تشهد القاهرة انتشارا واسعا لعناصر قوات الجيش والامن في محاور و ميادين المظاهرات والمنشآت الحيوية ومقار الجيش لتأمينها فيما تشهد الشوارع والميادين اليوم الجمعة توافد الاف الحشود من مؤيدي تفويض الجيش لمكافحة "الارهاب" وانصار الرئيس السابق المطالبين بعودته للسلطة. و يسود الهدوء ميدان التحرير بوسط القاهرة بعد ظهر اليوم فيما تتزايد اعداد الوافدين للمشاركة في فعاليات تظاهرات "لا للارهاب" التى دعا اليها وزير الدفاع المصري الفريق اول عبد الفتاح السيسى لتفويض الجيش والشرطة لمكافحة الارهاب والتي ستنطلق مساء اليوم. وشهد ميدان التحرير انتشارا مكثفا لأفراد اللجان الشعبية على كافة المداخل لمراقبة وتفتيش الداخلين بالتعاون مع عناصر الامن فيما سجل تواجد كثيف في محيط الميدان الذي يعتبر من أهم ساحات التظاهر في القاهرة لعناصر قوات الجيش والامن المعززين بالمدرعات كما تم نشر حواجز للجيش لمراقبة وتفتيش السيارات تخوفا من "اعمال عنف او ارهاب" تستهدف المتظاهرين وكذلك لتأمين المقرات الحكومة القريبة ومنها مقر البرلمان و مجلس الوزراء ووزارة الداخلية وكافة المنشآت الهامة والحيوية بوسط القاهرة. وعلى الجانب الاخر وعلى بعد عدة كيلومترات يحتشد الاف المتظاهرين من انصار الرئيس السابق بميدان رابعة العدوية شمال شرق القاهرة في إطار مظاهرة "جمعة اسقاط الانقلاب" مرددين هتافات مناهضة لعزل الرئيس محمد مرسي واطلاق التكبيرات وذلك بالتزامن مع انطلاق عدة مسيرات مؤيدة لانصار الاخوان للانضمام إلى المتظاهرين برابعة العدوية وميدان النهضة بالجيزة فيما تشهد محافظات مصر احتشاد ومسيرات للمتظاهرين من انصارالطريفين. وحسب مصادر أمنية فان قوات الجيش والامن أعدت خططا امنية لجعل المتظاهرين في ميادين القاهرة والمحافظات الأخرى ضمن دوائر مغلقة لصد أي محاولات للتصادم بين انصار الرئيس السابق ومؤيدي دعم الجيش أو أي محاولة لاشاعة الفوضى وممارسة العنف او استفزاز قوات الجيش في ظل الاحتقان والحشد والحشد المضاد الذي تشهده مصر لا سيما مع اعلان حبس الرئيس السابق لدة 15 يوما على ذمة التحقيق بتهمة التخابر مع جهات اجنبية. وفي هذا الإطار أفادت مصادر امنية انه تم تكثيف إجراءات تأمين المنشآت العسكرية والحيوية الهامة عبر كافة المحافظات حيث تجنيد نحو 300 الف من عناصر الجيش والشرطة لهذه المهمة فيما تم وضع خطة امنية خاصة لفرض السيطرة الكاملة على سيناء ومدن القناة والمجرى الملاحى لقناة السويس لمنع أي عمليات ارهابية قد تستهدف منشات بهذه المنطقة الاسراتيجية . وكان الجيش أصدر بيانا امس أمهل 48 ساعة للبدء في استراتيجية جديدة لمكافحة العنف والارهاب وهو ما فسر بانه دعوة لانصار جماعة الاخوان المسلمين لاخلاء الميادين والرجوع إلى "الصف الوطني" حيث أكد البيان "أن كافة المخططات باتت مرصودة" وأن القوات المسلحة والشرطة "لن تسمحان بالمساس بأمن واستقرار البلاد في كافة ربوعه مهما كانت التضحيات". وأوضح البيان ان قيادة الجيش وفور انتهاء فعاليات الجمعة سوف تتغير إستراتجية التعامل مع العنف و"الإرهاب الأسود بالأسلوب الملائم " الذي يكفل الأمن والاستقرار بمصر. وعلى صعيد متصل ركزت خطب الجمعة في مصر اليوم على "حرمة الدم في الاسلام والدعوة لتجنب اعمال العنف التي تحرمها كل الشعائر الدينية". وحث الخطباء المصريين على دعم جهود المصالحة الوطنية والتشاور والحوار والتفاهم باعتبارها المفاهيم التى اقرها الاسلام. ومن جهته دعا محمد البرادعي نائب الرئيس المصري للعلاقات الدولية إلى " نبذ العنف والالتزام بمبادئ العدالة والقانون والتوافق المبني على قبول الآخر". جاء ذلك في تدوينة على حسابه الشخصي وذلك عقب إعلان قاضي التحقيق عن إصدار قرار بحبس الرئيس المعزول 15 يوما على ذمة التحقيق وقبيل المظاهرات اليوم التي دعا اليها انصار الرئيس المعزول من جهة ومؤيدو "تفويض الجيش والشرطة لمكافحة الإرهاب" من جهة أخرى. فيما اعلنت عدد من القوى السياسية في مصر عدم مشاركتها في مظاهرات اليوم ومنها "حركة 6 أبريل" و"حزب النور السلفي" و"حزب مصر القوية" الاسلاميين على اعتبار ان الحشد والحشد المضاد في الميادين سيزيد من حدة الاستقطاب في مصر فيما تم اطلاق دعوات ومبادرات سياسية لوقف دعوات الاحتشاد وحل الازمة عبر التوافق ومنها مبادرة اطلقها رئيس الوزراء السابق هشام قنديل باللجوء إلى الاستفتاء على خارطة الطريق ومبادرة للمفكر الاسلامي سليم العوا والتي تدعو إلى تفويض صلاحيات الرئيس السابق مرسي لرئيس وزراء يجري التوافق عليه بين القوى السياسية لاعادة المسار الديمقراطي على اساس دستور 2012.