تركت مسرحية "ميموزا الجزائر" من إنتاج المسرح الجهوي عز الدين مجوبي لعنابة إنطباعا جيدا لدى الجمهور الوهراني الذي استقبل هذا العمل الفني بالكثير من التأثر. وسمحت هذه المسرحية التكريمية لجمهور المسرح الجهوي عبد القادر علولة لوهران سهرة أمس السبت بإستحضار صفحة من تاريخ كفاح التحرير الوطني كتبت بدم فيرناند إيفتون أول مناضل أوروبي أعدم بالمقصلة لمساندته القضية الجزائرية. وجسد هذا الواجب للذاكرة الذي حمله إلى ركح المسرح جمال مرير بإقتباسا من عمل للكاتب المسرحي المناهض للإستعمار ريشار ديمارسي الممثلتان عايدة كشود وفاتن بن ناموس حيث تقمصتا ببراعة دوري أم وإبنة الشهيد فرناند إيفتون. وقد أدت الممثلتان دوريهما وسط ديكور يضم عدة عناصر مثل خزانة وبيانو أو طاولة المطبخ أخذت شكل كتاب كبير في إشارة إلى الأهمية التي تكتسيها كتابة تاريخ الثورة التحريرية المجيدة. وتتحرك ببطء شخصيات غامضة وصامتة بوجه مقنع حول البطلتين وهي تتقمص أشباح الماضي من ألام والدة الشهيد الذي يرمز إليه بدمية من الشمع مقطوعة الرأس. وتستوحي المسرحية عنوانها من ذكريات أثارها سرد الأم مع حفيدتها التي يحول سنها الصغير أثناء تلك الأحداث دون تذكرها لتجد نفسها فجأة تستنشق الرائحة العطرة لزهرة الميموزا لحي طفولتها بالجزائر العاصمة. وتعد "ميموزا الجزائر" التي أنتجت بمناسبة الإحتفال بالذكرى الخمسين للإستقلال تكريما من خلال فرناند إيفتون "لكل الأوروبيين الذين شاركوا في الكفاح من أجل التحرير الوطني" كما أوضحه ل"وأج" المخرج جمال مرير. "يندرج هذا العمل في إطار الذاكرة ليس للقول أن هذه الأخيرة مخفية ولكن لإظهار الثراء الكبير للتاريخ الجزائري" وفق نفس المتحدث الذي أكد على "واجب الذاكرة تجاه كل أولئك الذين كافحوا وضحوا بحياتهم من أجل إستعادة الإستقلال". وأبرز المخرج أن عرض مسرحية "ميموزا الجزائر" بالمسرح الجهوي لوهران ينهي جولة وطنية بدأت في سبتمبر المنصرم بالمسرح الوطني محيي الدين بشطارزي للجزائر العاصمة.