قام الرئيس المالي ابراهيم بوبكر كيتا بزيارة صداقة و عمل يومي السبت والاحد الى الجزائر توجت ببيان مشترك فيما يلي نصه الكامل: "بدعوة من فخامة السيد عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية قام فخامة السيد ابراهيم كيتا رئيس جمهورية مالي بزيارة صداقة و عمل إلى الجزائر يومي 18 و 19 يناير 2014. و تترجم هذه الزيارة التي تندرج في إطار سنة التشاور و التعاون بين البلدين إرادة الرئيسين في تعزيز و دفع التعاون بين البلدين من أجل تمتين علاقات الصداقة و حسن الجوار العريقة. و خلال هذه الزيارة استقبل رئيس جمهورية مالي السيد ابراهيم بوبكر كيتا لا من عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة و عبد المالك سلال الوزير الأول حيث ستعرض معهما العلاقات الثنائية. و بهذه المناسبة جدد الرئيس بوتفليقة تهانيه للرئيس كيتا لعودة الشرعية الدستورية خاصة من خلال التنظيم الناجح للانتخابات الرئاسية يوم 11 أوت 2013 و كذا الانتخابات التشريعية يوم 15 ديسمبر 2013 . و أعرب الرئيس بوتفليقة للرئيس كيتا عن استعداد الجزائرالتام لمرافقة مالي في جهودها الرامية إلى تعزيز الأمن و الاستقرار و الحفاظ على الوحدة الترابية للبلد و المصالحة بين جميع الماليين بفضل الحوار و طبقا لقيم التعايش و الوفاق العريقة التي طالما ظلت سائدة في مالي. و في هذا الإطار و بطلب من الإخوة الماليين باشرت الجزائر جهودا من أجل المساهمة في المساعي الجارية للمجموعة الدولية الرامية الى ترقية الحوار الوطني الشامل في ظل احترام قواعد الشفافية و النزاهة و الفعالية و المسؤولية و تمكين الماليين من هذا المسار و ذلك طبقا للوائح مجلس الامن الأممي و مجلس السلم و الأمن للإتحاد الإفريقي. و قام الرئيسان خلال هذه الزيارة بتبادل المعلومات حول الإصلاحات السياسية و الاقتصادية التي باشرها البلدان كما استعرضا وضع التعاون الثنائي و درسا سبل و وسائل دفع هذا التعاون بما يعود بالفائدة على الشعبين. و أعرب الرئيسان عن استعدادهما للعمل على تعزيز هذا التعاون و تنويعه من أجل استغلال الطاقات و الفرص التي يتوفر عليها اقتصاد كل بلد. و في هذا الإطار قرر الرئيسان عقد خلال سنة 2014 اجتماعات لمختلف الآليات الثنائية للتعاون خاصة اللجنة الثنائية الحدودية و اللجنة المختلطة الكبرى للتعاون الجزائريالمالي كما قررا تعزيز العلاقات في المجالات التالية : - إنشاء لجنة ثنائية حول الشمال تجتمع كل شهر لمتابعة تنفيذ القرارات من أجل تسوية سلمية لمسألة الشمال. - إعداد و تنفيذ تفاهمات حول الأمن المشترك تأخذ بعين الاعتبار تعزيز التعاون العسكري و الأمني و مكافحة الإرهاب و جميع أنواع التهريب. - تجسيد برنامج خاص للتنمية الاقتصادية لمناطق الشمال و المناطق الحدودية لكلا البلدين. - انجاز برنامج خاص للمساعدات الإنسانية لصالح السكان المتضررين بمناطق شمال مالي. و قد اعرب فخامة السيد ابراهيم بوبكر كيتا رئيس جمهورية مالي عن شكره وامتنانه لفخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة للتضامن الفعال للجزائر مع بلده لاسيما من خلال المساهمة الدائمة في تكوين الاطارات المالية و مسح الديون الثنائية فضلا عن اهمية المساعدة الانسانية التي تقدم في روح من التضامن الاخوي. و في معرض تطرقهما للاحداث الاخيرة في المنطقة و في العالم سجل رئيسا الدولتين بارتياح تطابق وجهات نظرهما حول مجمل المسائل التي تم تناولها. وفي هذا السياق جدد الرئيسان التاكيد على تمسكهما باهداف الاتحاد الافريقي و التزامهما بمضاعفة جهودهما من اجل ترقية السلم و الامن و الاستقرار و التنمية على مستوى القارة .كما اكدا دعمهما لجهود الاتحاد الافريقي و الاممالمتحدة في البحث عن حلول للنزاعات. و اتفق الرئيسان كذلك على تعزيز التشاور و الحوار الثنائي على جميع المستويات لاسيما بمناسبة المواعيد الاقليمية و الدولية الهامة و على مستوى المنتديات التي ينتميان اليها. كما اعربا عن ارتياحهما للتعاون الذي مافتئ يتطور و يتعزز في المجال الامني سواء على المستوى الثنائي او على صعيد الاليات التي انشاتها بلدان الجوار و الاتحاد الافريقي و الاممالمتحدة من اجل مكافحة الارهاب و الجريمة المنظمة. ومن هذا المنظور فقد اتفق الرئيسان على مضاعفة جهودهما من اجل تعزيز التعاون الاقليمي و الدولي في اطار مكافحة الارهاب و الجريمة المنظمة حتى تبقى منطقة الساحل فضاء للاستقرار و الامن و المبادلات. كما اكدا على ادانتهما القوية لدفع الفديات التي تسهم في تمويل الارهاب مجددين التاكيد على ارادتهما في المساهمة في تحرير الرهائن. و في معرض استعراضهما لتطور النزاعات و الازمات في افريقيا اعرب الرئيسان عن ارتياحهما للدور الذي يلعبه الاتحاد الافريقي في تسويتها كما عبرا عن انشغالهما امام استمرار بؤر التوثر في بعض الاجزاء من القارة التي تؤثر سلبا على مسار التنمية و الاندماج الاقتصادي. في ذات السياق اعرب رئيسا البلدين عن انشغالهما بخصوص الوضع السائد في جمهورية افريقيا الوسطى داعين الى الارساء السريع للسلم و الامن و المصالحة. ا دعا قائدا البلدين الى تسوية سياسية للازمة في جنوب السودان من اجل صالح مستقبل الامة الفتية و الاستقرار في شبه المنطقة. اما بخصوص مسالة الصحراء الغربية فقد اكد الرئيسان عن دعمهما لجهود الامين العام للامم المتحدة السيد بان كي مون و مبعوثه الشخصي السيد كريستوفر روس و الرامية الى ايجاد حل سياسي مقبول من الجانبين طبقا للوائح السديدة لمجلس الامن الدولي و الجمعية العامة للامم المتحدة. و بخصوص الازمة السورية فقد اعرب الرئيسان عن انشغالهما امام التدهور الخطير للوضع الانساني و الامني فضلا عن اخطار زعزعة الاستقرار التي تهدد مجموع المنطقة مؤكدين في هذا الصدد دعمهما للجهود الجارية لاسيما تلك التي يقوم بها الممثل الخاص السيد الاخضر الابراهيمي من اجل عقد ندوة جنيف 2 بهدف تحديد افاق حل سياسي توافقي بين جميع الاطراف السورية. كما جددا تاكيدهما على مساندة الشعب الفلسطيني في الحصول على حقوقه المشروعة بما فيها اقامة دولة مستقلة و ذات سيادة و عاصمتها القدس الشريف طبقا للشرعية الدولية. و قد جرت المحادثات بين الطرفين في جو طبعته الاخوة و التفاهم المتبادل. و قد حرص فخامة الرئيس ابراهيم كيتا على تقديم الشكر الجزيل للرئيس عبد العزيز بوتفليقة للاستقبال الحار و الحفاوة الاخوية التي خص بهما هو و الوفد المرافق له. كما وجه له دعوة لزيارة مالي و قد قبلت هذه الدعوة بارتياح اما تاريخ هذه الزيارة فسيحدد باتفاق مشترك من خلال القنوات الدبلوماسية.