فشلت الوساطة الأمريكية الأوربية حتى الآن في تقريب وجهات نظر أطراف الصراع في مصر بشان حل الأزمة السياسية في البلاد وسط قلق الحكومة من تواصل ضغوطات انصار الرئيس المعزول في الشارع للأسبوع الخامس على التوالي وتخوفات أوساط حقوقية من حدوث صدام وشيك بين قوات الأمن والمتظاهرين. يأتي ذلك فيما تدخلت أطراف خليجية — قطرية- إماراتية —على خط الوساطة حيث تم التوجه هذه المرة مباشرة لاستطلاع رأي أصحاب القرار في جماعة الإخوان في محبسهم وعلى رأسهم الرجل النافذ في التنظيم خيرت الشاطر نائب المرشد العام الذي التقى به الليلة الماضية وفد ضم وزير خارجية قطر خالد العطية والإمارات عبد الله بن زايد ومساعد وزير الخارجية الأمريكي وليام بيرينز وممثل الاتحاد الأوربي لجنوب المتوسط بيرناردينو ليون. ولم تتسرب أي معلومات عن فحوى هذه الزيارة غير ان مصادر بجماعة الإخوان المسلمين أشارت إلى ان الشاطر "رفض محاورة الوفد بشان الأزمة وطلب منه التحاور مع الرئيس المعزول محمد مرسي". ومن المقرر ان يلتقي ويليام بيرنز اليوم في إطار الوساطة بسعد الكتاتني رئيس حزب الحرية والعدالة بمحبسه بعد ان كان تنظيم الإخوان قد رفض طلبا من عدة وفود أوروبية وأمريكية لزيارة المرشد العام للإخوان المسلمين الذي لا يعلم مكانه حتى الآن. ووصلت المفاوضات التي أجراها وفدا الاتحاد الأوربي- والأمريكي لنحو أكثر من أسبوع مع الإخوان ومسؤولي السلطة الانتقالية في مصر إلى طريق مسدود بعد تمسك الإخوان المسلمين بمطلب "العودة للشرعية" ورفض الاعتراف بالأمر الواقع رغم تقديم السلطات لهم بعض الضمانات الأمنية والسياسية. ويشير محللون إلى ان سبب جمود المبادرات من جانب الإخوان ونقص مقترحاتهم للخروج من المأزق الحالي يرجع بالأساس إلى ان التفاوض يتم مع شخصيات تنفيدية ليس لها سلطة القرار وذلك في غياب المرجعيات الرئيسية المتواجدة بالسجون والتي يصعب الاتصال بها. كما ان هناك احتمال ان الإخوان يتلقون إشارات خاطئة من أطراف أخرى تحاول إقناعهم بان موقفهم صلب ويجب استمرار الضغط من اجل تحقيق مطالب اكبر فيما يتصاعد الاحتقان والانقسام في مصر بشكل كبير مما يهدد بحرب أهلية. وكانت مصادر من جماعة الإخوان المسلمين قريبة من أطراف المفاوضات قد أشارت إلى ان وفد التفاوض الأمريكي برئاسة وليام بيرنيز وبعض الأطراف الأوروبية بدأوا الدفع نحو إجراء استفتاء على خارطة الطريق كحل للمشهد المتأزم بعد إصرار جميع الأطراف على مواقفها. كما أشارت إلى ان من بين مقترحات الوساطات الأجنبية تعديل الإعلان الدستوري بما يسمح بإعادة العمل بدستور 2012 مع توقيف المواد التي تتعلق برئيس الجمهورية وكذلك السماح بحلول دستورية تضمن خروجا لائقا لجميع الأطراف. غير ان وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي أكد خلال لقائه ببعض ممثلي التيارات الدينية السبت الماضي "أن الفرص متاحة لحل الأزمة سلميا شريطة التزام كافة الأطراف بنبذ العنف .. ودون الرجوع إلي الوراء والالتزام بخارطة المستقبل التي تعد من مكتسبات ثورة 30 جوان ". وحسب تعبير بعض قياديي الإخوان فان الوساطات الأجنبية جاءت إلى القاهرة ل"نجدة" الجيش والحكومة من الأزمة الناجمة عن عزل مرسي وان الإخوان لا تعنيهم تلك الوساطة بقدر ما يعنيهم الاستمرار في موقفهم والتأكيد على ان أي حل يجب ان يكون على أساس دستور 2012 الذي عطل في 3 جويلية الماضي. وقد رفض الإخوان على مدى الأسبوع الماضي مبادرة محمد البرادعي نائب رئيس الجمهورية المصري للعلاقات الخارجية والتي تضمنت مقترحات بشان التوصل إلى تفاهمات بين الرئاسة والإخوان لوقف العنف والتهيئة للحوار والمصالحة على ان ينصب جزء كبير من ذلك الحوار حول بحث "خروج آمن" لقيادات الإخوان والعفو عن الرئيس السابق وضمان مشاركة الإخوان في العملية السياسية في البلاد. كما رفض الإخوان الوساطة التي قام بها وفد من "مجلس شورى العلماء" السلفي مع وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي من اجل عدم استخدام القوة لفض اعتصامي "رابعة العدوية " و"النهضة". ومن المقرر ان يلتقي وليام بيرنز مساعد وزير الخارجية الأمريكي وبرناردينوليون منسق الاتحاد الأوروبي لجنوب المتوسط اليوم قيادات إخوانية للمرة الثالثة خلال هذا الأسبوع فيما أشارت مصادر مطلعة أن النقاش في الجلسات الأخيرة وصل إلى مرحلة متقدمة حول إطلاق سراح بعض قيادات الجماعة وأخذ تعهدات من الحكومة وسلطات الأمن بعدم التعرض للمتظاهرين والمعتصمين في مقابل عدم تسيير أي مظاهرات جديدة. وفي الميدان تتواصل بالقاهرة وعدة محافظات أخرى مسيرات وتظاهرات أنصار الرئيس المعزول بكثافة بالتزامن مع زيارة وفد الوساطة الدولي للقاهرة. ومن جهة أخرى أعلنت مصادر أمنية ان أجهزة الأمن بمحافظة القليوبية أبطلت اليوم الاثنين مفعول 3 قنابل يدوية شديدة الانفجار تم العثور عليها بجوار سور مستشفى ناصر العام بشبرا الخيمة قرب القاهرة. وأشارت إلى ان القنابل عثر عليها أهالي حيث كانت موضوعة داخل كيس بلاستيكي أسود بجوار سور المستشفى.