في الوقت الذي تحتفل فيه الجزائر بمرور خمسين سنة من الاستقلال بتنظيم النشاطات والملتقيات احتفالا بهذا الحدث السعيد تبقى في ذاكرة الجزائري أحداث أليمة لا يمكن نسيانها ليتذكرها كل سنة ويحزن من أجلها كأنها حصلت اليوم ويوم الثلاثاء كان للوهرانيين وقفة تذكر لعملية (الطحطاحة) التي نفذها مجرمو منظمة الجيش السري الفرنسي في وهران قبل خمسين سنة خلت· وتعود العملية الإرهابية التي جرت بساحة (الطحطاحة) بوهران إلى تاريخ 28 فيفري 1962 حيث يروي حميد بن علو الذي كان شاهدا على العملية أن أفرادا منظمة الجيش السري الفرنسي قاموا بتفجير سيارة مفخخة بالساحة العمومية (الطحطاحة) التي تعرف عادة حراكا كبيرا، ويذكر الشاهد أنه كان يبلغ من العمر آنذاك 17 سنة وكانت العملية الإرهابية في يوم من أيام رمضان المبارك حيث عمدت هذه المنظمة الإرهابية قبل حوالي ساعتين من الإفطار إلى إيقاف سيارة مفخخة قرب محل لبيع الزلابية التي تعرف إقبالا كبيرا عليها من الصائمين خلال هذا الشهر الفضيل وذلك قصد حصد أكبر عدد من الأرواح، ويضيف الشاهد أن صور الأشلاء والجثث ورائحة الموت التي أطبقت على المكان وأنين الجرحى لا يفارق مخيلته إلى اليوم· وقد عايش حميد طيلة قرابة السنتين أحداث مأساوية منذ بداية عمليات منظمة الجيش السري بوهران وذلك في أوت 1961 مما أدى به إلى الانتقال رفقة عائلته إلى حي (عربي) بحثا عن الأمان·· وللإشارة فقد سبق هذا التفجير عدة اعتداءات إرهابية نفذها طيلة أشهر مجرمو منظمة الجيش السري تطبيقا لسياسة الأرض المحروقة مخلفين بذلك قتلا ودمارا وزادت الحملة الإرهابية لهذه المنظمة بشاعة مع اقتراب موعد التوقيع على اتفاقيات إيفيان التي أعلن فيها عن وقف إطلاق النار.