شكلت الشعارات جانبا هاما من الحملة الإنتخابية لرئاسيات 17 أفريل المقبل خاصة وأنها تتضمن أهم الأفكار وأبرز المشاريع التي يطرحها المتنافسون الستة لإستمالة الناخبين. وتختلف هذه الشعارت من مرشح لآخر حسب التجربة السياسية و المسار النضالي والتوجهات الفكرية كما انها مستوحاة من البرنامج الإنتخابي لكل مترشح وما يتضمنه من مشاريع مستقبلية يطمح إلى تحقيقها في حالة فوزه بمنصب رئاسة الجمهورية. ويطرح عبد العزيز بلعيد عن حزب جبهة المستقبل كأصغر مترشح لهذه الإستحقاقات (51 سنة) شعار "المستقبل الآن" الذي يحمل فكرة مفادها أن "ملامح المستقبل يجب أن نصنعها الآن بحيث أننا إن لم نشرع في التغيير اليوم بما يتوافق مع طموحاتنا و آمالنا فإننا سنضيع حتما فرصة حقيقية لصناعة المستقبل الذي ننشده" حسبما أوضح احد مسؤولي حملته أحمد بن صبان. ويعتبر بن صبان أن إنتخابات 17 أفريل تمثل "موعدا غير قابل للتضييع وفرصة جادة للتغيير من اجل صناعة وبلورة معالم المستقبل الذي ننشده" داعيا "الشباب كقوة فاعلة في المجتمع الجزائري ليكون في مستوى هذا الموعد "ولهذا فإن "الجبهة تطرح ولأول مرة مترشحا من جيل الإستقلال لقيادة البلاد". من جهته يراهن المترشح الحر علي بن فليس على شعار "نعم من أجل مجتمع الحريات" لإقناع الناخبين بالتصويت لصالحه على إعتبار أنه يطمح إلى "اقامة عدالة مستقلة وفعالة "من خلال جملة من التدابير منها تسهيل مهام العدالة وتحسين نوعية الخدمة العمومية و مراجعة آليات الحصول على المساعدة القضائية. ويقترح وزير العدل السابق الذي خصص جزءا هاما من برنامجه لقطاع العدالة مراجعة التقسيم والخريطة القضائية و إنشاء محاكم جوارية ومحاكم متخصصة فضلا عن تعديل القانون الخاص بمحاربة الفساد بما يحفظ "بشكل أفضل" الأملاك العمومية مع وضع عقد وطني ضد الفساد. أما المترشح عبد العزيز بوتفليقة فقد آثر تجديد العهد مع الجزائر من خلال شعار حملته الموسوم "تعاهدنا مع الجزائر" وهو عار"مرتبط بالتاريخ النضالي والثوري للمترشح وبتاريخ الجزائر" كما صرح لواج عبد المجيد بكوش المكلف بالإتصال على مستوى إدارة حملة ذات المترشح. "ولأن مرشحنا ينتمى إلى جيل الثورة هذا الجيل الذي قدم عهدا للجزائر في إحدى أكبر المنعطفات في تاريخ هذا البلد والمتمثل في الثورة التحريرية الكبرى" فإن بوتفليقة وكل الجزائريين "يجددون من خلال هذا الشعار التمسك بعهد أول نوفمبر 1954 من أجل جزائر قوية و أبدية" حسب ذات المتحدث. كما اعتبر بكوش ان "تعهدنا مع الجزائر" شعار يعكس الالتزام بجملة من المقترحات "المؤسسة لعقد جديد من التنمية و التقدم خاصة وأننا نعيش اليوم موعدا هاما يتعلق بمرحلة جديدة من البناء والتشييد لا تقل أهمية عما تم انجازه من خلال ثورتنا المجيدة". أما مرشح "الأفانا" موسى تواتي فقد إختار شعار "الجزائر لكل الجزائريين" النابع من الأرضية السياسية للجبهة الوطنية الجزائرية و المستمدة من بيان أول نوفمبر 1954 الذي يعتبره الحزب "عقد إزدياد أصيل لميلاد المجتمع الجزائري". ويشرح عبد القادر بوجوراس و هو احد مسؤولي حملة موسى تواتي أن شعار"الجزائر لكل الجزائريين" ينطلق من "مبدأ المساواة أمام القانون في الحقوق و الواجبات نحو بناء دولة قوامها العدل بكل أبعاده الإجتماعية و الإقتصادية و السياسية والجغرافية" كما يدعو إلى "حوار وطني دون إقصاء نحو إقامة نظام برلماني يجسد ممارسة الشعب لسيادته". بدورها رفعت المرأة الوحيدة في رئاسيات 2014 المترشحة عن حزب العمال لويزة حنون شعار "الجرأة لتأسيس الجمهورية الثانية" الذي أكد رمضان يوسف تعزيبت العضو القيادي في الحزب أنه يجسد التعهدات التي تطرحها السيدة حنون وعلى رأسها إلغاء قانون الاسرة الذي تعتبره "مجحفا في حق المرأة" وإلغاء عقوبة الاعدام باعتبارها "حكما وحشيا" وكذا ترسيم اللغة الامازيغية وتدريسها بطريقة اجبارية في كل ولايات الوطن و"الجرأة في الفصل الحقيقي بين السلطات وإعطاء كل الاستقلالية للعدالة". ويسعى قياديو حزب العمال - حسب السيد تعزيبت - إلى إن "تكون حملة هذه السنة الأحسن منذ تأسيس الحزب" من خلال شعار "الجرأة" حيث قال "أننا دخلنا لهذه الانتخابات من أجل الانتصار ولتنتصر الجزائر". من جانبه رفع مرشح حزب عهد 54 على فوزي رباعين ثلاثية "تقدم-امتياز-مساواة" عنوانا لحملته التي يرافع خلالها من أجل "تطبيق لامركزية السلطات الإقتصادية والإجتماعية و توسيع صلاحيات المجالس المنتخبة" واعدا باحداث " تغيير جذري على مختلف المستويات" على أن يكون الانطلاق من تعديل الدستور "الذي سيشارك الشعب في صياغته".