تعيش ولاية تيارت التي سيزورها غدا الخميس الوزير الأول، عبد المالك سلال، حركة تنموية كبيرة في مختلف المجالات بفضل المشاريع الهامة التي استفادت منها خلال العشر سنوات الأخيرة. وقد أحدثت هذه الحركة التنموية المتسارعة تحولات جوهرية على الواقع الإقتصادي والإجتماعي لهذه الجماعة المحلية من الهضاب العليا التي يقدر عدد سكانها بأكثر من 917 ألف نسمة مما ساهم في تحسين الظروف المعيشية للمواطنين. وتتربع الولاية على مساحة قدرها 20050 كلم مربع متنوعة التضاريس حيث ترتفع مدينة تيارت ب 1080 م عن سطح البحر كونها تقع على جبل غزول الذي يعتبر جزءا من السلسلة الجبلية للأطلس التلي. كما تتبوأ تيارت موقعا استراتيجيا يجعل منها همزة وصل تربط بين ولايات الشمال الغربي من الوطن وولايات الجنوب حيث تحدها من الشمال ولايتي غليزان وتيسمسيلت ومن الجنوب الأغواط والبيض ومن الغرب معسكر وسعيدة ومن الشرق ولاية الجلفة. وبالنظر لهذا الموقع يجرى حاليا ربط الولاية بواسطة السكة الحديدية بمناطق الشمالية للوطن وذلك من خلال خط تيسمسيلت-تيارت-غليزان وكذا خط سعيدة-تيارت الذي يعتبر شطرا من خط الهضاب العليا الذي سيربط تبسة بجنوب ولاية سيدي بلعباس. وتأتي مشاريع هذه الهياكل القاعدية لتدعيم مطار بوشقيف وشبكة من الطرقات بطول 2412 كلم التي حظي البعض منها بمشاريع ازدواجية أو إعادة إعتبار وتجديد خلال المخططين الخماسيين الحالي والسابق. وتمتلك الولاية المتشكلة إدارية من 14 دائرة و42 بلدية موارد طبيعية مهمة منها 1.609.900 هكتار من الأراضي الفلاحية منها أزيد من 705 ألف هكتار صالحة للزراعة و142.966 هكتار من مناطق السهوب. وقد سمحت الجهود المبذولة من أجل تثمين هذه الموارد إلى رفع إنتاج الحبوب بالولاية من 3ر1 مليون قنطار سنة 1999 إلى 6ر5 مليون قنطار الموسم الفلاحي الماضي وتطوير إنتاج الحليب من 48 مليون لتر إلى حوالي 82 مليون لتر في نفس الفترة. كما تحتضن تيارت مركز الخيول "شاوشاوة" الذي يعتبر من أكبر مركز تربية الخيول تجاوزت شهرته حدود الوطن .وهو يزاوج بين تربية الخيول العربية الأصيلة والبربرية الأصيلة. ورافق الجهود المبذولة بالقطاع الفلاحي مضاعفة الاهتمام بالري الفلاحي حيث تم منذ 2002 انجاز 14 حاجزا مائيا جاءت لتدعيم في هذا المجال سدود الولاية الثلاثة(الدحموني وبخدة وبوقارة) بطاقة 100 مليون متر مكعب. وإلى جانب القطاع الفلاحي استهدفت الحركة التنموية تأهيل النشاطات الاقتصادية وترقية الإستثمار من خلال تشجيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعات التقليدية. وخصص في هذا الاطار مبالغ مالية هامة لتهيئة مناطق النشاطات بكل من فرندة و قصر الشلالة و مدريسة و مهدية وإستحداث منطقتين صناعيتين بتيارت على مساحة إجمالية قدرها 630 هكتارا لتدعيم المنطقة الصناعية الحالية التي تتربع على مساحة 317 هكتارا ومناطق النشاطات التسع بالولاية. يذكر أن ولاية تيارت تتوفر على قاعدة صناعية تضم عدة شركات منها مؤسسة العربات الصناعية ومؤسسة السباكة ومؤسسة صناعة البطاريات وصناعة الاعمدة الكهربائية وستتدعم قريبا بتجسيد مشروع مصفاة للبترول بطاقة 5 ملايين طن في السنة. وقد رافق التنمية الاقتصادية تطور مماثل في جانب الخدمات لاسيما في قطاع الصحة الذي يضم ستة مستشفيات ومركزا متخصصا في الأمراض العقلية بطاقة اجمالية تقدر ب 1534 سريرا. وتعزز القطاع في السنوات الأخيرة بإنجاز 19 عيادة متعددة الخدمات مجهزة بأحدث الوسائل والتجهيزات الطبية وقسم للإستعجالات وسيتم قريبا إستلام مركز للأمومة والطفل. كما تدعم قطاع التربية في الفترة من 2008 إلى 2012 بانجاز 16 ثانوية و22 متوسطة و35 مجمعا مدرسيا و55 مطعما مدرسيا. ومن جهته حظي قطاع التعليم العالي والبحث العلمي بالرفع من طاقة جامعة "عبد الرحمان بن خلدون" بإنجاز 7.000 مقعد بيداغوجي و4.000 سرير ومطعمين جامعيين ومرافق أخرى حيث تتسع هذه المؤسسة الجامعية حاليا إلى أزيد من 20 ألف مقعد بيداغوجي. أما قطاع التكوين والتعليم المهنيين فقد شهد إنجاز أربعة مراكز للتكوين المهني بكل من مدريسة والسوقر وعين الحديد وحمادية وتيارت و معهدين وطنين متخصصين بتيارت وقصر الشلالة. وقد حظي قطاع السكن باهتمام كبير حيت استفادت الولاية بين 1999 إلى 2009 من 45.538 وحدة سكنية في مختلف الصيغ أنجز منها 44.245 وحدة وستستلم 2278 أخرى قبل نهاية السنة الجارية. وفي مجال الربط بشبكة غاز المدينة فقد قفزت نسبة التغطية بالولاية من 37 من المائة سنة 1999 إلى 75 من المائة حاليا وذلك عبر 33 بلدية. وكانت الولاية قد استفادت من غلاف مالي قدره 6 ر5 مليار دج برسم البرنامج الخماسي الجاري لربط 6817 مسكنا بشبكة توزيع الغاز الطبيعي على مستوى عشر بلديات. وفي جانب التموين بالمياه الصالحة للشرب وصلت نسبة الربط بالشبكة إلى 97 من المائة و96 من المائة بالنسبة لشبكة الصرف الصحي. وستتدعم عملية التزويد بالماء الشروب من خلال مياه البحر المحلاة التي ستجلب انطلاقا من محطة التحلية بمرسى الحجاج (وهران) وذلك بحجم 13 ألف متر مكعب يوميا. وبخصوص الجهود المبذولة لتطوير قطاع الشباب والرياضة فقد أسفرت في الفترة من 1999 إلى السنة الماضية عن إنجاز 17 مركب رياضي جواري و60 ساحة لعب جوارية و4 قاعات متعددة الرياضات علاوة على 4 مسابح نصف أولمبية و6 دور للشباب ومرافق رياضية وشبانية أخرى.