أجمع المتدخلون في أشغال اليوم الدراسي المخصص لدور البحث العلمي في تطوير وعصرنة الجيوش المنظم اليوم الخميس بالجزائر العاصمة على أن البحث العلمي والدفاع "يتفاعلان بقوة" في مجال واسع من المعارف والتقنيات والتكنولوجيات. وفي هذا الصدد، يرى العميد حسن ملواح في محاضرته تحت عنوان "البحث العلمي في الجيش الوطني الشعبي" انه "من الضروري تضافر جهود كل المختصين في القطاعين العسكري والمدني قصد ارساء اقطاب امتياز في بعض المجالات ذات الاهمية في الدفاع والامن" والتي تشكل حسبه "نقاط تقاطع بين مختلف منظومات الأسلحة". وكشف عن تسجيل مشاريع طموحة ضمن المخطط الخماسي 2015-2019 قوامها التعاون بين باحثين عسكريين ومدنيين من اجل عصرنة الجيش الوطني الشعبي. و لدى تناول أمثلة عن الجيوش الأجنبية أشار العميد عمر سرير الى تنافس الدول لاقتناء أحدث الاسلحة والتكنولوجيات المستعملة في ميدان الدفاع والأمن مستدلا بحالة الصين التي تسعى الى رفع مستوى استثماراتها في البحث والتطوير ليصل الى 2ر2 بالمائة من نتاجها الداخلي الخام في افاق 2015 والى 5ر2 بالمائة في 2020. وتمثل الصين -كما جاء في المداخلة- ثاني اكبر مستثمر في البحث والتطوير بعد الولاياتالمتحدةالامريكية . و اعتبر العميد سرير أن امتلاك قدرات في البحث والتحكم في الكفاءات التكنولوجية يساهمان في تعزيز قوة الدولة. ومن جهته أكد العقيد علي يوسناج في محاضرة تحت عنوان "دور البحث العلمي في تطوير وعصرنة الجيوش" ان البحث العلمي "ليسا مدنيا ولا عسكريا وانما الانجازات التكنولوجية هي التي يمكن ان تحمل طابعا عسكريا او مدنيا او مزدوجا". وأضاف المحاضر أن الباحثين يتفقون في هذا المقام على التمييز بين ثلاثة مستويات من البحث : البحث القاعدي والبحث التطبيقي و البحث المرتبط بالتطوير مشيرا الى أن نتائج البحث تنشر وفق نمطين هما الانتشار غير المادي والانتشار المادي. كما اعتبر ان تحديث الجيوش "ليس متعلقا بالتكنولوجيات والعلوم الدقيقة لوحدها بل يتطلب ايضا التنظيم وفن التسيير والمساعدة على اتخاذ القرار والموارد البشرية وتسيير المخزونات والصحة". يذكر ان هذا اليوم البرلماني قد نظمته لجنة الدفاع الوطني بالمجلس الشعبي الوطني. وقد حضر اللقاء كل من رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة وعدد من اطارات وزارة الدفاع الوطني وضباط سامون للجيش الشعبي الوطني وكذا برلمانيون وأساتذة باحثون. وفي كلمة افتتاحية ابدى رئيس لجنة الدفاع الوطني بالمجلس الشعبي الوطني فؤاد بن مرابط عن امله في ان يكون هذا اليوم الدراسي "فرصة للاطلاع على اهمية مشاريع البحث والتطوير في المجال العسكري والعملي للوصل بجيشنا -كما قال-الى مصاف الجيوش المتطورة القوية المتحكمة في التكنولوجيات الحديثة". و في رده على سؤال احد الصحافيين على هامش اليوم الدراسي بخصوص وجود مشروع تقليص مدة الخدمة الوطنية اكد اللواء علي عكروم المدير المركزي للعتاد بوزارة الدفاع الوطني "وجود" هذا المشروع الذي هو حاليا "قيد الدراسة". و حسب اللواء فان تقليص مدة الخدمة الوطنية تتماشى مع احترافية الجيش الشعبي الوطني.