أوصى الخبراء المشاركون في الندوة العربية حول "دور النساء و الأمهات في الحفاظ على التماسك الأسري و الاستقرار الإجتماعي"في ختام لقاء يوم الخميس بالجزائر العاصمة بإنشاء صندوق عربي لمساعدة الأسر على الاستقرار. وأوضحت التوصيات التي توجت الندوة أن هذا الصندوق سيساهم في "الحفاظ على الاستقرار الأسري ومساعدة الأسر من الجانب الاقتصادي" و اشترطوا أن يعمل هذا الصندوق "تحت مظلة جامعة الدول العربية". كما دعت الندوة إلى انشاء "مرصد عربي" يسمح بالإلمام بكافة "أوضاع الأسرة في الدول العربية "تشرف عليه جامعة الدول العربية هو الآخر. ودعت الندوة إلى "وضع استراتيجية عربية" لترقية دور الاسرة العربية في الحفاظ على التماسك والتلاحم الاجتماعي. وفي الجانب الاقتصادي حثت التوصيات على وضع "آليات للتمكين الاقتصادي للمرأة و تعزيز قدرتها في ادارة وتشغيل المشروعات المنتجة" ,الى جانب "تسهيل حصولها على فرص التدريب المهني باستخدام التكنولوجيات الحديثة ومحو الأمية المعلوماتية". وبهدف متابعة قضايا الأسرة العربية اقترحت الندوة انشاء "قاعدة بيانات عربية" بالجامعة العربية تتضمن البيانات التفصيلية للأسرة والمرأة والطفولة . وجاء في البيان الختامي للندوة أن هذه التوصيات سيتم "تقييمها واثرائها و تعديلها" خلال الاجتماعات المقبلة لجامعة الدول العربية و ذلك عن طريق مجلس وزراء الشؤون الإجتماعية العرب وإدارة الاسرة والمرأة و الطفولة. و من جهة أخرى, ألح المشاركون, حسب ما جاء في البيان الختامي, على ضرورة التركيز على التعليم و الاستفادة من خبرات مهنيين أكفاء لتربية الناشئة . وطلب المشاركون من أمانة جامعة الدول العربية "اعداد ورقة عمل منهجية وتطبيقية يمكن عرضها على لجنة الاسرة العربية في اجتماعها القادم . و في الختام ثمن المشاركون "الدور الريادي" للجزائر في "دعم العمل العربي المشترك في كل المجالات و تمكين النساء على المستويين السياسي والاقتصادي وكذا مساهمتها في حماية الاسرة العربية في مناطق النزاعات المسلحة". خبراء عرب يدعون إلى الإستغلال" الإيجابي" لتكنولوجيات الاتصال الحديثة للحفاظ على التماسك الأسري ودعا المشاركون في الندوة "الاستغلال الإيجابي" لوسائل الإعلام و الإتصال الحديثة للحفاظ على الإستقرار الأسري. و أكدت ايناس سيد مكاوي مديرة ادارة المرأة و الاسرة و الطفولة بجامعة الدول العربية على ضرورة التحكم في وسائل الاتصال الحديثة واستغلالها بشكل ايجابي من طرف أفراد الأسرة لاسيما الأبوين. وبعد إبرازها للاستعمالات الإيجابية لهذه التكنولوجيات تطرقت إلى الأثار السلبية لسوء استغلالها الذي يؤدي إلى تفكك الاسرة العربية ومنه إلى تشتت المجتمع العربي بصفة عامة.من جانبه شرح الخبير في قضايا السكان والتنمية احمد عبد الناظر في مداخلة بعنوان "تأثير تكنولوجيات الاتصال الحديثة على الاسرة العربية" تأثير التواصل الافتراضي الذي حل محل الحوار و المحادثة بين أفراد الأسرة وهو الشأن الذي يساهم في احداث الفجوة بين أفراد الأسرة الواحدة التي تعد النواة الأساسية للمجتمع. ولتجاوز هذا الوضع اقترح الخبير إعادة النظر في التعامل مع مضامين وتقنيات الاتصال الحديثة لا بالرفض و الرقابة الامنية و لكن ب "توسيع مساحات الحوار ومحاولة اقتراب من ذلك المجهول لفهمه و التعامل معه". وأبرز ضرورة توعية الابناء بمخاطر هذه التكنولوجيات دون اغفال مميزاتها وتفادي اللجوء إلى أساليب المراقبة و التضيق خاصة لدى المراهقين. وبدورها أرجعت الدكتورة ثريا تيجاني(أستاذة جامعية) في مداخلتها أسباب التفكك الأسري إلى سوء استغلال هذه التكنولوجيات خاصة في ظل مشكل الأمية لدى الأولياء وعدم تحكمهم في هذه التكنولوجيات. واقترحت في هذا الصدد , العودة الى" الاسرة الممتدة لمساعدة الاسرة النووية في تربية النشئ و مواجهة مختلف مشاكل الاسرة الصغيرة" و التمسك ب "قواعد الدين الاسلامي الحنيف الذي يحث على التآزر و التسامح الاسري". وفي ذات السياق , أكدت على أهمية تبني سياسات إقليمية وبرامج تعليمية من شأنها مساعد أفراد الأسرة على تحقيقي التماسك الأسري الذي يعد أكثر من ضرورة في الوقت الراهن الذي تمر به المنطقة العربية . للإشارة فقد عكف المشاركون في هذه الندوة على دراسة آليات دعم الأسرة العربية في ظل التغيرات المعاصرة وسبل توفير وسائل حماية الأمن الإنساني للأسرة في ظل الحروب وطرق دعم الأسرة العربية في برامج التعليم الرسمية و تطوير وضع المرأة داخل الأسرة وسبل تعزيز دورها إلى جانب دور المجتمع المدني في تعزيز وسائل حماية الأسرة.