الداخلة (مخيمات اللاجئين الصحراويين) - أجمع عدد من المتدخلين اليوم الجمعة، بندوة "مانديلا" في مخيم اللاجئين الصحراويين الداخلة، ضمن فعاليات المهرجان العالمي للسينما بالصحراء الغربية، على ضرورة تفعيل دور الثقافة في النضال الصحراوي. ودعا مغني الجاز الجنوب إفريقي الشهير جوناس غوانغوا إلى "استعمال الثقافة كوسيلة فعالة" مؤكدا أنها "أجدى من المدافع" وقال متحدثا عن تجربة الكفاح في بلاده "العلم هو الوحيد القادر على توعية الناس ودعم القضية" وأن ما يعرفه عن القضية الصحراوية الآن تأتى له من الثقافة. وفي إسقاط له استعاد غوانغوا، الذي حضر رفقة ابنيه عضوا فرقته، تجربة النضال الثقافي التي قاموا بها من خلال التجند وزيارة أكثر من 50 دولة من قبل المثقفين والفنانيين للتعريف بالقضية آنذاك. وبالنسبة ل "موجاليفا غوانغوا" الذي ولد في المنفى، فإن تجربته بدأت من منطقة معزولة في جنوب افريقيا استغلها رفقة رفقاء له بالقيام بأنشطة ثقافية للتعريف بكفاح جنوب افريقيا وثقافتها. واعتبر غوانغوا الابن أن أهم الوسائل كانت الأغنية التي أوجدت روابط ثقافية، مؤكدة أن الكفاح كان "بجانبين ثقافي وسياسي" وأن "القضية السياسية تم التعريف بها من خلال الثقافة". من جهتها تحدثت الممثلة والمغنية كريتوليست غوانغوا التي عاشت خارج وطنها عن تجربة كفاحها معتبرة أن "الثقافة والأغني والأدب هي الوسائل التي عرفتهم بالقضية وهي الوسائل التي اتخذوها للكفاح". وعادت كريتوليست إلى محطاتها كموسيقية وممثلة آمنت أن الفن هو الوسيلة الأكثر فعالية قائلة أن "صورة أو أغنية أو لوحة أو رقصة تؤثر في القلب وتنوب عن آلاف الخطابات السياسية". واتفق أغلب المتدخلين على ضرورة تأمل "تأثير الثقافة التي تجعلنا نحافظ على علاقتنا مع الوطن" ووجهوا خطابهم إلى الصحراويين داعين إياهم إلى "تشكيل فرق ثقافية تسلم المشعل وتحافظ على الهوية الأصيلة". وحضر الندوة أندرو ملاغيني رفيق نيسلسون مانديلا، الذي ألقى كلمة عن التجربة الجنوب افريقية ومكانة الثقافة كأبرز وسيلة للكفاح. يذكر أن المهرجان حمل شعار "السينما في خدمة حقوق الإنسان" ويرفع تحية إلى مانديلا في طبعته الحالية.