أدى رئيس المحكمة الدستورية العليا في مصر عدلي منصور اليوم الخميس اليمين الدستورية كرئيس مؤقت للدولة خلفا للرئيس محمد مرسي المنتمي للاخوان المسلمين والمطاح به وسط تواصل رفض الاخوان لقرارات الجيش. ويأتي تنصيب عدلي منصور بناء على خارطة طريق أعدها الجيش المصري وقوى سياسية ورموز دينية تقضي بعزل الرئيس السابق وتعيين رئيس المحكمة الدستورية رئيسا مؤقتا ووقف العمل بالدستور وتشكيل حكومة كفاءات وانشاء لجنة لتعديل الدستور واجراء انتخابات برلمانية وانتخابات رئاسية مبكرة. وقد تبع هذه القرارات اتخاذ اجراءات ادارية ضد الرئيس السابق مرسى وقياديين في جماعة الاخوان المسلمين حيث أفادت مصادر قيادية بالاخوان أن الرئيس وأسرته تم التحفظ عليهم في مكان ما بالقاهرة فيما أشارت مصادر مطلعة أنه تم إيداع سعد الكتاتني رئيس /حزب الحرية والعدالة/ الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين ومحمد رشاد بيومي نائب المرشد العام للإخوان بالسجن. كما أصدرت أوامر قضائية بالقبض على مرشد الاخوان محمد بديع ونائبه خيرت الشاطر والمتشدد حازم ابو اسماعيل بتهمة "التحريض على القتل" فيما تم اصدار اخطارات بمنع نحو 300 من قيادات الاخوان من مغادرة البلاد. كما تقرر غلق قوات تلفزيونية تابعة للتيار الاسلامي ومنها قناة /مصر 25/ التابعة للاخوان وقناة /الناس/ و/الحافظ/ و/الرحمة/. وشهدت الليلة الماضية في أعقاب صدور بيان الجيش بعزل مرسي دعوات للدفاع عن الشرعية مما أدى الى نشوب مشادات عنيفة في عدة محافظات بين المحتفلين بقرارات الجيش ومناصري الرئيس المطاح به أسفرت عن سقوط أكثر من 14 قتيلا من بينهم عناصر من الجيش واصابة نحو 300 اخرين حسب مصادر طبية. وشهدت محافظة المنيا وسط الصعيد مواجهات واعمال عنف ومهاجمة لمباني عمومية من طرف مؤيدي الرئيس مرسي وتم اطلاق دعوات من المساجد "للجهاد لنصرة الشريعة والشرعية" وخرجت مسيرات تطالب القوات المسلحة باحترام الشرعية والدستور وعدم الانقلاب على الرئيس. كما شهدت مطروح التي تقع في الشمال الغربي لمصر اندلاع اشتباكات دامية بين مؤيدي الجيش وأعضاء من جماعة الإخوان المسلمين بمحيط ديوان عام المحافظة اسفرت- حسب مصادر طبية -عن مقتل 8 أشخاص جميعهم مصابون بالأعيرة النارية .. فيما اندلعت اشتباكات مماثلة بالاسكندرية اسفرت عن مقتل 3 اشخاص كما نشبت اشتباكات اخرى بكفر الشيخ في اقصى شمال مصر وبسوهاج بالصعيد. ولا يزال الوضع الامني في مصر يشوبه الحذر حيث اعلنت مصادر جماعة الاخوان المسلمين عن اعتزام " تحالف الدفاع عن الشرعية" الذي يضم العديد من حركات واحزاب التيار الاسلامي المناصر لمرسي تنظيم مسيرات اليوم بعدد من المحافظات فيما كشفت مصادر أمنية عن القاء القبض مساء امس على 4 عناصر "جهادية" بمصر الجديدة بضواحي القاهرة وبحوزنهم أسلحة ثقيلة ومواد متفجرة. وتواصل سفارات غربية وعربية عمليات ترحيل عائلات دبلوماسييها ورعايا الراغبين في ذلك من مصر. وطالب الرئيس الأمريكي باراك أوباما الجيش المصري بتفادي "أي اعتقالات تعسفية للرئيس مرسي وأنصاره" كما طالب بضرورة إعادة السلطة كاملة إلى حكومة مدنية منتخبة ديمقراطيا في أقرب وقت ممكن". وأعرب اوباما في بيان له بعد وقت قصير من صدور قرار عزل مرسي عن " قلقه العميق للاطاحة بمرسي وتعليق العمل بالدستور ودعا إلى عودة سريعة للحكم المدني". ومن جانبه دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بعد اعلان عزل مرسي إلى الهدوء وضبط النفس في مصر. وأضاف بان كي مون ان "كثير من المصريين عبروا أثناء احتجاجاتهم عن إحباطات عميقة ومخاوف مشروعة غير أن التدخل العسكري في شؤون أي دولة هو مبعث قلق ولذلك فإنه سيكون من الضروري المسارعة إلى تعزيز الحكم المدني وفقا لمبادئ الديمقراطية". ومن جهتها طالبت مفوضة الاتحاد الاوربي للشؤون السياسية والامنية كاترين اشتون في بيان لها اليوم جميع الأطراف في مصر "للعودة بسرعة إلى العملية الديمقراطية" معربة عن املها فى أن تكون الإدارة الجديدة للبلاد "حاضنة للجميع بالتوازى مع توفير كافة الضمانات للاحترام الكامل للحقوق الأساسية والحريات وسيادة القانون". وأدانت اشتون عمليات العنف التي تشهدها مصر ودعت جميع الاطراف الى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس.