انطلقت يوم الاثنين بالعاصمة الكونغولية برازافيل أعمال "المنتدى من أجل المصالحة الوطنية والحوار السياسي" في إفريقيا الوسطى سعيا لإيجاد حلول للأزمة التي تمزق هذا البلد منذ مارس 2013 وذلك بمبادرة من الرئيس الكونغولي دنيس ساسو نغيسو وسيط الأزمة. وقد بدأ هذا المنتدى الذي يدوم ثلاثة أيام (21-23 يوليو) بحضور ممثلين عن مليشيات النزاع تحالف "سيليكا" وميليشيات "أنتي بالاكا" و ممثلين عن الحكومة و دول الجوار. وقالت مجموعة الاتصال الدولية حول إفريقيا الوسطى التي اتخذت مبادرة القيام بهذه المحاولة أن الهدف من هذا "المنتدى من أجل المصالحة الوطنية والحوار السياسي" هو "التوافق على وقف كافة اعمال العنف" بالتوقيع على "اتفاق وقف الاعمال العدائية ونزع اسلحة المجموعات المسلحة وتحديد اطار سياسة انتقالية جديد". وترى المجموعة التي تضم حوالي ثلاثين بلدا ومنظمة دولية انه اذا توقف القتال فعلا يمكن ان يعقد حوار بين اطراف افريقيا الوسطى في بلادهم وفي مخيمات اللاجئين قبل عقد منتدى وطني للمصالحة واعادة الاعمار في أكتوبر في بانغي. وتوقعت السلطات الكونغولية وصول نحو 170 مندوبا من افريقيا الوسطى بين اعضاء الحكومة والبرلمان الانتقالي والمجموعات المسلحة والاحزاب السياسية والمجتمع المدني. وتعيش أفريقيا الوسطى الغنية بثروتها المعدنية منذ شهر مارس من العام الماضي في دوامة من العنف وشهدت حالة من الفوضى والاضطرابات بعد أن أطاح مسلحو "سيليكا" (تحالف سياسي وعسكري مسلم) بالرئيس فرانسوا بوزيزي وهو مسيحي جاء إلى السلطة عبر انقلاب عام 2003 ونصبوا بدلا منه المسلم ميشيل دجوتويا كرئيس مؤقت للبلاد. وتطور الأمر إلى اشتباكات طائفية بين سكان مسلمين ومسيحيين وشارك فيها مسلحو "سيليكا" ومسلحو مليشيا "انت بالاكا" أسفرت عن مقتل المئات بحسب الأممالمتحدة ما أجبر دجوتويا على الاستقالة من منصبه تحت وطأة ضغوط دولية وإقليمية وتنصيب كاثرين سامبا بانزا رئيسة مؤقتة للبلاد. واستدعت الأزمة تدخل فرنسا عسكريا كما نشر الاتحاد الأفريقي بعثة لدعم أفريقيا الوسطى باسم "ميسكا" ثم قرر مجلس الأمن الدولي في العاشر من شهر مايو الماضي نشر قوة حفظ سلام تحت اسم "مينوسكا" مكونة من 12 ألف جندي في محاولة لاستعادة الاستقرار في البلد المضطرب. الرئيسة الإنتقالية تدعو لمشاركة "على نطاق واسع" ب"منتدى برازافيل" دعت الرئيسة الانتقالية في أفريقيا الوسطى كاترين سامبا بانزا القوى الفاعلة في البلاد إلى المشاركة "على نطاق واسع" في منتدى أفريقيا الوسطى المشترك ل "المصالحة الوطنية" من أجل اتخاذ الخطوة الأولى نحو "وقف العنف" في أفريقيا الوسطى. وفي وقت دعا فيه العديد من القادة السياسيين والدينيين وطائفة واسعة من المجتمع المدني في أفريقيا الوسطى الأسبوع الماضي إلى مقاطعة "منتدى برازافيل" معتبرين أن الشعب "لم يطالب بتنظيمه" وب "أنه لن يحل الأزمة بشكل دائم" عقدت سامبا بانزا اجتماعا عاجلا مع "القوى الحية للأمة" ضمن ورشة تشاورية تم تنظيمها الخميس الماضي في العاصمة بانغي. وقالت الرئيسة الانتقالية في افتتاح أشغال الورشة التشاورية أن "(منتدى) برازافيل يشكل فرصة ستمكن سكان أفريقيا الوسطى من الكلام وأنا أدعو الجميع إلى الانخراط على نطاق واسع" في هذه العملية الجديدة للحوار بين سكان أفريقيا الوسطى". وأضافت "هذا المنتدى سيؤدي إلى وقف جميع أعمال العنف من خلال توقيع جميع الأطراف لاتفاق لوقف الأعمال العدائية ونزع سلاح الجماعات المسلحة". فبالنسبة للرئيسة فإن انعقاد منتدى برازافيل يترجم أيضا إرادة "المجتمع الدولي لدعم البحث عن حلول دائمة لهذه الأزمات". وقالت "إن التواجد النشيط على أراضينا للبعثة الدولية لمساندة افريقيا الوسطى تحت قيادة افريقية (الميسكا) والقوات الفرنسية "سانغاريس" و"اليوفور" (القوات الأروربية في افريقيا الوسطى) وقريبا البعثة الأممية يلخص بعمق الاهتمام الذي يوليه المجتمع الدولي لبلادنا". وأشارت إلى أن "حوار برازافيل سيكون الخطوة الأولى في عملية الحوار الشامل والمصالحة بين جميع سكان افريقيا الوسطى وستليه خطوات أخرى ستقودهم على الأرض". وتقود الرئيسة الإنتقالية لجمهورية إفريقيا الوسطى وفدا مكونا من 169 عضوا على الأقل ممن سيشاركون في هذا المنتدى ومن المتوقع أن يسهم الوفد أيضا في وضع خارطة طريق لتمكين البلاد من الخروج من الأزمة إلى جانب الرؤساء السابقين فرانسوا بوزيزيه وميشال جيتوديا. المجتمع المدني بأفريقيا الوسطى يقاطع منتدى المصالحة الوطنية في برازافيل أعلنت "مجموعة عمل المجتمع المدني" وهي منظمة تمثل مكونات المجتمع المدني في أفريقيا الوسطى السبت الماضي في العاصمة بانغي مقاطعتها لمنتدى سكان افريقيا الوسطى حول "المصالحة الوطنية. وأعرب زعماء المجتمع المدني الثلاث في البلاد وهم جيرفيه لاكوسو وهياسنتي غبييغبا و"جوزيف بيندومي خلال مؤتمر صحفي عقد في اليوم نفسه ببانغي عن رفض المجتمع المدني تلبية الدعوة إلى الاجتماع المشترك والذي سيجمع مختلف الأطراف الفاعلة في افريقيا الوسطى حول سبل التوصل لإقرار "مصالحة وطنية". وقال لاكوسو "منتدى برازافيل الذي لم يطالب شعب افريقيا الوسطى بتنظيمه لن يحل الأزمة بشكل دائم" وبرر المقاطعة كرد إزاء ضعف "خطة عمل المجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا" (والتي اقترحت خطة عمل من 11 نقطة لتسوية النزاع في افريقيا الوسطى). وأضاف المتحدث باسم تمثيلية المجتمع المدني في افريقيا الوسطى "خطة العمل هذه بعيدة كل البعد عن مراعاة الشواغل الأساسية لاسيما نزع سلاح القوى السلبية وفقا لقرارات مجلس الأمن للأمم المتحدة وهيكلة القوات المسلحة بأفريقيا الوسطى". وتتقاسم "مجموعة عمل المجتمع المدني" الموقف نفسه مع الزعماء السياسيين والدينيين في البلاد والذين صرحوا علنا الثلاثاء الماضي أن التنقل إلى "برازافيل لا يشكل" حلا حقيقيا للأزمة" واصفين المبادرة بأنها "غير مناسبة". ودعا هؤلاء القادة رئيس الكونغو دنيس ساسو نغيسو الوسيط في أزمة أفريقيا الوسطى إلى "تنظيم مشاورات بين الفاعلين على أرض افريقيا الوسطى بهدف التوصل لحل دائم للأزمة في البلاد". وتم اختيار مدينة برازافيل لاحتضان منتدى المصالحة الوطنية في افريقيا الوسطى على هامش القمة 23 للاتحاد الأفريقي والتي عقدت في مالابو عاصمة غينيا الاستوائية في 27 يونيون الماضي وذلك عقب انتهاء المشاورات مع رؤساء دول الجماعة الاقتصادية.