يقف الوزير الأول، السيد عبد المالك سلال، اليوم، بولاية تيارت، على مستوى تنفيذ المشاريع التنموية ذات الطابع الاقتصادي والاجتماعي والرياضي والتي استفادت منها الولاية في إطار البرامج التنموية السنوية وكذا برنامجي رئيس الجمهورية لدعم النمو وتطوير مناطق الهضاب العليا. السيد سلال الذي يقوم اليوم بزيارته الميدانية ال15 إلى ولايات الوطن منذ توليه مهام الوزارة الأولى، يستهل سلسلة معايناته للمشاريع الجاري إنجازها بولاية تيارت، بتفقد ورشة إنجاز خط السكة الحديدية الرابط على خط واحد بين غليزانوتيارت وتسيمسلت، قبل الاطلاع على مركز التلقيح الاصطناعي، والإشراف على عملية توزيع عقود الامتياز لفائدة الشباب. ويرتقب أن يعطي الوزير الأول المرفوق في زيارته بوفد وزاري هام، إشارة انطلاق مشروع إنجاز 1900 مسكن اجتماعي تساهمي بمنطقة الزمالة، مع استعراض الدراسة الخاصة بالقطب الحضري الجديد المقرر إنجازه بالمنطقة، في حين سيطلع السيد سلال بجامعة "ابن خلدون" على عرض حول مشروع إنجاز 20000 مقعد بيداغوجي وإقامة جامعية جديدة تضم 2000 سرير. وفضلا عن وقوفه على عملية إعادة تأهيل ملعب "أيت عبد الرحمان" يتفقد الوزير الأول ببلدية تيارت وحدة خاصة لتربية الخيول، وورشة إنجاز مركب للطفولة والأمومة، ليشرف عقب ذلك على عمليات تدشين تخص مركزا إسلاميا ثقافيا ومركزا لتصفية الدم كما سيوزع عقود استفادة من محلات جديدة لعدد من الشباب. وقبل ختام زيارته الميدانية الثالثة التي يجريها في شهر رمضان الكريم بعد زيارتيه إلى كل من تيزي وزو وتندوف، يعقد السيد عبد المالك سلال لقاء موسعا مع ممثلي المجتمع المدني بدار الثقافة، حيث سيسجل أبرز المشاكل والانشغالات المطروحة بالولاية، ويعلن عن جملة المشاريع التنموية الجديدة التي سطرتها الدولة للاستجابة لتلك الانشغالات والتكفل بكافة الاحتياجات المعيشية للسكان. وتجدر الإشارة إلى أن ولاية تيارت تعيش حركة تنموية كبيرة في مختلف المجالات بفضل المشاريع الهامة التي استفادت منها خلال العشر سنوات الأخيرة، لا سيما في ظل تموقعها الاستراتيجي الذي يجعل منها منطقة وصل بين شمال البلاد وجنوبها، وهو ما جعلها تستفيد من عدد معتبر من مشاريع البنى التحتية على غرار مشروع السكة الحديدية تيسمسيلت-تيارت-غليزان وخط سعيدة - تيارت الذي يعتبر شطرا من خط الهضاب العليا الذي سيربط تبسة بجنوب ولاية سيدي بلعباس. وتأتي مشاريع هذه الهياكل القاعدية لتدعيم مطار بوشقيف وشبكة من الطرقات بطول 2412 كلم التي حظي البعض منها بمشاريع ازدواجية أو إعادة اعتبار وتجديد خلال المخططين الخماسيين الحالي والسابق. وتمتلك الولاية المتشكلة إداريا من 14 دائرة و42 بلدية موارد طبيعية مهمة منها 1,6 مليون هكتار من الأراضي الفلاحية، أزيد من 705 آلاف هكتار منها صالحة للزراعة و143 ألف هكتار من مناطق السهوب. وقد سمحت الجهود المبذولة لتثمين هذه الموارد برفع إنتاج الحبوب بالولاية من 1,3 مليون قنطار في 1999 إلى 5,6 ملايين قنطار في الموسم الفلاحي الماضي، مع تطوير إنتاج الحليب من 48 مليون لتر إلى حوالي 82 مليون لتر خلال نفس الفترة. كما تشتهر تيارت بمركز الخيول "شاوشاوة" الذي يزاوج بين تربية الخيول العربية الأصيلة والبربرية الأصيلة. وإلى جانب القطاع الفلاحي، استهدفت الحركة التنموية تأهيل النشاطات الاقتصادية وترقية الاستثمار من خلال تشجيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعات التقليدية، حيث تم رصد مبالغ مالية هامة لتهيئة مناطق النشاطات بكل من فرندة وقصر الشلالة ومدريسة ومهدية واستحداث منطقتين صناعيتين جديدتين، لتدعيم المنطقة الصناعية الحالية التي تتربع على مساحة 317 هكتارا ومناطق النشاطات التسع بالولاية. كما تتوفر الولاية على قاعدة صناعية تضم عدة شركات منها مؤسسة العربات الصناعية ومؤسسة السباكة ومؤسسة صناعة البطاريات وصناعة الأعمدة الكهربائية، في انتظار تجسيد مشروع مصفاة للبترول الذي ستنطلق أشغاله قريبا بطاقة 5 ملايين طن في السنة. ورافق التنمية الاقتصادية تطور مماثل في جانب الخدمات الاجتماعية، ومنها خدمات قطاع الصحة الذي يضم 6 مستشفيات ومركزا متخصصا في الأمراض العقلية، بينما تعزز القطاع في السنوات الأخيرة بمشاريع إنجاز 19 عيادة متعددة الخدمات وقسم للاستعجالات ومركز للأمومة والطفل. من جانبه، تدعم قطاع التربية بإنجاز 16 ثانوية و22 متوسطة و35 مجمعا مدرسيا و55 مطعما مدرسيا، فيما حظي قطاع التعليم العالي والبحث العلمي بمشاريع جديدة تهدف في مجملها إلى رفع طاقة جامعة "عبد الرحمان بن خلدون" التي تتسع حاليا لأزيد من 20 ألف مقعد بيداغوجي، بإنجاز 7000 مقعد بيداغوجي جديد و4000 سرير ومطعمين جامعيين. أما قطاع التكوين والتعليم المهنيين فقد شهد إنجاز أربعة مراكز للتكوين المهني بكل من مدريسة والسوقر وعين الحديد وحمادية ومعهدين وطنيين متخصصين بتيارت وقصر الشلالة. وحظي قطاع السكن باهتمام كبير من قبل الدولة، حيث استفادت الولاية من 1999 إلى 2009 من قرابة 46 ألف وحدة سكنية في مختلف الصيغ، أنجز منها أزيد من 44 ألف وحدة فيما ستسلم ال2278 وحدة المتبقية قبل نهاية السنة الجارية. وانتقلت نسبة الربط بشبكة الغاز الطبيعي بالولاية من 37 بالمائة في 1999 إلى 75 من المائة حاليا وذلك عبر 33 بلدية، بينما وصلت نسبة الربط بشبكة المياه الصالحة للشرب إلى 97 بالمائة و96 بالمائة بالنسبة لشبكة الصرف الصحي. وشملت قائمة الانجازات المحققة في الولاية قطاع الشباب والرياضة، الذي تدعم منذ 1999 ب17 مركبا رياضيا جواريا و60 ساحة للعب و4 قاعات متعددة الرياضات علاوة على 4 مسابح وعدد آخر من المرافق الشبانية.