أكد رئيس الجمعية الوطنية لمجاهدي التسليح والإتصالات العامة"المالغ"، دحو ولد قابلية، يوم السبت بالجزائر العاصمة أن عملا "كبيرا" قد إنجزته الجمعية في مجال الحفاظ على الذاكرة الوطنية وكتابة تاريخ الثورة على الرغم من الصعوبات التي واجهتها في هذا المسعى. وفي كلمة ألقاها في افتتاح الجمعية العامة الانتخابية لمنظمته بحضور عدد من الشخصيات التاريخية والوطنية وأعضاء "المالغ" أوضح السيد ولد قابلية أن مسعى كتابة تاريخ الثورة و"المالغ" بصفة خاصة قد تم ادراكه من خلال العمل "الكبير" الذي قامت به الجمعية الوطنية لمجاهدي التسليح والاتصالات العامة وذلك على الرغم من الصعوبات التي واجهتها. وأبرز في هذا المقام بأن هذا العمل "يبقى غير كامل لأنه من الضروري --كما قال-- إعادة الإعتبار لمكانة ودور عبد الحفيظ بوصوف ضمن قائمة قائدي و مسيري مختلف هيئات ومؤسسات الثورة التحريرية". ويرى رئيس الجمعية بأن العمل الخاص بكتابة تاريخ الثورة التحريرية "لم يوف حقه" على الرغم مما قامت به في هذا المجال العديد من المؤسسات والشخصيات التاريخية و المؤرخين. واعتبر أن المجال "قد ترك واسعا للأعداء الذين وظفوا معلومات تاريخية خاطئة وكاذبة وخطيرة إستغلها، للأسف، الكثير من الجزائريين للتقليل من شأن الثورة ورجالاتها ومن مأساة الشعب الجزائري ومعاناته من الإستعمار". ولأن الجمعية السالفة الذكر آلت على نفسها الإستمرار في المحافظة على الذاكرة الوطنية ورسالة الشهداء والمجاهدين شدد السيد ولد قابلية على أن "معركة الإعلام سوف تتواصل لأنه ما يزال هناك الكثير يتعين فعله". وإسترسل موضحا بالمناسبة أن جمعيته ومن خلال هذا الاجتماع المنظم تحت شعار "التجديد" قررت إشراك طاقات شبانية تتحكم في التكنولوجيات الحديثة للاعلام والاتصال في مسار عملها الرامي الى الحفاظ على الذاكرة الوطنية للامة الجزائرية. وبخصوص المسعى الرامي الى تسليط الضوء على شخصية العقيد بوصوف أكد السيد ولد قابلية أن ما تقوم به الجمعية في هذا السياق "غير كاف لأن الرجل الذي رحل عام 1980 لم يترك أدنى شهادة ولا حتى أشياء مكتوبة خارج الملاحظات والقرارات التي كانت بحوزة مساعديه في تلك الفترة والتي تمتلكها حاليا وزارة الدفاع الوطني". كما إعتبر المتحدث أنه "في حين عجزت الذاكرة المكتوبة عن إعطاء بوصوف حقه في تاريخ الثورة التحريرية تمكنت الذاكرة الشفوية من تحقيق ذلك بالنظر إلى أن كل عضو من أعضاء الجمعية وآخرين قد ساهموا في الإدلاء بشهاداتهم، كل حسب موقعه إبان الثورة، إزاء هذا الرجل الذي قدم الكثير للثورة التحريرية". وأكد في هذا الصدد أن الكثير من هؤلاء أدلوا بشهاداتهم سواء من خلال اللجنة الوطنية المكلفة بكتابة تاريخ الثورة او بصفة شخصية من خلال إصدار كتب أو من خلال محاضرات وحوارات وموائد مستديرة وأيام دراسية. ولم يفوت السيد ولد قابلية فرصة اللقاء ليؤكد للحضور أن جمعيته " لم تبخل" بتقديم كل المعلومات المرتبطة بالتسليح والاتصالات العامة ابان الثورة الحريرية منذ نشاتها خاصة ما تعلق بمهام بوصوف ودوره. وتم خلال الجمعية استعراض التقرير الأدبي والمالي للجمعية التي تأسست عام 1990 و ستتواصل الاشغال بإنتخاب أعضاء المجلس الوطني ورئيسه. كما كان اللقاء فرصة تدخلت فيها بعض الشخصيات التاريخية والمختصين في التاريخ أكدوا فيها الاهمية الملقاة على عاتق جميع الفاعلين في مجال كتابة تاريخ الثورة والحفاظ بالتالي على الذاكرة الجماعية للشعب الجزائري.