أجمعت الصحف المصرية على أن الأداء الاقتصادي المتواضع والملف الأمني والإضرابات والاحتجاجات الفئوية المتفجرة وعجز تطبيق الحد الأدنى للأجور كان السبب وراء استقالة أو "إقالة" الحكومة المصرية مشيرة إلى أن الأنظار تتجه إلى وزير الإسكان إبراهيم محلب ليكلف خلال الساعات القادمة بتشكيل الحكومة الجديدة. وأشارت الصحف المصرية الصادرة يوم الثلاثاء إلى أن حكومة حازم الببلاوي ستستمر في تسيير الإعمال إلى غاية أداء الحكومة الجديدة اليمين مؤكدة أن وزير الدفاع المشير عبد الفتاح السيسي لن يغادر منصبه إلى حين إقرار قانون الانتخابات وإعلان ترشحه للرئاسيات. وتوقعت صحيفة (الجمهورية) المملوكة للدولة أن يبدأ رئيس الوزراء الجديد المحتمل إبراهيم محلب مشاوراته اليوم لتشكيل الحكومة الجديدة فيما توقع مراقبون أن يحتفظ وزراء الداخلية والبترول والتربية والتعليم والتخطيط والأوقاف والسياحة والتنمية المحلية والخارجية بمناصبهم وذلك بالنظر للنتائج التي حققوها في قطاعاتهم. وفي نفس السياق قالت صحيفة (الوطن) المستقلة أن إبراهيم محلب سيلتقي صباح اليوم الرئيس عدلي منصور لعرض رؤيته بشان المرحلة المقبلة. ونقلت الوطن عن مصدر وصفته بالمطلع قوله أن محلب كان قد اطلع مساء الأحد من الرئيس عدلي منصور باستقالة الحكومة وترشيحه لتشكيل الحكومة الجديدة مشيرة إلى أن لقاءه صباح أمس مع وزير الداخلية يعكس رؤيته لأولوية الملف الأمني وهو ما يرجح أيضا بقاء محمد إبراهيم وزيرا للداخلية في الحكومة الجديدة. صحيفة (المصري اليوم) المستقلة نقلت من جهتها عن مصادر مطلعة قولها أن التغيير في الحكومة سيشمل نحو 15 وزيرا أبرزهم المالية والعدل والتضامن والصحة وذلك من ضمن 26 وزارة مشيرة إلى أن الحكومة الجديدة ستحتفظ بنفس الحقائب السابقة. إما صحيفة (المصريون) المستقلة فقد أشارت إلى أن طرح اسم إبراهيم محلب لخلافة حازم الببلاوي من شأنه أن يعزز من "الاتهامات" إلى السلطة الحالية ب "الانقلاب على ثورة 25 يناير 2011 " التي أطاحت بنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك نظرا لكونه كان عضوا بأمانة "السياسات" بالحزب "الوطني" المنحل كما عين سابقا عضوا بمجلس الشورى من قبل الرئيس المخلوع حسني مبارك.وكان من ضمن المتهمين بعدة قضايا فساد من أشهرها قضية تجديد قصور الرئاسة. غير أن الصحيفة ترى أن وصوله "لن يكون مفاجئا " للمتابعين له منذ تدرجه من رئيس شركة "المقاولون العرب" إلى منصب وزير الإسكان في جويلية الماضي بعد أن ظهر في أكثر من مناسبة ك "رجل إنقاذ". صحيفة (الأهرام) المملوكة للدولة من جهتها رجعت إلى الأسباب الكامنة وراء استقالة الحكومة مشيرة إلى أن العديد من الخبراء ومصادر مجلس الوزراء كشفوا عن أن الأداء الاقتصادي المتواضع والملف الأمني والإضرابات والاحتجاجات الفئوية المتفجرة والفشل في تطبيق الحد الأدنى للأجور كانت الأسباب الرئيسية التي أطاحت بالحكومة. وكشفت أن قرار الاستقالة كان مخططا له منذ فترة وهو ما أكده وزير الثقافة في الحكومة المستقيلة صابر عرب حيث أوضح أن قرار الاستقالة لم يكن مفاجئا وانه تم التشاور بشأنه مع الرئيس عدلي منصور.