أكّد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس، أن بلاده يمكن أن تتعاون مع إيران بشأن الوضع في العراق، وأن واشنطن منفتحة على مفاوضات مع طهران بهذا الشأن. وقال إن توجيه ضربات جوية أمريكية أمر محتمل لمحاربة عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش". وألمح إلى أن توجيه ضربات بطائرات أميركية بدون طيار هو أحد الخيارات المطروحة في العراق. وأوضح أن مسلحي "داعش" عازمون على إلحاق الأذى بأميركا وأوروبا. وشدّد على أن العراق شريك استراتيجي لأمريكا وأساسي لاستقرار منطقة الشرق الأوسط بأكملها. ومع تزايد حدة الأزمة العراقية، كشفت تقارير أن محادثات مباشرة ستجرى بين واشنطنوطهران لدعم العراق ضد المسلحين. وقال مسؤول أمريكي كبير إن إدارة الرئيس باراك أوباما تفكر في احتمال إجراء محادثات مع إيران بشأن الأزمة الأمنية المتصاعدة في العراق، فيما سيعد خطوة كبيرة في ارتباط الولاياتالمتحدة مع إيران خصمها منذ فترة طويلة. وكانت صحيفة وول ستريت جورنال قد ذكرت أن الولاياتالمتحدة تعد لفتح حوار مباشر مع إيران خصمها منذ فترة طويلة بشأن الوضع الأمني في العراق وسبل صد متشددين سنة سيطروا على مساحات واسعة من العراق. وميدانيا، تتواصل الاشتباكات بين القوات الحكومية والمليشيات من جهة والمسلحين من جهة أخرى في شمالي العراق، مما أدى إلى سقوط العشرات بين قتيل وجريح، فيما توعد رئيس الوزراء نوري المالكي من وصفهم بالسياسيين الخونة، وذلك بالتزامن مع سيطرة المسلحين على مدينة تلعفر بمحافظة نينوى. وقد سيطر مسلحون من تنظيم "داعش" على مدينة تلعفر بعد قتال عنيف مع القوات الحكومية والمليشيات استمرت منذ السبت الماضي. وقالت مصادر في المدينة التي تقع غربي الموصل إن المسلحين بسطوا سيطرتهم على كامل تلعفر، وذلك بعد انسحاب القوات الحكومية ومسلحي جماعة عصائب أهل الحق إثر اشتباكات عنيفة سقط خلالها عشرة قتلى و43 مصابا. وكان المالكي قال خلال لقائه ضباط الفرقة 17 للجيش العراقي إنه سيطهر البلاد ممن سماهم السياسيين والضباط الخونة، واصفا ما حدث في نينوى بأنها مؤامرة وراءها دول عربية لم يسمها، وأوضح أن لها أهدافا شريرة في العراق.