كثفت قوات الجيش والامن المصرية تواجدها في ميادين الجيزة ووسط القاهرة وفي العديد من المحافظات الاخرى قبيل المظاهرات التي دعا اليها تحالف دعم الشرعية في مصر الذي تتزعمه جماعة الاخوان المسلمين والاحتشاد بميدان التحرير عشية احتفالات مصر بالذكرى 40 لانتصارات 6 أكتوبر 1973. وقد أعلن تنظيم جماعة الاخوان المسلمين منذ عدة ايام عن الخطة ضمن عدة فعاليات ومظاهرات تصعيدية في الشارع المصري بالتزامن مع زيارة المفوضة العليا للشؤون السياسية والامنية بالاتحاد الاوروبي كاترين اشتون الى القاهرة نهاية الاسبوع الجاري والتي كانت ترمي لإعادة ادماج جماعة الاخوان في الحياة السياسية المصرية واشراكها في الاستحقاقات المقبلة . وحسب الصحافة المصرية فان الاخوان المسلمين يخططون للتصعيد في الشارع واحتلال ميدان التحرير وسط القاهرة يوم 6 اكتوبر في محاولة لاستنساخ تجربة رابعة العدوية بعد ما فشل رهان الجماعة على نجاح زيارة كاترين آشتون في إحداث "اختراق سياسي" في الموقف الرسمي الرافض للحوار مع الاخوان قبل الاعتراف بخارطة الطريق ونبذ العنف. ويشير مراقبون الى ان بعض أنصار الاخوان وجهوا تحذيرات بإمكان لجوئهم الى العنف عبر تنفيذ عدة عمليات تفجيرية بقنابل بدائية الصنع يوم الخميس بالجيزة وكذا تنفيذ عمليات استهداف معزولة لعناصر قوات الامن والجيش في مناطق خارج سيناء بعد تأكدهم بأن حظر نشاط الجماعة وحزبها / الحرية والعدالة/ ومصادرة أموالها أصبحت مسألة وقت. وتوقعت هذه المصادر انه في حال تأييد القضاء المصري الحكم السابق بحل جماعة الاخوان المسلمين وتواصل الحملات الامنية ضد ناشطيها وقياداتها ان ينقسم شباب الجماعة على أنفسهم وسيتجه قسم كبير منهم اما الى العمل الدعوي والابتعاد عن السياسية او الانفصال عن التنظيم كليا بشقه السياسي و الدعوي فيما سيتجه جزء من الناشطين الى العمل السري وقد يكونون نواة لتنظيم يتبنى فكر العنف والتكفير معربة عن اعتقادها بان هذه النواة قد بدأت فعلا في التشكل ويحتمل انها هي التي نفذت العمليات الاخيرة / البدائية / بمحافظة الدقهليةوالجيزة والتي لم يكن لها أي وقع لا على الصعيد الامني او الاعلامي غير انهم حذروا من خطورة تواصل هذه النواة مع تنظيمات سيناء المرتبطة بالقاعدة . وكانت اشتون بحثت مع الرئيس المصري عدلي منصور و مع وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي شمولية العملية السياسية و اهتمام الاتحاد الاوروبي بالوضع في سيناء التي تواجه حربا ارهابية وفرص تحسين الاقتصاد المصري وهي كلها نقاط حساسة تؤرق السلطات المصرية . وارجعت مصادر حكومية مصرية فشل مبادرة اشتون الاخيرة لحل ازمة تنظيم الاخوان المسلمين لإصرار قادة التنظيم على ان الرئيس المعزول محمد مرسي لا يزال يملك الشرعية متجاهلين الوضع بعد 30 جوان واتجاه المواقف الدولي اكثر نحو دعم خارطة طريق المرحلة الانتقالية في مصر. وأشارت الى ان اشتون ستعد تقريرا حول لقاءاتها مع كافة الاطراف في مصر ليتم عرضه بعد اسبوعين على اجتماع الاتحاد الاوروبي لصياغة رؤية واضحة تجاه الاحداث في البلاد. وعلى الصعيد الميداني حذرت مصادر مسؤولة بوزارة الداخلية المصرية في تصريح نقلته صحيفة /الوطن / المصرية اليوم ان قوات الامن "تلقت تعليمات باستعمال الرصاص الحي" لقمع أي تجاوزات او محاولات للهجوم على المنشآت والمراكز الشرطية في القاهرةوالجيزة وبقية المحافظات اثناء احتفالات 6 اكتوبر. كما اكد مصدر عسكري من جانبه انه سيتم تكثيف الوجود الامني بالشوارع الرئيسية بالمحافظات بالتزامن مع الاحتفالات بانتصارات اكتوبر وتكثيف الحواجز بمداخل ومخارج المحافظات والمدن الرئيسية والميادين الكبرى لمواجهة اي محاولات لإثارة العنف من قبل الاخوان ..فضلا عن اعلان حالة الطوارئ القصوى في سيناء لإحباط أي محاولات لاستهداف منشآت قوات الجيش يوم الاحتفالات. يأتي هذا في الوقت الذي عقدت فيه الاحزاب والقوى المدنية والحركات الثورية اجتماعات متواصلة على مدار اليومين السابقين في عدد من المحافظات للخروج الى الميادين لإحياء ذكرى انتصارات اكتوبر وافشال خطة الاخوان لاحتلال الساحات والشوارع خلال هذه المناسبة وتحويلها لصالح مطالبها السياسية.