بدأ المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي أمس من القاهرة جولة بالمنطقة تشمل دمشق وطهران للتحضير لمؤتمر جنيف الثاني المحتمل حول الأزمة السورية. وتشمل الترتيبات للمؤتمر نفسه لقاء ثلاثيا محتملا بين روسياوالولاياتالمتحدة والأمم المتحدة، واجتماع مجموعة "أصدقاء سوريا" بلندن. وقالت خولة مطر المتحدثة باسم الإبراهيمي، في تصريحات لها بجنيف، إن المبعوث الأممي التقى بالقاهرة وزير الخارجية المصري نبيل فهمي والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، مشيرة إلى أن جولة الإبراهيمي تشمل دولا أخرى بالمنطقة بما فيها سوريا وإيران. وكان قدري جميل نائب وزير الخارجية السوري قد قال الخميس، في موسكو، إن مؤتمر جنيف الثاني سيعقد يومي 23 و24 نوفمبر المقبل. لكن روسياوالولاياتالمتحدة نفتا تحديد موعد للمؤتمر الذي يستهدف تسوية سياسية للأزمة السورية، وقالتا إن ذلك من صلاحية الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، كما أن المتحدثة باسم الإبراهيمي قالت إن بان سيعلن "في الوقت المناسب" عن موعد المؤتمر. وكان مؤتمر جنيف الأول عقد في جوان 2012، وانتهى باتفاق على تشكيل حكومة انتقالية في سوريا. لكن الاتفاق لم يحدد وضع الرئيس السوري بشار الأسد ضمن السلطة الانتقالية، وظل حبرا على ورق. وترفض دمشق إقصاء الأسد عن السلطة ضمن اتفاق محتمل قد يخرج به مؤتمر جنيف الثاني، بينما قال مسؤولون في الائتلاف الوطني السوري المعارض إنه لا معنى للمؤتمر ما لم يكن الهدف منه استبعاد نظام الأسد من مرحلة انتقالية لإدارة البلاد. وكانت الخارجية الروسية أعلنت أن لقاء ثلاثيا بين روسياوالولاياتالمتحدة والأمم المتحدة، قد يعقد مطلع الشهر المقبل تمهيدا لمؤتمر جنيف الثاني الخاص بسوريا. وأعرب غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي عن استعداد بلاده لإبداء مرونة فيما يخص المواعيد والحضور عندما يتوصل المشاركون الآخرون إلى توافق بهذا الشأن. وأضاف أن المهمة الأولية ليست تحديد موعد معين للقاء التمهيدي الثلاثي، بل التوصل إلى تفاهم حول كيفية عقد المؤتمر، وتمثيل الحكومة والمعارضة فيه. وقال الائتلاف السوري المعارض إنه سيقرر خلال هذه الأيام في اجتماعات لهياكله بإسطنبول ما إذا كان سيشارك في مؤتمر جنيف 2 أم لا. وكان المجلس الوطني السوري -وهو المكون الأهم ضمن الائتلاف- قد أعلن قبل أيام أنه لن يشارك بالمؤتمر المرتقب. وقال رئيس المجلس جورج صبرة إنه لا يمكن إجراء مفاوضات في ظل معاناة الشعب السوري على الأرض. وفي إطار الترتيبات الجارية للمؤتمر المحتمل، يعقد هذا الثلاثاء بلندن اجتماع لمجموعة "أصدقاء سوريا" التي تضم 11 بلدا بينها الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا، وتركيا، ودول عربية. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن الاجتماع سيكون على مستوى وزراء الخارجية، وسيبحث المساعي الجارية لعقد مؤتمر جنيف 2، وكذلك دعم المعارضة السورية. يُشار إلى أن انعقاد مؤتمر جنيف 2 تأجل أكثر من مرة بسبب صعوبات سياسية، وتحاول واشنطنوموسكو ترتيب انعقاده منذ ماي الماضي. ميدانيا، وقع هجوم أمس عند مدخل جرمانا بضاحية دمشق، المحسوبة عموما على النظام السوري والمأهولة بغالبية مسيحية، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، كما أوردت وكالة الأنباء السورية (سانا) بدون إعطاء حصيلة دقيقة. وأوردت وكالة الأنباء الفرنسية أن الهجوم خلف مقتل 16 من قوات النظام في تفجير واشتباكات بالقرب من دمشق. وذكرت الوكالة الرسمية أن الهجوم الذي قام به مقاتلو المعارضة، وقع عند مدخل جرمانا من جهة المليحة، وهي بلدة مجاورة يسيطر عليها مسلحون معارضون. ومن جهة أخرى، أعلن ناشطو الثورة أن الجيش الحر سيطر على حاجز رئيسي في المليحة في ريف دمشق.