عناصر خارجية تضم مجموعات مسلحة تتكون 50 الف عنصر اجنبي يمثلون 37 جنسية".