أعرب نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية يوم الاحد بالقاهرة عن أمله في انعقاد مؤتمر جنيف 2 الخاص بسوريا في موعده المحدد 22 جانفي المقبل بمدينة مونتيرو السويسرية مؤكدا أن الأزمة السورية وصلت الى أوضاع مأساوية. وقال العربي في مؤتمر صحفي ان الجميع يترقب انعقاد مؤتمر جنيف 2 وسوف يتم توجيه الدعوات لعدد كبير من الدول المعنية من بينها 10 دول عربية مؤكدا استمرار الجامعة العربية في موقفها المتمثل في ضرورة وقف اطلاق النار واالسماح باصال المساعدات الانسانية الى النازحين السوريين. وشدد العربي على ضرورة الاسراع بوقف سفك الدماء في سوريا منتقدا موقف مجلس الأمن الدولي الذي لم يصدر حتى الآن قرارا يقضي بوقف اطلاق النار في سوريا. وكشف العربي عن أن أحمد عاصي الجربا رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أبلغه ان المعارضة ستشارك في المؤتمر وانها تقوم حاليا بتشكيل وفدها الى المؤتمر. واضاف العربي انه رغم صعوبة المفاوضات فان هناك مؤشرات بامكانية الوصول الى تسوية. واعرب عن امله في أن يؤدي المؤتمر الدولي الثاني للمانحين الخاص بسوريا يوم 15 جانفي المقبل بالكويت الى التخفيف من معاناة السوريين. وعلى صعيد القضية الفلسطينية نفى الامين العام للجامعة العربية موافقة مجلس وزراء خارجية العرب الاخير في القاهرة على اتفاق اطاري بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي وفق ما تردد في بعض التقارير. وقال "ان اجتماع وزراء الخارجية العرب عقد بطلب من الرئيس محمد عباس وقد تم الاتفاق على تكليف كل من وزير الخارجية الليبي محمد عبد العزيز رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة والامين العام للجامعة بالتوقيع على خطاب موجه للامم المتحدة يتضمن التأكيد على الثوابت الاساسية في الموقف الفلسطيني". وانتقد العربي استمرار المماطلات الاسرائيلية واللعب على عنصر الوقت والذي تعتبره هدفا استراتيجيا وقال ان ذلك هو الذي يعطل المفاوضات بين الجانبين فضلا عن استمرارها في المشاريع الاستيطانية وقتل الفلسطينيين. وأشار الى ان وزير الخارجية الامريكي جون كيري سيطرح عددا من الافكار لدفع المفاوضات قدما بعد وصولها الى طريق مسدود موضحا ان المقترحات السابقة لكيري بشأن الوجود الامني الاسرائيلي على الحدود غير مقبولة من قبل الرئيس محمود عباس الذي أبلغ الاجتماع الوزاري العربي الاخير بموقفه القائم على ضرورة انسحاب اسرائيل الى حدود عام 1967 ورفض وجود اي قوات اسرائيلية داخل الاراضي الفلسطينية لكنه يقبل بوجود قوات دولية او من الناتو(الحلف الاطلسي). ولفت العربي الى ان الفترة المقبلة ستشهد مزيدا من المشاورات بشأن المقترحات الامريكية المنتظرة مؤكدا ان المفاوضات التي انطلقت في 30 جويلية الماضي استندت الى مرجعيات دولية منها قرار مجلس الامن 242 وحدود 67 وموضوع الامن ورفع مستوى معيشة الضفة الغربية خلال 3 سنوات. وعبر عن استغرابه لعرقلة موضوع المصالحة الفلسطينية حتى الآن رغم قبول الاطراف الفلسطينية باتفاقي القاهرة والدوحة للمصالحة الوطنية. من جهة أخرى وفي رده على سؤال حول موقف الجامعة العربية من اعلان الحكومة المصرية جماعة الاخوان المسلمين "جماعة ارهابية" وطلب القاهرة تفعيل الاتفاقية العربية لمكافحة الارهاب قال العربي انه التقى مؤخرا وزير الخارجية المصري نبيل فهمي وتم بحث هذا الموضوع لكنه لم يتلق طلبا رسميا بهذه الشأن. وأضاف العربي أن الاتفاقية موقعة من قبل 17 دولة عربية اما التنفيذ فهو قرار سيادي لكل دولة أما الجامعة العربية فتقوم بدور "الدبلوماسية الهادئة" لتشجيع الاطراف على التهدئة. وقال ان الجامعة العربية ستشارك في مراقبة الاستفتاء على الدستور المصري الجديد بوفد من مراقبيها لا يقل عن 60 متابعا وتغطي 75 بالمائة من المحافظات المصرية. وفيما يخص الوضع في ليبيا أكد الامين العام حرص الجامعة العربية على دعم الاستقرارفي هدا البلد وقال ان الجامعة ستقدم الدعم لاعادة بناء مؤسسات الدولة الليبية. وفيما يتعلق بلبنان حذر العربي من خطورة الوضع هناك بعد التفجيرات التي ضربت هذا البلد وقال "كنا نأمل مع نهاية العام ان يتجه لبنان نحو الاستقرار". كما أدان التفجيرات المتصاعدة في العراق وقال ان الجامعة تقوم باتصالات مع مختلف المسؤولين العراقيين معربا عن الامل في نبذ العنف ومحاولة التفاهم بين الجميع . كما أعرب عن امله في نجاح الحوار الوطني في الوصول بالمين الى التسوية والاستقرار مؤكدا دعم الجامعة لمسيرة الحوار. ومن جهة أخرى أشار العربي فيما يتعلق بعقد القمة العربية الثقافية التي اقرتها قمة سرت 2010 الى انه تم الاتفاق على عقد اجتماع موسع في فيفري المقبل لكبار مفكري العالم العربي لبحث التحديات التي تواجه المنطقة والافكارالمطروحة للتعامل معها. وكشف ان الامانة العامة للجامعة العربية بصدد انشاء بوابة الكترونية جديدة لها وانشاء راديو وتليفزيون للجامعة باللغتين العربية والانجليزية لايصال صوت الجامعة العربية للعالم.