بن فليس مستاء من تحريف اليتيمة للحقيقة في تجمع معسكر نال الرئيس المترشح عبد العزيز بوتفليقة، النصيب الكبير، من الانتقاد، بسبب ما قيل إنها تجاوزات حدثت من طرف مديرية حملته الانتخابية، بعد 84 ساعة من انطلاق العد التنازلي للانتخابات الرئاسية، في حين جاء المترشح الحر علي بن فليس في المرتبة الثانية، بعد اتهام حملته الانتخابية باستغلال الولاة ورؤساء الدوائر في عمليات التلاعب بالأماكن المخصصة لتجمعات المترشحين الآخرين. كالعادة، عادت لغة الاتهامات والاتهامات المضادة، بين المترشحين الستة إلى الواجهة، بعد يومين فقط من انطلاق الحملة الانتخابية لرئاسيات أفريل الداخل، بسبب التعدي على أخلاقيات اللعبة السياسية، التي حضرها قانون الانتخابات 01/2012، كاستعمال رموز الدولة داخل مداومات المديريات الانتخابية والتعدي على الأماكن المخصصة للملصقات الإعلانية للمترشحين، ويبدو أن الحملة الانتخابية لعام 2009 تعيد نفسها هذه المرة، وإن اختلفت بعض الأسماء المشاركة فيها، ويتضح جليا أن هذه التجاوزات تعيد نفسها بما يكشف عن عدم قدرة اللجنة القضائية ولا اللجنة المستقلة اللتين نصبتا من أجل حماية الحملة الانتخابية من أي انحراف أو تجاوز، على القضاء على هكذا تجاوزات، أصبحت الآن بعد 52 سنة من الاستقلال من يوميات الجزائريين في كل موعد انتخابي. ورصدت مديرية الحملة الانتخابية لمرشحة حزب العمال، لويزة حنون "تلاعبات في التحضير للأماكن التي يعقد فيها المترشحون من خارج دائرة السلطة لتجمعاتهم"، متهمة "الولاة ورؤساء الدوائر بخدمة مرشحي النظام "في إشارة إلى المترشحين الحرين بوتفليقة وعلي بن فليس"، حيث ذكر رمضان تعزيب القيادي في الحزب، أنهم طالبوا بحقهم في استعمال وسائل الإعلام العمومية بنفس الحصة التي أخذتها رسالة الرئيس المترشح، بعدما استنكر هذه الخرجة التي قام بها الرئيس قبل 24 ساعة من انطلاق الحملة. كما سجلت مديرية الحملة الانتخابية لمرشح الجبهة الوطنية الجزائرية، موسى تواتي، حسب مديرها عبد القادر بوجوراس، استعمال وسائل الدولة في البليدة لصالح حملة بوتفليقة، مضيفا أن رؤساء بلديات بذات الولاية تكفلت بمدراء حملة الرئيس المترشح، منبها إلى أنه سمع النشيد الوطني في مداومات الرئيس المترشح في عدد من المداومات، إضافة إلى ما سماه بالتجاوز الخطير لرئيس اللجنة المستقلة الوطنية لمراقبة الانتخابات، التي يرأسها ممثل حزب عهد 54، الذي أبعد صفة المراقبة عن هذه اللجنة. أما المكلف بالإعلام في مديرية حملة علي بن فليس، الإطار السابق برئاسة الجمهورية، لطفي بومغار، فيؤكد أنه تم تسجيل مغالطات قدمها التلفزيون العمومي بشأن التجمع الأول الذي قام به المرشح الحر بن فليس بمعسكر، إذ أشار إلى أن عدد الحضور تجاوز الألفلين وليس 800 شخص، مثلما نقلته، مشيرا إلى أنه لم يتم بعد رصد التجاوزات "التقليدية"، كالتعدي على الملصقات عبر الولايات. ويرى مديرو حملة الرئيس المترشح، أن كل شيء يسير في إطاره العادي، وأنهم غير مبالين بالاتهامات التي تكال ضدهم من قبل المترشحين الآخرين، فبالنسبة إليهم أصبحت "عادية" في كل حدث انتخابي، وذلك راجع إلى عدم القدرة على منافسة مرشحهم ميدانيا، واتفق مسؤولا حزب المستقبل وعهد 54 على أنه لا يمكن رصد التجاوزات في الحملة الانتخابية، عبر 48 ساعة من انطلاقة الحملة الانتخابية، في حين قال بن صبان المكلف بالإعلام، في حزب المستقبل، إن "كل واحد يعمل بضميره".