صعدت جماعة الإخوان المسلمين من لهجتها و أعلنت أنها "لن تتراجع" عن المطالبة بإنهاء "الانقلاب العسكري وعودة الرئيس المعزول وذلك بالتزامن مع زيارة مفوضة الشؤون السياسية والامنية للاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون للقاهرة في مهمة للبحث عن تفاهمات بين الحكومة والاخوان لانهاء الازمة في البلاد. يأتي هذا في الوقت الذي كثف فيه انصار التحالف الوطني لدعم الشرعية الذي يقوده تنظيم الاخوان من المظاهرات والمسيرات في الشوارع المصرية و محاولة الاعتصام بميداني التحرير وسط القاهرة في تصعيد جديد هو الاول منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي للاخوان في 3 جويلية الماضي. وفي هذا الاطار أعلنت جماعة الاخوان المسلمين في بيان لأمينها العام محمود حسين مساء امس عشية وصول اشتون للقاهرة أن الإخوان "لن تتراجع .. عن المطالبة بإنهاء الانقلاب العسكري.. وعودة الشرعية المتمثلة بعودة مرسي إلى موقعه وعودة مجلس الشورى المحل والدستور المعطل وهي باقية على عهدها". وانتقد البيان بشدة دعوة مؤسسة الرئاسة المصرية لشباب منشقين عن الاخوان لمناقشة مبادرة حول مستقبل الجماعة. وقال البيان ان الجماعة "على قلب رجل واحد" واصفا الدعوة ب"المشبوهة والغريبة" ل"مدعويين ليس لهم صلة بالجماعة". واعتبر البيان ان السلطة "تحاول" من خلال هذه الدعوة التي تزامنت في توقيتها مع زيارة كاثرين آشتون الى القاهرة لاظهار انها "منفتحة على الحوار مع القوى السياسية المختلفة وهو عكس الواقع الذي تشهد به حملات الاعتقالات المستمرة منذ بداية الانقلاب على السلطة الشرعية في البلاد". وعلى الصعيد الميداني تشهد القاهرة وعدة محافظات اخرى منذ مساء امس تصعيدا لانصار الاخوان المسلمين في الشوارع المصرية حيث لاول مرة منذ عزل مرسي عن السلطة تجمع الليلة الماضية عشرات من انصار الاخوان بنقاط متفرقة داخل ميدان التحرير وسط القاهرة حيث نشبت مواجهات بينهم وبين أهالي وقوات الامن التي استطاعت تفريقهم. كما حاول انصار الاخوان اقتحام ميدان النهضة بالجيزة فيما نظمت مسيرات اخرى في عدد مناطق من القاهرة والجيزة والاسكندرية ومدينة قنا. وشهدت محافظة السويس اشتباكات بين الاخوان ومؤيدي الجيش اسفرت عن وقوع العديد من الاصابات واعمال تخريب. ووجهت اليوم عدة تنظيمات تابعة لتحالف دعم الشرعية المناصر للرئيس المعزول دعوات للتظاهر نهاية الاسبوع الجاري الذي يصادف الاحتفالات بانتصارات 6 اكتوبر 1973 حيث توعدت جماعة الاخوان المسلمين بالخروج بقوة في الشوارع واحتلال الميادين الرئيسية بالقاهرة للمطالبة برد الشرعية. وكانت اشتون وصلت الليلة الماضية الى القاهرة في ثالث زيارة لها إلى مصر منذ 30 جوان الماضي وقد التقت صباح اليوم مع وزير الخارجية المصري نبيل فهمى فى بداية سلسلة لقاءات مع المسؤولين المصريين والقوى السياسية بما فيها جماعة الإخوان المسلمين. وقال مصدر دبلوماسي بالاتحاد الأوروبى إن لقاء آشتون مع الوزير المصري يتناول عددا من الملفات الثنائية التى تتعلق بعلاقة الاتحاد الأوروبى بمصر خلال المرحلة الانتقالية وكذلك ضرورة انخراط كافة الأطراف الفاعلة فى الاستحقاقات القادمة وأبرزها الانتخابات البرلمانية وإمكانية مساهمة الاتحاد الأوروبى فى إيجاد آلية للحوار بين المعارضة والسلطة الحاكمة فى مصر. وستلتقي آشتون خلال الزيارة التي من المقرر ان تدوم 36 ساعة كل من عمرو موسى رئيس لجنة تعديل الدستور وقيادات الرموز الدينة في مصر وممثلي عدد من الاحزاب السياسية كما تلتقي رئيس الوزراء حازم البيبلاوي ووزير الدافع الفريق عبد الفتاح السيسي والرئيس المصري المؤقت عدلي منصور. ويتوقع مراقبون أن تخرج الزيارة بنتائج ستدفع باتجاه التوصل إلى "تفاهمات" بين السلطة وجماعة الاخوان المسلمين بما يسمح للجماعة بالرجوع إلى المشهد السياسي مجددا. ويذكر ان مبادرة الاتحاد الأوروبي لحل الازمة في مصر والتي كانت اشتون قد طرحتها سابقا تتضمن 6 نقاط هي اعتراف الإخوان بخريطة الطريق ووقف المظاهرات من جانب الجماعة وإدانتها بشكل كامل للعمليات الإرهابية واعمال العنف على ان تلتزم الحكومة بالإفراج عن قيادات الاخوان المقبوض عليهم في قضايا ليس لها سند مادي ورفع الحراسة عن أموال الجماعة المجمدة وتوفير محاكمة عادلة للمتهمين في قضايا الدم ومشاركة الجماعة في الإعداد للانتقال بالبلاد من المرحلة الحالية للمستقبل الديمقراطي دون إقصاء لأحد.