دعا الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي الى تضافر الجهود العربية لاسترجاع الأرشيفات المنهوبة من قبل الدول الاستعمارية. وقال ان الاستعمار يسعى الى طمس الهوية العربية وتزييف التاريخ والحقائق خاصة التاريخ الفلسطيني مشددا على ان الحفاظ على الهوية الفلسطينية ووثائقها هو تعزيز للحفاظ على الهوية العربية من محاولات تشويهها وطمس ملامحها وتزوير الحقائق التاريخية حيث سرقت دولة الاحتلال إسرائيل قرابة ثمانين الف كتاب ومخطوطة فلسطينية ونقلتها الى مكتباتها الوطنية. واضاف في الاحتفالية التي نظمت بمناسبة يوم الوثيقة العربية تحت عنوان "فلسطين في الوثائق العربية" بحضور مسؤولين ومثقفين من العالم العربي وممثلي المجلس الدولي للارشيف ان الدول العربية تواجه في هذه المرحلة جملة من التحديات الجسيمة تتمثل بعضها فى محاولة طمس تاريخها وتراثها العربي والاسلامى فلا تزال القضايا الخاصة بالأرشيفات العربية المنهوبة لدى الدول الاستعمارية تؤرق بعض الدول العربية الى جانب فلسطين مثل الجزائر وليبيا والعراق. وتسعى هذه الدول لاسترجاع ارشيفاتها المرحلة والتى تحوى العديد من الحقائق عن تاريخها وانتهاكات الدول الاستعمارية لها وهو أيضا ما تسعى اليه جامعة الدول العربية وذلك من خلال التعاون مع الفرع الاقليمى العربى للمجلس الدولى للأرشيف. ونوه العربي بقرار مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزارى بإصدار قرار فى شهر سبتمبر الماضي يؤكد ضرورة تقديم الدعم المعنوي والسياسي للفرع العربى الاقليمى للمجلس الدولى للأرشيف فى توجهاته الاقليمية والدولية وجهوده المبذولة امام المنظمات الدولية للمطالبة باسترجاع الأرشيفات العربية المسلوبة لدى الدول الاستعمارية لحفظها فى دور الارشيفات العربية الوطنية. واكد العربي اهمية هذه الاحتفالية التي تقام للعام الثاني على التوالي ولفت الى ان الاحتفال هذا العام بالوثيقة الفلسطينية يأتي في اطار دعم إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2014 بأنه "عام للتضامن مع الشعب الفلسطيني" ولإبراز ما يتعرض له الأرشيف الوثائقى الفلسطينى من سرقة وتزوير. وطالب بضرورة اثارة قضية سرقة الوقائق الفلسطينية في الاعلام العالمي وفي المحافل الدولية بهدف منع اسرائيل من الاعتداء على وثائق الشعب الفلسطينى وتزويرها حيث تمثل هذه الوثائق جزءا من كيانه القومى وتاريخه اليومي على أرضه وتراثه. واشاد العربي بالدور الهام الذى يقوم به الأرشيف الوطنى الفلسطينى واستراتيجيته لتوثيق الأرشيف فى فلسطين والتى تم الاعلان عنها فى عام 2010 وتعنى بتأهيل البنية المعلوماتية فى مؤسسات دولة فلسطين وفقا للمعايير الدولية متمنيا أن تكلل هذه الاستراتيجية بالنجاح. وقال انه فى اطار مواصلة جهود الأمانة العامة للجامعة العربية لحشد الدعم اللازم لهذه القضية تم ادراج فقرة خاصة بهذه القضية فى منتديات التعاون القائم بين الجامعة العربية وكل من الصين ودول أمريكا الجنوبية كما تم التنسيق مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الالكسو) لعرض القضية على اللجنة الدائمة للثقافة العربية وسوف يتم استصدار قرار من قبل وزراء الثقافة العرب فى هذا الصدد فى شهر نوفمبر المقبل. وناشد العربي كافة الدول العربية الأعضاء بالجامعة للانضمام الى "الفرع الاقليمى العربي للمجلس الدولى للأرشيف" لدعم توجهاته فى المحافل الدولية والإقليمية بما يخدم مصالح الأمة العربية وذاكرتها وهويتها القومية. من جهته اكد زياد أبو عمرو نائب رئيس الوزراء الفلسطيني وزير الثقافة على اهمية مبادرة الفرع الاقليمي العربي للمجلس الدولي للارشيف بتقديم جملة من التوصيات التي انبثقت عن الاجتماع التنسيقي له مع مسؤولي الامانة العامة للجامعة العربية في ديسمبر الماضي خاصة ما يتعلق بمطالبة وزراء الثقافة العرب في دورتهم المقبلة بوضع استراتيجية عربية موحدة لاستعادة واسترجاع الارشيفات العربية المنقولة او المنهوبة من قبل الدول الاستعمارية موضحا ان فلسطين ليست استثناء من ذلك خاصة وان ما جرى منذ النكبة الفلسطينية عام 1948 من اجراءات احتلالية لضرب مكونات الثقافة الفلسطينية وتدمير مراز المعلومات والجامعات وارشيفات المؤسسات الرسمية الفلسطينية الرسمية وغير الرسمية يصب في خانة محو الثقافة والهوية العربية وطمس معالم التراث الفكرية. ودعا ابو عمرو في كلمته امام الاحتفالية الى ضرورة صياغة استراتيجيات وطنية للتوثيق والارشفة تمهيدا لصياغة استراتيجية عربية موحدة للتوثيق والعمل على تبادل المعلومات والخبرات التوثيقية موضحا جهود فلسطين في هذا الاطار حيث قامت بتشكيل لجنة وطنية قام الارشيف الوطني من خلالها بحصر الوثائق المسلوبة والمخاطر التي تهدد الوثائق والارشيفات الفلسطينية.