أكد وزيرا الشؤون الخارجية الاسباني والليبي، على التوالي خوسي مانويل غارثيا مارغايو و محمد عبد العزيز مساء يوم الأربعاء بمدريد بأن الحل بالنسبة للأزمة الليبية لا يكمن في تدخل عسكري أجنبي محتمل و إنما ينبغي أن يكون من صنع الليبيين أنفسهم. و أكد الوزيران خلال ندوة صحفية مشتركة في ختام الندوة حول الإستقرار والتنمية في ليبيا نظمت بمدريد على "معارضتهما" لتدخل عسكري أجنبي مفضلين "حوارا وطنيا شاملا و مصالحة وطنية بين الليبيين باستثناء الجماعات المسلحة المتطرفة". و قال السيد عبد العزيز "ليبيا و الليبيون لا يريدون و لا يرغبون في تدخل عسكري أجنبي محتمل" مشيرا إلى أن "دول الجوار تعارض هذا الخيار". و في رده على سؤال فند السيد عبد العزيز معلومات حول "تعاون بين فرنسا و الجزائر بخصوص ضربات عسكرية فرنسية في ليبيا". و أوضح السيد عبد العزيز أن "الجزائر و فرنسا بلدان يقدمان لنا المساعدة و هما طرفان في حل الأزمة الليبية" مبرزا خاصة "جهود الجزائر من أجل حل سلمي يقوم على حوار شامل". وفي هذا الصدد، تطرق وزير الشؤون الخارجية الليبي بإسهاب إلى مبادرة الجزائر لانشاء مجموعة دول الجوار التي تعقد اجتماعها ال4 معربا عن "أمله في تنسيق و تظافر جهود بلدان الجوار مع بلدان مجموعة 5+5 و الهيئات الدولية الأخرى". وأوضح السيد عبد العزيز أن ليبيا بحاجة إلى المساعدة على الصعيد اللوجيستي من أجل بناء دولة عصرية تتمتع بقوات أمن تستجيب للمعايير الدولية المطلوبة. واسترسل وزير الشؤون الخارجية و التعاون الاسباني في نفس السياق ملحا على الحوار و المصالحة في ليبيا إلى جانب الحفاظ على السلامة الترابية لهذا البلد. وأكد أن "اسبانيا و المجموعة الدولية ترفضان حربا أهلية في ليبيا" مشددا على تسوية "نهائية و دائمة للأزمة الليبية قصد تفادي امتداد الخطر إلى باقي بلدان شمال افريقيا و منطقة الساحل و غرب افريقيا و أوروبا". ونظمت الندوة حول الاستقرار و التنمية في ليبيا تحت إشراف بلدان حوار 5+5 الموسع لدول مجموعة متوسط 7 و دول جوار ليبيا أي مجموع 21 دولة و منظمة دولية و من بينها الجامعة العربية و الأممالمتحدة و الإتحاد الإفريقي و الإتحاد الأوروبي و الإتحاد من أجل المتوسط. للتذكير، فإن حوار5+5 يضم خمس دول من الضفة الجنوبية للمتوسط (الجزائر وليبيا و المغرب و موريتانيا و تونس) و خمس دول من الضفة الشمالية (إسبانيا وفرنسا و إيطاليا و مالطا و البرتغال) في حين تضم مجموعة متوسط 7 كل من إسبانيا و فرنسا و إيطاليا و مالطا و البرتغال و قبرص و اليونان. أما دول جوار ليبيا فتتمثل في الجزائر و تونس و تشاد و مصر والنيجر و السودان.