أنهى الرياضيون الجزائريون أمس الثلاثاء مشاركتهم في الألعاب الاولمبية للشباب 2014 بنانجينغ الصينية (16-28 أغسطس) والتي عرفت بروز بعض الرياضيين الجزائريين والذي ينتظرهم مستقبل واعد تحسبا لأولمبياد 2020 باليابان، على الرغم من ان أحسن نتيجة حققوها في هذه الألعاب هي المرتبة الرابعة. وتمكن عدد من الرياضيين الجزائريين، من بين ال33 مشاركا، من تحسين أدائهم مما سمح لهم بتحطيم أرقامهم القياسية الوطنية، وهو ما ثمنه المدربون الوطنيون الحاضرون بنانجينغ. و كان رئيس اللجنة الاولمبية والرياضية الجزائرية، مصطفى براف قد أكد في تصريح سابق للمبعوث الخاص ل"وأج" أن "هذه الألعاب سمحت بتقييم مستوى رياضيينا الذين أثبتوا بان لهم قدرات وامكانيات (...) وعلينا الا نبحث عن الميداليات". ففي ثلاث رياضات، خلال العاب نانجينغ، تحسن مردود شبان الجزائر ومستقبل رياضتها ويتعلق الامر بكل من العاب القوى ورفع الاثقال والتجذيف. ففي العاب القوى، ام الرياضات، استطاع العداء الجزائري سعيدية احمد كنزي من تحطيم الرقم القياسي الوطني في نصف نهائي سباق 2000 متر (موانع) محققا وقتا قدره 5د و 41ثا و 73جزء ليشارك في النهائي "أ" للصعود على المنصة لكن الارهاق الشديد نال منه ليكتفي بالمركز السادس. كما تمكن امين بوعناني من تحطيم الرقم القياسي الوطني في سباق 110 متر حواجز خلال سباق التصفيات، بزمن قدره 13ثا و 92 جزء علما وان الرقم القياسي الوطني لهذه الفئة كان 14ثا و جزئين بالمائة. نفس الشيء لتوفيق بوزيان، الذي حسن من رقمه الشخصي مرتين متتاليتين، في سباق تصفيات 3 آلاف متر، محققا 8د و 21ثا و 58جزء، ثم حطمه ب8د و 18ثا و 98جزء، حيث اعتبر هذا الانجاز "ثمرة العمل الدؤوب مع مدربي". وفي رفع الاثقال، حطم الرباع ايمن طويري الرقم القياسي الوطني في حركة النتر ب171 كلغ بعدما كان 160كلغ، وهو الذي يرى فيه مدربه كمال سعيدي انه "مشروع بطل مستقبلي بما ان سنه لا يتجاوز 16 عاما فقط". أما بالنسبة للتجذيف فقد حقق الجزائريان، بوسيف محمد بلهادي وثيزيري دوكي، المشاركان في منافسات اختصاص الفردي (سكيف/1000 متر)، احسن نتيجة شخصية لهما. ورغم احتلال بوسيف محمد بلحاج في المنافسة الاستدراكية المركز الرابع من بين خمسة متنافسين، بزمن قدره 3د و 39ثا و 77جزء، الا انه استطاع من تحسين مردوده ب9 ثواني. نفس الشيء بالنسبة لمواطنته ثيزيري دوكي، التي حلت خامسة وأخيرة في مجموعتها ب4د و 25ثا و 32 جزء، غير انها حسنت نتيجتها ب6 ثوان. رياضات أخرى بنتائج متباينة وفي الشراع، تمكن قدميم أمين من احتلال المركز ال13 في المرحلة الاولى من سباقات الثلاثاء الماضي وهو احسن ترتيب له، نفس الشيء بالنسبة لزميلته عقيل نهى التي صعدت الى الصف ال25 في المرحلة الثانية من نفس سباق وهو ما ثمنه المدرب غيار فريد. غير ان الثنائي تراجع في الترتيب النهائي واكتفى قدميم بالمركز ال25 بينما حلت عقيل نهى في الرتبة ال26 من بين 30 متنافسا عند الجنسين. وهو الامر نفسه بالنسبة للدراجات، فبعدما كاد منصوري اسلام ان يعتلي المنصة التتويجية في السباق على الطريق، اضاع ذلك بخمس ثوان عن صاحب المركز الاول، الا انه عاد واحتل مراكز متدنية في سباق التناوب، فيما أرجع مدربه بن ديب عبد النور ذلك الى "ضعف مستوى الفتيات في التناوب مما أثر على مردود الذكور" علما وان الفريق انهى المنافسة في الصف ال27 من بين 32 بلدا. من جهة أخرى، تبقى الرياضة النسوية تعاني من تراجع النتائج حيث عجزت جميع الرياضيات، باستثناء عمران سجية (اقل من 52 كلغ) التي كانت على اعتاب البرونزية في الجيدو اضافة الى المصارعة قدور خديجة (46 كلغ) التي حققت المركز الخامس في الترتيب النهائي. وعلى سبيل المثال لا الحصر، فقد احتلت العداءة نورة خروبي المركز الخامس في النهائي "ب" لسباق 3000 متر محققة زمنا قدره 10د و 11ثا و 15جزء وتبقى بعيدة عن رقمها الشخصي الذي حققته في البطولة الوطنية بالجزائر العاصمة (9د و 56ثا و 80جزء). وفي المسايفة، عجزت عبيق بونقاب في احتلال مراكز متقدمة، مكتفية بالمركز العاشر من بين 13 في سلم الترتيب العام بعد هزيمتها في الدور ال16 امام الايطالية كروفاري تشايارا. نفس الشيء في تنس الطاولة، مع المغتربة لقصير سناء، المنهزمة في اللقاء الترتيبي من المركز ال17 الى ال21 امام المجرية ايمري ليلى. غير ان عمران سجية (اقل من 52 كلغ) كادت ان تنال برونزية الجيدو لولا خسارتها امام البلغارية تيميلكوفا بيتينا في الدور ربع النهائي. أما في المصارعة النسوية، فحققت قدور خديجة (46 كلغ) المرتبة الخامسة اثر فوزها بالمنازلة الترتيبية أمام النيوزيلندية براملي ميريندا، والتي انهتها في ظرف 30 ثانية فقط باربع نقاط دون مقابل. اجماع على تثمين اداء هؤلاء الشبان بغض النظر عن النتائج ويرى كثيرون ان هناك عناصر أخرى في المصارعة والملاكمة والجيدو سيكون لها شأن كبير في المستقبل على غرار المصارع بوناصري حسام (50 كلغ) الذي حل في المركز الرابع، بعد منازلته للايراني اغانياشاري محمد رضا، في اللقاء الترتيبي لنيل البرونزية، لكنه انهزم بنتيجة (0-7). كما اكتفى الملاكم سالم طامة (56 كلغ) باحتلال المرتبة الرابعة ايضا اثر انهزامه في المنازلة الترتيبية لنيل الميدالية البرونزية امام البريطاني بيتر ماك غريل. ويؤكد المدربون ان هذه الالعاب هي مرحلة تحضيرية مهمة تحسبا للمنافسات القادمة، كما سمحت لهم اولمبياد الشباب بالاحتكاك اكثر بالمستوى العالي لاكتساب خبرة اضافية، دون فرض ضغوطات على الشبان الذين سيحملون الراية الوطنية مستقبلا، لاسيما وان اللجنة الاولمبية تعول عليهم كثيرا تحسبا لأولمبياد اليابان 2020. "ان بعض رياضيينا حسنوا نتائجهم الشخصية ومنهم من حطم الارقام القياسية الوطنية وهذه نتيجة جيدة تستحق التشجيع. هؤلاء الشباب يجب مرافقتهم والتكفل بهم لأنهم قادرون على تقديم نتائج أحسن مستقبلا"، حسب مصطفى براف.