مازالت الآمال معقودة على الرياضة المدرسية لتتبوأ المكانة التي تستحقها ضمن الاستراتيجية الوطنية لتكوين النخب وأبطال الغد في مجال السباحة وهذا من خلال بروز مواهب شابة كفيلة بتشريف الالوان الوطنية مستقبلا. فمن خلال المعاينة الميدانية للعدد الهائل للمتمدرسين المشاركين في المهرجان الوطني الاول لمدارس السباحة (حوالي 170 سباح يمثلون 11 رابطة) الذي جرت منافساته يوم الجمعة الماضي بمسبح باب الزوار (الجزائر العاصمة) نستشف الرغبة الجامحة لهؤلاء البراعم لممارسة رياضتهم المفضلة. وفي هذا السياق أجمع مدرب رابطة ولاية سطيف مروان يخلف ومساعده إلياس رواي وهو قائد المنتخب الوطني لكرة الماء في تصريح ل"واج"، على أن " المدارس الرياضية للسباحة تبقى رهينة السياسات المتبعة حاليا لترقيتها. مازلنا نؤكد أن الحجم الساعي المخصص لتدريب الاطفال المتمدرسين وهي ساعة في اليوم غير مناسب تماما لتطوير المستوى بالاضافة الى اكتظاظ المسابح على قلتها." وأضاف المؤطر، أن إذا استثنينا اطفال الجنوب الذين لا توجد أي رابطة تمثلهم في هذا المهرجان، فهناك آلاف الاطفال المتمدرسين عبر القطر ومنهم المواهب الراغبين في ممارسة السباحة لكنهم يصطدمون بعدة عوائق تحول دون تمكنهم من ذلك، كالافتقار الى مسابح بالبلدية التي يقيمون بها. واعتبر المدربان ان الرياضة المدرسية هي الاستثمار الحقيقي ل"صناعة أبطال الغد وبدونها يستحيل تخريج رياضيين يشرفون الالوان الوطنية في المحافل الرياضية الدولية مستقبلا وأكد أن تنظيم مهرجان واحد في السنة للمواهب الشابة لايكفي لتحقيق هذا المبتغى. كما طرحا، نقطة مهمة في هذا الشأن تخص مدى المتابعة التي يحظى بها هؤلاء الاطفال : " العام الماضي أقيم بولاية مستغانم مهرجان لاكتشاف المواهب الشابة ،بمشاركة العديد من الولايات وتوجت مدارس سطيف باللقب ،غير أن بقية العمل لم ينجز فلم تكن هناك متابعة من الجهات الوصية بهذه الفئة." ولإعطاء المكانة التي تستحقها مدارس السباحة - ونفس الامر ينطبق على باقي الرياضات- حسب المدربان، ينبغي ارساء تقاليد للتنظيم المستمر لمثل هذه المنافسات حتى يتكيف الاطفال مع اجواءها دوما ويكتسب الخبرة والاحتكاك الضروريتين وبالتالي تحضير هذه الفئة لماهو أصعب مستقبلا. من جهته، أشار مدرب الجمعية التربوية للسباحة بعين الترك (وهران) فؤاد غزال، الى توقيت خروج التلاميذ من المدارس الذي يكون عادة على الساعة الرابعة عصرا أي بعد نفاذ كل طاقاتهم وجهودهم والذهاب مجددا الى التدريبات على الساعة الثامنة والنصف ليلا ،مضيفا أن سباحي هذا النادي يستفيدون من ساعة ونصف الساعة في الاسبوع نظرا لاكتظاظ المسابح بالناحية. دعوة الى تفعيل قسم "دراسة ورياضة" وولايات تفتقر الى مسابح واعتبر فؤاد غزال أنه بالرغم من استحداث وزارة التربية الوطنية بالتنسيق مع وزارة الرياضة لقسم " دراسة ورياضة" فان العوائق المرتبطة بتطيبق برامج تحضير هؤلاء البراعم مازالت قائمة"، حيث يلاحظ ان اختيار التلاميذ في هذه الاقسام المختصة ليس في محله، أي لا علاقة لهم بالرياضة وهذا منذ ثلاثة أو أربع سنوات". كما أفاد المتحدث ان التنسيق منعدم بين مديرية الشباب والرياضة والرابطة الولائية وقسم " دراسة ورياضة". أما مدرب الفرع الولائي لتيبازة، صفيان بوحادى، فقال أن الولاية تتوفر على مسبحين، واحد مغلق والآخر حوض صغير(25 م) لكننا " نجتهد ونحاول ايجاد الحلول دائما . أنشأنا نادي نوتيك للسباحة بالقليعة ويضم فئات البراعم والاصاغر والاشبال هو في تطور مستمر." ونفس الانشغال طرحه مدرب نادي نوتيك بجيجل شفيق بوراري، قائلا ان ولاية ساحلية باكملها لا تتوفر الا على مسبح صغير (25 م) حاليا هو مغلف بسبب الاشغال يتدرب فيه سبعة اندية . لدينا ابطال في المنتخب الوطني لم يشرعوا بعد في التحضير . وختم متأسفا، حضور براعم النادي في المهرجان الوطني لمدارس السباحة بباب الزوار "كان شكليا ." وكان وزير الرياضة ، السيد محمد تهمي قد صرح للصحافة خلال هذا المهرجان على ضرورة اعادة النظر في الحصص او الحجم الساعي المخصص لسباحي الاندية "الجادة" التي مازالت تشتكي من هذا المشكل الذي طال أمده ،الامر الذي انعكس على تحضير الفرق الرياضية والنتائج المحققة على الصعيد الدولي. كما طلب الوزير من الهيئة الفديرالية "اعادة تنظيم الاندية وإفادته بتقرير مفصل حول حصص التحضير والحجم الساعي الذي تستفيد منه الفرق الرياضية وعناصر المنتخب الوطني لاتخاذ القرارات المناسبة وتذليل هاته العقبات".