أعلن رئيس أركان الجيوش التونسية الجنرال رشيد عمار أنه طلب رسميا من الرئيس محمد المنصف المرزوقي إعفاءه من مهامه دون ان يوضح ما إذا كان رئيس الدولة قد وافق على هذا الطلب. وصرح خلال مقابلة تلفزيونية مع قناة " التونسية الخاصة " انه كان من المفروض ان يحال على التقاعد عام 2006 إلا ان مهامه مددت لسنوات أخرى" مشيرا إلى ان " أطرافا حاولت إقناعه بالتراجع " عن قراره لكنه بقي مصرا على موقفه . والجدير بالذكر ان رئيس أركان الجيوش والمؤسسة العسكرية التونسية بشكل عام تعرضت في الفترة الأخيرة لعدة انتقادات على خلفية أحداث مرتفعات " الشعانبي" من ولاية القصرين التي راح ضحيتها العديد من أفراد الأمن بعد انفجار ألغام وضعتها عصابات إرهابية. ودفعت هذه الانتقادات بالرئيس محمد المنصف المرزوقي أمس الاثنين إلى التأكيد على "تضامنه الكامل" مع المؤسسة العسكرية التونسية " وإدانته المطلقة للهجمات التي استهدفت إطاراتها وقيادتها " مجددا "ثقته التامة في هذه المؤسسة لمواصلة وظيفتها الوطنية" وفق تعبيره . ومعلوم ان تونس تعيش منذ عدة أشهر على وقع توترات أمنية حادة في ضوء تفكيك عدة شبكات إرهابية واعتقال عصابات مسلحة والعثور على معدات عسكرية وعتاد حربي في العديد من المناطق التونسية في الوقت الذي تمركزت فيه وحدات قتالية حول المنشات النفطية والغازية بالجنوب التونسي تخوفا من اعتداءات إرهابية محتملة. وبقيت حالة الطوارئ سارية المفعول في البلاد منذ الإطاحة بنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي في 14 جانفي 2011 إلى غاية الساعة حيث أكد المراقبون ان التمديدات تلو الأخرى في حالة الطوارئ التي تجاوزت السنتين ناجمة أساسا عن تردي الأوضاع الأمنية في هذا البلد. ويرى المتتبعون للشأن التونسي ان المؤسسة العسكرية في تونس "ظلت محايدة ونأت بنفسها عن التجاذبات السياسية فيما اقتصر دورها على حماية المؤسسات الحكومية وحماية الحدود ". وينسب كثير من التونسيين للجنرال رشيد عمار" الفضل في تسيير" الانتقال الديمقراطي بعد فرار الرئيس السابق زين العابدين بن علي قبل عامين بينما يخشى بعض التونسيين ان تصبح المؤسسة العسكرية التونسية "محل تجاذب سياسي بين الفرقاء السياسيين" بعد تقاعد قائد الجيوش رشيد عمار. وتطرق المسؤول العسكري التونسي إلى الوضع الأمني في البلاد محذرا " من صوملة تونس" متهما تنظيم القاعدة باستهداف البلاد وتقديم المال والعتاد للمجموعات الإرهابية المنتشرة في عدة مناطق من تونس على حد تقديره. كما أشار إلى ان تنظيم القاعدة يعمل حاليا على "تكوين الجهاديين وتدريبهم على التجسس مع تنظيمهم في خلايا نائمة ليتم استدعاؤهم في الوقت المناسب" حسب تصريحه. وأعترف قائد أركان الجيوش التونسية بأن الجهاز الاستخباراتي العسكري التونسي " يفتقر إلى الفاعلية بل انه يتدخل في الميدان حسب معلومات تقدمها الأجهزة الأمنية " داعيا في هذا السياق إلى "ضرورة وضع منظومة كاملة للاستعلامات والاستعداد لمواجهة المخاطر المحدقة بالبلاد المتمثلة بالخصوص في التهريب والإرهاب والجريمة المنظمة ".