أعربت الجزائر و روسيا يوم الثلاثاء بموسكو عن إرادتهما المشتركة في تعميق علاقاتهما الثنائية "بقدر الصداقة القائمة بين البلدين". وجاء التعبير عن هذه الإرادة خلال المحادثات التي جمعت وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة و نظيره الروسي سيرغاي لافروف في إطار زيارة العمل التي يقوم بها رئيس الدبلوماسية الجزائرية إلى روسيا يومي الاثنين و الثلاثاء. و دارت المحادثات بين الوزيرين "أساسا حول العلاقات الثنائية و المسائل الإقليمية و الدولية ذات الاهتمام المشترك". و خلال هذا اللقاء قام الطرفان بتقييم "مفصل" و "موضوعي" للتعاون الثنائي "الذي لم يبلغ بعد كل طاقاته بالنظر إلى الأهداف التي حددها الرئيسان عبد العزيز بوتفليقة و فلاديمير بوتين". و أعرب الطرفان عن ارتياحهما لنوعية العلاقات السياسية القائمة بين الجزائر و موسكو "التي تحركها إرادة مشتركة في منحها حدة و عمقا بقدر الصداقة القائمة بين البلدين". و في هذا الإطار استشهد الوزيران بتصريح الشراكة الإستراتيجية الموقع بالجزائر في ابريل 2001 حيث ابرزا ضرورة التفكير معا في أحسن الطرق الكفيلة بمنح آفاق جديدة للشراكة الإستراتيجية الثنائية قصد رفعها إلى مستوى نوعي أعلى". و في هذا السياق تطرق الوزيران إلى مصلحة البلدين في إعداد مخطط عمل خماسي يستهدف مشاريع اقتصادية "ملموسة" في مختلف مجالات التعاون "مع أهداف محددة بدقة". و يجب على مخطط العمل هذا " أن يعطي مادة للعلاقات الثنائية و يمكن اللجنة الحكومية المشتركة المختلطة من ضمان متابعة تنفيذه". وعند تناوله التعاون الاقتصادي القطاعي تطرق السيد لعمامرة الى "إرادة الجزائر العميقة" في العمل على تعزيز و تنويع علاقاتها الاقتصادية مع روسيا لاسيما من خلال استغلال قنوات تعاون جديدة فضلا عن القطاعين التقليديين للدفاع و الطاقة. وأوضح أن عقد الدورة ال7 للجنة المختلطة الحكومية المشتركة للتعاون خلال السنة الجارية "سيشكل فرصة لتحقيق هذا الهدف". و اتفق الطرفان أيضا على تسريع استكمال عدد من الأدوات لها علاقة بالقطاعات الاقتصادية يجري الحديث فيها بين خبراء البلدين قصد التوقيع عليها بمناسبة الدورة المقبلة. ولدى التطرق إلى آخر التطورات الحاصلة في المنطقة و في العالم أكد الوزيران "تطابق" وجهات نظر البلدين حول عدد من المسائل. و بخصوص الوضع في سوريا ابرز السيد لعمامرة تطابق وجهات نظر البلدين حول ضرورة التوصل إلى حل سياسي يوافق عليه الطرفان مشيدا بالجهود التي تبذلها فدرالية روسيا لحل هذه الأزمة. و في هذا الإطار أشار لعمامرة إلى ضرورة "تعبئة جميع الأطراف الفاعلة الإقليمية و الدولية للعمل في هذا الاتجاه و مساعدة السوريين على تقرير مصيرهم و الخروج بهذا الحل التوافقي و الذي من المفروض أن يعكس آمالهم". وحرص السيد لعمامرة على الإشادة بالجهود المشتركة للسيد الأخضر الإبراهيمي المبعوث الخاص للجامعة العربية و الأممالمتحدة من اجل سوريا و السيد لافروف و كذا بالإرادات الحسنة الأخرى قصد تسوية الأزمة السائدة منذ ثلاث سنوات في هذا البلد. وبخصوص الوضع في الساحل جدد السيد لعمامرة موقف الجزائر "الثابت" لصالح مزيد من الفعالية للعمل المتعدد الأطراف قصد العمل على تعزيز السلم و الاستقرار في المنطقة مؤكدا أن المشاورات التمهيدية التي تجريها الجزائر مع الأطراف المالية تندرج في هذا السياق . و تطرق رئيسا الدبلوماسية الجزائرية و الروسية إلى القضية الصحراوية من خلال الإشارة إلى دعمهما لجهود المبعوث الشخصي للامين العام لمنظمة الأممالمتحدة من اجل الصحراء الغربية السيد كريستوفر روس ودعيا إلى تكثيف هذه المشاورات للتوصل إلى تطبيق لوائح الأممالمتحدة ذات الصلة. و تشاور الوزيران أيضا حول المسائل الإقليمية و كذا حول تطورات مسار المفاوضات الإسرائيلية-الفلسطينية. و أخيرا تطرق الطرفان إلى مسائل التنمية و السلم و الأمن في القارة الإفريقية في ضوء نتائج الندوة ال22 لرؤساء دول و حكومات الاتحاد الإفريقي. و أشارا في هذا الإطار إلى ضرورة تعزيز التشاور بين البلدان الأعضاء في مجلس الأمن للأمم المتحدة و الاتحاد الإفريقي في هذا المجال. وقام الطرفان من جهة أخرى بتبادل وجهات النظر حول آفاق إصلاح مجلس الأمن الاممي.