نشطت المجموعة الفرنسية "لا كولا دي كونسرفاتوري دي تولوسا" و الموسيقار الجزائري محمد روان مساء الثلاثاء السهرة الخامسة من فعاليات المهرجان الدولي للموسيقى الأندلسية والموسيقى العتيقة بتقديمها وصلات موسيقية مزجت بين الموسيقى الأوكستانية و الموسيقى الأندلسية و الجاز الشرقي. و أدت المجموعة المتكونة من ثمانية موسيقيين من بينهم ثلاث نساء بقيادة كزافيي فيدال نحو 15 مقطوعة موسيقية باللغة الأكستانية (من بلاد الأوك- قسم كبير من جنوبفرنسا) تناولت العادات و التقاليد الشعبية في طابع موسيقي سمح بالانتقال بشكل طبيعي من الطابع الأندلسي إلى القبائلي. و من بين المقطوعات التي قدمتها هذه المجموعة مقطوعة "اس ايسي لو مس دو ماي" (حدث في شهر ماي) و "مي مس افي كي انسوت" (بدا لي سماع ملاك يغني) اللتان أثارتا إعجاب الجمهور الذواق المتواجد بقاعة ابن زيدون برياض الفتح. كما أدى أمين تيليوا الذي يعزف تارة على آلة الكمان و تارة أخرى على آلة المندولينة أو الرباب بتألق كبير استخبارين في نمط مزموم ثم في نمط رمل المايا الذي دعمها بأداء صوتي قوي. أما الجزء الثاني من السهرة فنشطه المتألق محمد روان الذي قدم نحو عشر وصلات موسيقية مستقاة من رصيد يسميه "قصبة جاز" و هو مزيج بين الفلامنكو و الجاز و الشعبي و الموسيقى الشرقية. و رفقة خمسة موسيقيين ذهب صاحب المندول الأبيض بالجمهور في رحلة عبر نغمات الثقافة المتوسطية و الشرقية من خلال تأديته لأنماط حجاز و هوزام و سابا. و قد تألق كل من التركيين كبتان اوراح على آلة القيثارة الجهيرة ذات الأوتار الغليظة و إلياس أوزوبك على آلة الكلارينيت و الجزائريين شيخ محمد الأمين على آلة الناي و الغناء و منصف بالصغير على آلة النقر و عبد الله النجار على آلة السانتيتيزور في أدائهم. و في نهاية العرض صرح محمد روان الذي تأثر كثير لتجاوب الجمهور معه قائلا "تعد آلتي الموسيقية إشادة بشيخ امحمد العنقى" مضيفا "أحاول تأليف مقاطع أصيلة مستقاة من موسيقى الشعبي تتجاوب مع الأشكال الجمالية الحديثة". تتواصل فعاليات الطبعة الثامنة من المهرجان الدولي للموسيقى الأندلسية والموسيقى العتيقة التي افتتحت يوم 20 ديسمبر الفارط إلى غاية 29 منه ببرنامج اليوم السادس الذي يكرم سي محمد بوعلي من خلال حفل تنشطه المجموعة الجهوية لمدينة تلمسان و المجموعة الموسيقية محمد تمسماني من المغرب.