كانت الساعة تشير الى تمام منتصف النهار بالبريد المركزي بالجزائر العاصمة يوم الخميس آخر أيام شهر يوليو عندما قام أعوان الأمن بإطلاق صفاراتهم لتوقيف حركة المرور بالتزام دقيقة صمت ترحما على ضحايا العدوان الإسرائيلي على اهالي غزة. و كانت شوارع العاصمة في هذا اليوم القائظ أقل حركة في حين كانت حركة المرور تعرف سيولة أكثر إلا ان المواطنين الذين كانوا يسيرون على الأقدام أو على متن السيارات التزموا دقيقة الصمت. كما أطلقت خلال تلك اللحظة صفارات الإنذار بميناء الجزائر في الوقت الذي اجتمع فيه العديد من الشبان أمام القباضة الرئيسية لبريد الجزائر حاملين الرايتين الجزائرية و الفلسطينية رافعين لافتات كتب عليها "كلنا غزة". و وقف المارة يشاهدون بنوع من الاعتزاز تلك المشاهد على غرار سيدة أطلقت العنان لحنجرتها ل"للزغاريد" ترحما كما قالت على "شهداء غزة". من جهته قال أحمد في الستين من العمر أن هذه الوقفة "تعد أقل ما يمكن أن نعمله تضامنا مع أشقائنا الفلسطينيين" مضيفا أنه يتابع عبر التلفزيون "هذا العدوان الهمجي الذي لا يمكن وصفه". و أعرب عن "استيائه الكبير للتغطية الإعلامية للقنوات الأوروبية التي تقدم الاسرائيليين كضحايا" مؤكدا استعداده "للذهاب للجهاد في أرض فلسطين". من جهتهم التزم عمال البنوك و الإدارات العمومية و الخاصة على مستوى البريد المركزي بدقيقة الصمت و التوقف عن العمل لمدة خمس دقائق. و ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي الهمجي على قطاع غزة إلى 1374 شهيدا أغلبهم من المدنيين.