أحيت الفرقة المكسيكية غريفولكرور والجوق الأندلسي لجمعية الفنون الجميلة بالجزائر العاصمة، مساء الأحد الماضي، السهرة الثالثة من الطبعة الثامنة للمهرجان الدولي للموسيقى الأندلسية والموسيقى العتيقة التي ستدوم إلى غاية ال 29 ديسمبر الجاري، حيث أبرزت أوجه التشابه بين الإرث الموسيقي للبلدين. وأطربت الفرقة المكسيكية جمهور قاعة ابن زيدون بالجزائر العاصمة بوصلات موسيقية مستقاة من التراث المكسيكي العتيق. ومن خلال مقاطع تغنت بعمل البحارة والأرض والماء والنار والسفر والحب والطيور والثلج، أمتع الموسيقيون الخمس من بينهم امرأة الجمهور الحاضر بباقة من الأغاني التي تطرقت إلى مختلف أوجه حياة الأشخاص الذين تربطهم علاقة دائمة مع الطبيعة. وقد قدم بابلو سنتي على آلة الكاخون (آلة إيقاعية في شكل صندوق) وآلة الكيخادة (فك الحمار أو الحصان أو البقرة يستعمل كآلة إيقاع) كل قطعة مع إعطاء إشارات حول بعض الجوانب المرتبطة بالثقافة والأزياء المكسيكية. أما فيوليتا خاريرو كاستيلية العازفة على آلة خارانا (قيثارة صغيرة للمرافقة) وإيفان كستيليانو عازف على آلة خارنة من شكل أكبر وبيار كامبيسترون على آلة ليونا (قيثارة باص سمعية) وارنستو كانو مارتيناز على آلة ريكيتو (قيثارة أحادية) فقد تعاقبوا في أداء أغاني شعبية على وقع الإيقاعات الأصيلة للموسيقى التقليدية المكسيكية. أما الجزء الثاني من السهرة، فنشطه الجوق الأندلسي للفنون الجميلة للجزائر العاصمة بتقديم نوبة ديل في نمط الموال بقيادة عبد الهادي بوكورا، حيث استحسن محبو هذا النوع الموسيقي الوصلات المختارة من التراث الأندلسي الأصيل. وقد أمتع موسيقيو هذا الجوق (ثلاثون موسيقيا من بينهم 10 نساء) الجمهور الحاضر بقاعة ابن زيدون بمقاطع مثل حديث عشقي قولو للذي منع الزيارة وأفنيت وجدا وملكني الهوى وتحيا بكم ولاش تلقي وكذا هو المساء وريم رمتني ولقيتها في الطواف تسعى. ومن خلال تنوع في الإيقاعات أدت المجموعة نوبة ديل في تعاقب لحركات انقلاب وانصراف ومصدر وبطايحي ودرج وخلاص لتختم في جو بهيج بلونجا لرياض السنباطي. وتتواصل فعاليات الطبعة الثامنة من المهرجان الدولي للموسيقى الأندلسية والموسيقى العتيقة ببرنامج السهرة الرابعة، الذي ينشطها ادواردو بانياغوا (إسبانيا) ويالو يالو/ بلنافيكو (اليونان) وليلى بورسالي وعباس ريغي (الجزائر).