دعت الهيئة العربية للمسرح الجزائر لتبني مشروع إنشاء وحدة مركزية عربية للتوثيق لما تتوفر عليه من طاقات علمية وبحثية، حيث قال مسؤول النشر والإعلام لدى الهيئة غنام غنام خلال ملتقى ب«قاعة الأطلس» بالعاصمة نظم على هامش فعاليات الدورة السابعة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف وحمل عنوان «التوثيق والأرشفة.. 50 سنة من استرجاع الاستقلال.. 50 سنة من المسرح»، إن التوثيق «فعل مشترك قومي يتطلب تشكيل شبكات توثيق عربية تعمل بطاقات عربية بشكل منقسم ولكن بمنهجية واحدة لتصب في وحدة التوثيق المركزية التي تقوم بالتصنيف والتعريف». وأوضح المشاركون في هذا الملتقى الذي ترأسه الباحث في التاريخ محمد آرزقي فراد؛ أهمية التوثيق في حفظ الذاكرة للأجيال اللاحقة فالملتقى -حسب فراد- يشدد على أهمية «إنشاء مؤسسة خاصة أو بنك للمعلومات تعنى بالتأريخ للمسرح الجزائري وتحفظ أرشيفه قصد إنقاذ تراث المسرح الجزائري بأشكاله المتنوعة». وأكدت رئيسة الجلسة جميلة الزوقاي من معهد الفنون الدرامية بوهران أن الملتقى»يوجه أيضا دعوة لعلم المكتبات لمجالسة المسرح من أجل حفظ الذاكرة المسرحية»، مشيرة إلى أهمية التفكير حاليا في النظم الرقمية المتعلقة بالتوثيق. واستعرض الجامعي والناقد المسرحي المغربي حسن يوسفي تجربة بلاده في مجال التوثيق، موضحا أن «المغرب وخلال الفترة الاستعمارية، تعرضت ذاكرته التاريخية للتخريب والتدمير والنهب كما تم نقل الكثير من أرشيفه لفرنسا أو إسبانيا». ورغم إشادته بتجربة بلاده في مجال حفظ الوثائق الرسمية والإدارية منذ العهد الإدريسي؛ إلا أنه أعاب إهمال مسؤولي الثقافة هناك توثيق كل ما يتعلق بالثقافة والفن، معتبرا أن «مسيرة المسرح المغربي التي تمتد على تسعة عقود لم توازها حركة توثيق وأرشفة بحجمها»، وأن «معظم ما هو موجود من وثائق هو مشتت بين خزانات تابعة لعدد من المسرحيين المغاربة». وعن السلبيات الناجمة عن غياب التوثيق والأرشفة؛ اعتبر المسرحي الجزائري حميد علاوي في مداخلة بعنوان «التقصير في أرشفة العروض المسرحية تحريض على النقد الانطباعي»، أن «غياب الأرشيف يقودنا للنقد الانطباعي الارتجالي غير الموضوعي»، مضيفا أن الناقد العربي «يشتغل على النص المسرحي واللغة ويهمل العرض رغم أن له أهميته الكبرى في البلدان الأوروبية». من ناحية أخرى، نوه بعض المتدخلين بالوضع المبشر للتوثيق والأرشيف في مصر وهي الدولة التي اجتمعت الآراء على ريادتها العربية في هذا المجال، خصوصا أن لها مركزا قوميا للمسرح منذ عام 1980. وإلى جانب المداخلات الفكرية؛ تم أيضا الاستماع لتدخلات الجمهور الحاضر الذي جمع بين جوانبه كوكبة أخرى من وجوه المسرحين الجزائري والعربي.