قال مخرج مسرحية “ميموزا الجزائر”، جمال مرير، أول أمس خلال ندوة صحفية، بأنه أول إنتاج بالأمازيغية يقدم للجمهور العنابي، ليضيف أن إبداعه في المسرح الجزائري وإخراجه لمسرحية باللغة الأمازيغية لم يأت عبثا، بل كان نتيجة مبادرة الفنانة القديرة صونيا التي لم تبخل عليه بتوجيهاتها. أكد جمال مرير حبه للتجارب وممارسة المسرح بكل تقنياته وأوجهه المختلفة، وفي سياق متصل، ذكر المتحدث أنه كان مطّلعا على شخصيات المسرحية باللغة العربية، وكان على يقين بما ستقدمه للجمهور، لكنه تخوّف من شخصيات العمل الجديدة باللغة الأمازيغية، إلا أنه في النهاية قدم الممثلون عرضا مسرحيا مميزا، من حيث قدرة الأداء، مدى إحساسهم وتأثرهم بشخصية الفرنسي الجزائري فرنناند إفتون، وهو أول أوروبي يعدم من طرف الفرنسيين، لأنه أحب القضية الجزائرية. وفي هذا الشأن، قال مرير بأنه يجب تقديم وجه آخر للتاريخ الجزائري من خلال التعريف بكل شهداء الثورة، من بينهم إخواننا الفرنسيون الجزائريون، لأن العديد من الناس لا يعرفون شخصية فرنانند إفتون، خاصة من جيل الاستقلال. وفيما يتعلق بالسينوغرافيا، أكد نفس المتحدث أنه تم التركيز على إضفاء الجانب الجمالي للخشبة، من خلال إعطاء قراءة لكل عنصر أو مكوّن لهذه المسرحية من أثاث، لباس وحتى ألوان أدرجها المخرج لإنجاح مسرحيته هذه. كما تجدر الإشارة إلى أن العرض الشرفي لمسرحية “ميموزا الجزائر” التي ترجمت إلى اللغة الأمازيغية، قدم أمس على ركح مسرح “مجوبي”، والمسرحية عن نص ريشار دي مارسي، من إخراج الفنان جمال مرير، تمثيل جميلة بوعنام ونصيرة بن يوسف من المسرح الجهوي لمدينة تيزي ووز، أما السينوغرافيا فهي لهبال البخاري وترجمة أيت قني سعيد حسين. تروي القصة مأساة عائلة البطل والأوروبي الجزائري فرناند إفتون الذي يعدم، ذنبه الوحيد أنه ناضل من أجل القضية الجزائرية، حارب الظلم والعنصرية، وبعد إعدامه، تعيش أخته في حي بلكور بالعاصمة مع الذكريات المؤلمة، بينما تسافر زوجته وابنته إلى باريس، ثم تعود البنت بعد 40 سنة من الغياب لمعرفة تاريخ والدها وكيف تم إعدامه، وتبقى الجدة تحكي لحفيدتها عن البطل إفتون.