سيعرف التعاون غير المركزي بين منطقة شمال فرنسا و الجزائر انطلاقته من خلال مشاركة اكبر للجالية الوطنية المقيمة في فرنسا التي تعد همزة وصل حقيقية بين البلدين حسبما اعلن اليوم الجمعة عقب اللقاءات التي جمعت رئيس المجلس الوطني الاقتصادي و الاجتماعي محمد الصغير باباس و مسؤولين محليين. و هذا ما دار في اللقاء الذي اجراه باباس مع رئيس المجلس العام للشمال باتريك كانر الذي اكد ارادته في "تعزيز" هذا التعاون غير المركزي بين المنطقة التي يراسها و نظرائه الجزائريين. و أوضح كانر ل (واج) عقب اللقاء مع باباس ان "هدفي يتمثل اليوم في اقامة شراكة تتعدى المبادئ التي طالما كانت ودية و ان تكون في اطمار مسعى ملموس من حيث التنمية الاقتصادية و السياحية و الثقافية و النشاطات لكلا شباب البلدين". كما أكد ارتياحه "للخطاب البراغماتي" لرئيس المجلس الوطني الاقتصادي و الاجتماعي مضيفا انه مع روح جديدة يمكن للجزائر تنفتح على منطقة شمال فرنسا التي تحتل فيها الجالية الجزائرية المرتبة الثانية بين الجاليات الاجنبية. و اضاف كانر في ذات السياق انها "جالية طالما عرفت كيف تندمج حيث ان المنطقة تعتبر ارضا للاندماج". مؤكدا ان الذهاب اليوم إلى الجزائر له هدف "سياسي" من اجل "انشاء حركية ايحابية بين مهارات" البلدين. و ك "دليل" على تلك الارادة في بعث التعاون غير المركزي اعلن المسؤول الفرنسي عن لقاء تحضيري "في ظرف شهرين" مع والي غليزان (غرب) المدينة المتوامة منذ 2008 مع مقاطعة شمال فرنسا. من جانبه اعرب باباس عن تطابق في النظرة "المشتركة" مع كامر حول تنفيذ هذا التعاون عن طريق الجالية الجزائرية المقيمة في المنطقة. كما أكد "اننا نتقاسم هذه الجالية و ان الامر يتعلق بجعلها تشارك بطريقاتها بما ان لديها انتماء مزدوج لبلد الاستقبال و بلد الاصل". و كان رئيس المجلس الوطني الاقتصادي و الاجتماعي قد التقى قبل ذلك تباعا رئيس غرفة التجارة و الصناعة لمدينة ليل فيليب فاسور و الرئيس السابق للمجلس العام لشمال فرنسا و الرئيس السابق لمجموعة الصداقة الجزائرية الفرنسية بالجمعية الفرنسية بارنار دوروزيي. و تم التطرق خلال المحادثات التي حصرها القنصل العام للجزائر بمدينة ليل بوجمعة رويبح إلى مسالة تطوير شراكة ذات "فائدة متبادلة" بين منطقة شمال فرنسا و الجانب الجزائري و "تجاوز" المرحلة التجارية المحظة نحو علاقات تبادل المعارف و المهارات في المجالين الجامعي و التنكنولوجي. و يتواجد باباس بليل في اطار جولة استكشافية للجالية الوطنية المقيمة بالخارج شرع فيها في 17 يناير بتولوز و نابعة من ارادة السلطات العمومية في اشراك الكفاءات الوطنية في استرتيجية التنمية الوطنية. و بعد تولوز و مارسيليا و ستراسبورغ و ليون وليل حيث التقى بنخب جزائرية مقيمة بالمنطقة و ممثلين عن السلطات المحلية سيختتم يوم الأحد بباريس الشطر الأول من مهمته التي من المقرر أن تشمل في آفاق أكتوبر المقبل مناطق أوروبا و أمريكا و البلدان العربية.