قتل مسلح وأصيب اثنان من رجال الأمن يوم الثلاثاء في مواجهات وقعت بين عصابة إرهابية ووحدات الحرس الوطني (الدرك الوطني) بولاية قبلي جنوبتونس في الوقت الذي أكد فيه رئيس الدولة المنصف المرزوقي "ضرورة توخى مقاربة عميقة" تشمل الجوانب الامنية والفكرية والتنموية لمواجهة ظاهرة الإرهاب. و أبرز مصدر امني تونسي ان الاشتباكات ادت إلى مقتل أحد الإرهابيين من الجماعة التي كانت متحصنة بأحد المنازل في منطقة "النقة" قرب مدينة قبلي كما اعتقلت عدة عناصر اجرامية مسلحة. وفي هذا المضمار اعتبر الرئيس التونسي محمد المنصف المرزوقى ان "التصدى" لظاهرتى التطرف والإرهاب" يستدعى توخى مقاربة عميقة وشاملة ومتعددة الاوجه والاساليب تشمل الجوانب الامنية والفكرية والتربوية والاجتماعية والاقتصادية والدينية منبها إلى ان خطر التطرف والإرهاب من شانه "تاخير" مسيرة البلاد. وبالنظر إلى تكرار الهجمات الإرهابية ضد الاجهزة الامنية بشتى المناطق افادت السلطات العسكرية التونسية بان حركة" الجولان" على مستوى المنطقة " العسكرية العازلة" بجنوب البلاد يخضع إلى "تراخيص مسبقة "وان تواجد الاشخاص ووسائل النقل بتلك المنطقة" يخضع إلى المراقبة الامنية". ومعلوم ان الرئاسة التونسية كانت قد أصدرت قرارا في شهر اوت المنصرم يقضي بوضع أحكام استثنائية تتمثل فى احداث منطقة حدودية عازلة على طول الشريط الحدودى الجنوبىلتونس. وتعيش تونس على وقع تهديدات امنية تمثلت في ازدياد الهجمات الإرهابية ضد الاجهزة الامنية وتفكيك عدة شبكات إرهابية وقيام وحدات الجيش بحملات تمشيط ضد معاقل تنظيم "انصار الشريعة" الإرهابي الذي انتقل في مخططاته إلى محاولة شن الاعتداءات على مرافق القطاع السياحي الذي يشكل الركيزة الاساسية للاقتصاد التونسي . ودفعت هذه الاعتداءات بالرئيس المرزوقي إلى اتخاذ قرار يقضي بتمديد حالة الطوارئ السارية المفعول في البلاد لمدة ثمانية أشهر علما بان تونس تعيش حالة الطوارئ منذ الإطاحة بنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي في 14 يناير 2011 . ويأتي هذا التمديد في حالة الطوارئ بعد ايام فقط من صدور قرار رئاسي يقضى بإحداث مناطق عمليات عسكرية تشمل شتى أرجاء البلاد لمواجهة ظاهرة الإرهاب وتهريب الاسلحة والمخدرات.