نظمت الجامعة العربية اليوم الاثنين بمقرها في القاهرة احتفالية بمناسبة "يوم الوثيقة العربية" حضرها الأمين العام للجامعة نبيل العربي والمدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الدكتورعبد الله حمد محارب و السيد عبد المجيد شيخي مدير الأرشيف الوطني و رئيس الفرع الإقليمي العربي للمجلس الدولي للأرشيف. وأكد نبيل العربي في كلمة في الاحتفالية التي تم خلالها تكريم الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة أن الجامعة تحتضن فعاليات يوم الوثيقة العربية الذي كان مبادرة من "النادي العربي للمعلومات"السوري وتبنتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم مشيرا إلى أن تكريم الشيخ سلطان بن محمد القاسمي على كل ما يقوم به من جهود مقدرة لرفع شأن الثقافة العربية ودوره الفعال في تشجيع التفاعل والحوار لثقافي على الساحتين العربية والدولية ولما له من مبادرات هامة لدعم دور الوثائق والمكتبات. وأشار العربي في كلمته إلى أهمية حماية مواقع التراث العالمي بالمنطقة العربية خاصة في ظل ما تشهده المنطقة من نزاعات مشيرا على وجه الخصوص إلى ما تتعرض له المواقع الأثرية والمكتبات في سوريا من مخاطر وأعمال حرق ونهب تتطلب التدخل السريع والعاجل لإنقاذها وحفظها من الخراب والدمار باعتبارها من كنوز الحضارة الإنسانية موجها التقدير لدار الكتب والوثائق العراقية التي نهضت من الرماد بعد أعمال النهب والتخريب التي تعرضت لها في عام 2003 . . وسلط العربي الضوء على ما تتعرض له الآن ومنذ فترة مدينة القدس من انتهاكات إسرائيلية وسياسات عنصرية لطمس معالمها الحضارية وسرقة للوثائق وتزوير للحقائق بهدف تغيير ملامحها وهويتها العربية وتهويد مقدساتها مشددا على ضرورة إيلاء أهمية قصوى لجمع وإحياء الوثائق الفلسطينية وإعادة نشر هذه الوثائق الكترونيا بما يحقق المحافظة على التراث الوثائقي والحضاري الفلسطيني وسهولة تداوله لأنه الأكثر عرضة للسرقة والتزوير والتدمير وعلى توثيق جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب العربي الفلسطيني. وقال العربي: علينا جميعا واجب مقدس بضرورة إثارة هذه القضية في الإعلام العالمي وفي المحافل الدولية وأناشد الفرع الإقليمي للمجلس الدولي للأرشيف لاتخاذ كافة الإجراءات الممكنة لعرض هذا الموضوع الهام على جدول أعمال المؤتمرات السنوية للمجلس الدولي للأرشيف بهدف منع إسرائيل من الاعتداء على وثائق الشعب الفلسطيني وتشويهها هذه الوثائق التي تمثل جزء من كيانه القومي وتاريخه اليومي على الأرض وتراثه. وأكد على أنه لمن المهم أن نتذكر دائما يوم الوثيقة العربية للعمل معا على صون التراث العربي المادي والمعنوي للحفاظ على هويتنا العربية داعيا كافة الهيئات والمؤسسات العاملة في مجال الوثائق والتوثيق للعمل على ترسيخ أسس علمية وعصرية لتبني السياسات الكفيلة لتوحيد الجهود العربية في مجال التوثيق والمعلومات للارتقاء بالوثيقة العربية بما يخدم أهداف الأمة العربية. ومن جهته أكد السيد عبد المجيد شيخي مدير الأرشيف الوطني ورئيس الفرع العربي الإقليمي للمجلس الدولي للأرشيف أن تحويل الاحتفال بالوثيقة العربية إلى الجامعة العربية مفيد كثير وسيفتح آفاقا أوسع للاهتمام بالوثائق العربية وبالأرشيف بصورة خاصة لأن الأرشيف مهدد في كثير من البلدان العربية نظرا لما يجري من أحداث. وقال في تصريح ل ( واج ) إن اجتماع اليوم وخاصة اجتماع الفرع العربي الإقليمي للمجلس الدولي للأرشيف بمقر الجامعة العربية يفتح مجالات للتعاون مع الجامعة العربية وربما يجعل الجامعة العربية تتبنى كثير من القضايا التي يناضل من أجلها الفرع العربي في مواجهة العالم الخارجي لا سيما فيما يتعلق باسترجاع الأرشيف المنهوب والجزائر من أكبر الدول الضحايا في هذا الميدان لأنها فقدت جل أرشيفاتها الموجودة في الخارج وفي فرنسا بصفة خاصة. وأضاف شيخي انه طلب باسم الفرع العربي للأرشيف وكذلك باسم الجزائر أن يكون هناك تضامن وتنسيق أكبر بين الدول العربية في مجال المطالبة باسترجاع الأرشيف المسروق لأنه لا يوجد بلد عربي واحد لم يفقد جزء من ذاكرته وذلك للعمل من أجل إعادة الذاكرة لأصحابها والعمل أيضا من أجل تنمية هذه الذاكرة ونشرها للأجيال القادمة.