أبكى العرض الشرفي لمسرحية “ميموزا الجزائر”، الذي قدّمه المسرح الجهوي “عز الدين مجوبي” بعنابة، مجموعة كبيرة من المجاهدات اللواتي زغردن لهذا العرض الذي أخرجه الفنان جمال مرير، عن نص ريشار ديمارسي، وترجمة محمد ساري وأداء الفنانة القديرة عايدة كشود والوجه الجديد فاتن بوناموسة. المسرحية قدّمت في إطار الاحتفالات بخمسينية الاستقلال وتكريما لأصدقاء الثورة الجزائرية الذين ضحوا من أجل الجزائر، ومن بين هؤلاء فرناند إفتون الذي ناضل من أجل استقلال الجزائر فأعدم في معركة الجزائر في 11 فيفري 1957 من طرف البوليس الفرنسي، وتجاوب الحضور مع هذا العرض وتابع تفاصيله، التي تبدأ عند عودة ابنة افتون كريستيان من باريس إلى العاصمة بعد40 سنة من الغياب بحثا عن حقيقة مقتل والدها خلال حرب الجزائر، وهو الدور الذي أدّته فاتن بوناموسة بتميّز، حيث نجحت في نقل شعور الفتاة التائهة بين الحقيقة والخيال، لتلتقي بجدتها وتحاول معرفة الحقيقة، لكن تجد الجدة تائهة بين الجدران الفارغة والزاوية التي تتراءى لها فيها صورة ابنها إفتون الذي تنتظره كل مساء، لكن تضيع الأحلام لأنّ ابنها رحل دون عودة وتكتشف الحفيدة أنّ جدتها تحمل أسرارا كثيرة عن العائلة منها حقيقة مقتل والدها فتساعدها إلى أن تؤكّد حقيقة إعدام والدها من طرف البوليس الفرنسي بعد محاولته تفجير معمل للغاز بواسطة قنبلة، فيلقى عليه القبض ويحوّل إلى المحكمة ليعدم لأجل القضية الجزائرية ودفاعا عن الحق.