لم تفلت ألقاب البطولة الوطنية لصنف الناشئين (ذكور وإناث)، التي احتضن مجرياتها مسبح بلدية قديل على مدى ثلاثة أيام، من قبضة المدارس المعروفة بتقاليدها، وتكوينها النجيب في هذه الرياضة، تتقدمها أندية ساحل نوتيك الأبيار ودالي إبراهيم وأولمبيك نادي الجزائر، وبدرجة أقل المجمع البترولي واتحاد الجزائر والمستقبل الرياضي السطايفي. فالفريق الأول كانت كلمته هي العليا عند الذكور، حيث نال اللقب حسب النقاط برصيد 13175 نقطة، وكذلك الخاص بمجموع الميداليات ب 19، تاركا وراءه فرقا لها وزنها هي الأخرى كالمجمع البترولي، الذي حل ثانيا في ترتيب النقاط برصيد 10814 نقطة، فنادي الصخر الأسود لبومرداس بزاد 8232 نقطة، أما فريق المستقبل الرياضي السطايفي الذي انتظر الأخصائيون تألقه بعد بروزه في السنوات الأخيرة للعمل الجيد الذي يقوم به، بعد استفادته من عوامل مساعدة ومشّجعة كالمنشآت الرياضية والدعم المادي والمعنوي الذي يلقاه من قبل القائمين على شؤون الرياضة بمدينة "عين الفوارة"، فحل ثانيا في ترتيب الميداليات، بمجموع خمس ميداليات، اثنتان منها ذهبية، يليه ثالثا مدرسة اتحاد العاصمة بثلاث مداليات، منها ذهبيتان، اجتهد كثيرا في جلبهما الواعد بوحميدي رياض، الذي تألق في سباقي 100 م و200 متر على الظهر. ولقد ثمّن المدير الفني لنادي ساحل نوتيك الأبيار رابح قاسم، حصاد سبّاحيه، ووصفه بالمؤشر الإيجابي على مستقبل زاهر لفريقه وللسباحة الجزائرية عموما، التي قال عنها بأنها تختزن فرديات لامعة، فقط يجب العناية بها، وخصوصا حل مشكل عدم التوفيق بين كثرة السباحين والفرق المنخرطة على مستوى رابطة الجزائر العاصمة وقلة المسابح، لكنه استطرد منوّها بصبر التقنيين والمدربين، وحرصهم على العمل الجاد لفائدة سباحيهم وفرقهم، ومن بين هؤلاء على سبيل الذكر لا الحصر، مدرب نادي اتحاد الجزائر كاوة عبد القادر، الذي كشف أن ناديه يخطط على المدى القصير، لكسب نخبة من السباحين اليافعين في فئة الناشئين العام القادم (2015)، واعتبر تألق سباحه بوحميدي رياض صاحب ميداليتين ذهبتين في هذه البطولة، تأكيدا على أن هذا التخطيط سليم وفي الطريق الصحيح. أما لدى الإناث، فتقاسم فريقا دالي إبراهيم وأولمبيك نادي العاصمة اللقبين المخصصين لهما، فالخاص بالنقاط عاد للأولمبيك بمجموع 13911 نقطة، متبوعا بنادي دالي إبراهيم يرصيد 10880 نقطة، فجمعية البريد والمواصلات للعاصمة في الرتبة الثالثة ب10734 نقطة، وقد بدت علامات الرضا واضحة على محيّا مدرب الأولمبيك لوداحي رفيق بسبب ما قال عنه بلوغ فريقه الأهداف التي سطّرها من مشاركته في هذه البطولة الوطنية، لافتا إلى تقارب المستوى الفني بين الذكور والإناث. أما اللقب الخاص بمجموع الميداليات، فأحرزه عن جدارة واستحقاق نادي دالي إبراهيم بمجموع 15 ميدالية، منها 10 ذهبيات جلبتها كلها سباحته اليافعة الواعدة أمزيان أميرة، مانحة بذلك لفريقها تقدما معتبرا بمساعدة من زميلتها بلقرون منال، التي نالت من جانبها خمس ميداليات. ولقد أرجع المدرب بورايب مصطفى هذا الظهور القوي لناديه، إلى الظروف الجيدة التي يعمل فيها، بجهود واضحة ومستمرة من مسيّريه. أما الرتبة الثانية فتحصّل عليها أولمبيك نادي الجزائر بمجموع 13 ميدالية، منها 5 ذهبيات. والمفاجأة السارة في هذه البطولة نادي سباح مستغانم الذي خطف 7 ميداليات، واحدة منها من المعدن النفيس نغي رظان. الخيبة الكبيرة جاءت من الفرق والجمعيات الوهرانية، التي اكتفت، وكالعادة، بالمشاركة دون طموح في التواجد في الصفوف الأولى في هذه الرياضة. وقد أرجع أحد التقنيين الوهرانيين ومدرب جمعية الحسانية زلال عبد الغني ذلك إلى قلة العمل، ومشاكل أخرى تتعلق بنقص التكوين، ورسكلة المدربين، واستغلال المسابح الموجودة لأغراض تجارية عوض الرياضية. أما المدرب الوطني السابق سفيان بن شاقور، فطالب بالاهتمام أوّلا بالنوعية قبل الكم، والكف عن الافتخار في كل مرة بالمشاركة الكثيفة في مثل هذه البطولات من دون رؤية تتوسم تخريج نخبة مميزة في المستقبل، وبصفة مستمرة، مؤكدا على ضرورة مرور كل السباحين والسباحات على تصفيات ولائية قبل بلوغ المحطة النهائية، ليرد عليه طاهر بقار المكلف بالمواهب الشابة على مستوى الاتحادية الجزائرية للسباحة، بأن المشكل يكمن في الفرق التي لم تستوعب جيدا ما أقرته الاتحادية؛ لأنه كان حريّا بهذه الأندية حسبه إقامة هذه التصفيات على مستواها، وتقديم أفضل رياضيّيها خدمة لها وللسباحة الجزائرية عموما.