صرح المجاهد عمار بن عودة يوم الأربعاء بسكيكدة أنه لا توجد كلمات بإمكانها التعبير عن الروح الوطنية و التضحية التي كان يتمتع بها المجاهد الشهيد زيغود يوسف. و أضاف بن عودة في كلمته خلال افتتاح أشغال الملتقى الدولي التاسع حول تاريخ الثورة الجزائرية الموسوم "زيغود يوسف و الثورة التحريرية" أن هذا الشهيد "كان يتمتع بصفات كان يملكها القليل من جيله مثل الفطنة و الذكاء و الحنكة العسكرية و كذا الطيبة التي كان يغمر بها جميع جنوده". و تحدث المجاهد بن عودة بتأثر عن رفيق دربه و عن إيمان الشهيد زيغود يوسف بالقضية التي كان يدافع عنها "حيث كان يفكر في صالح الجزائر و الشعب و الثورة قبل أي شيء آخر". و عاد المجاهد بن عودة بذاكرته لأول مرة التقى فيها بزيغود يوسف سنة 1948 خلال دورة تدريبية لصنع المتفجرات و ذلك بمنزل مصطفى بن بوالعيد رفقة كل من العربي بن مهيدي و محمد بوضياف و ديدوش مراد و عيسى بوكرمة و كيف انسجما فورا لتقارب الأفكار بينهما ليلتقيا مجددا سنة 1950 بسجن عنابة و كيف دبر الشهيد عملية هروبهم منه. ثم تحدث عضو مجموعة ال 22 التاريخية عن مرض الشهيد بقرحة المعدة و كيف عمل من أجل شراء الأدوية لعلاجها قبل أن تصاب عينه اليمنى بالبياض و يصاب بحالة إحباط لعدم قدرته على استعمال السلاح و كيف عالجها بمادة الشب الحارقة اهتداءا بسنة الرسول صلى الله عليه و سلم. و تطرق المتحدث لموقف زيغود يوسف في اجتماع مجموعة ال 22 الذي كان يقوم على مبدأ السيادة للشعب و نبذ العبودية وعلى القيادة الجماعية و كيف قام بالتخطيط لهجمات 20 أوت 1955 و أنه قرر الهجوم في منتصف النهار بعد القيام بصلاة الاستخارة مبرزا الأهمية الكبرى للتي كان يكنها الشهيد للدين الإسلامي. و نوه بن عودة بالدور الكبير لهجمات 20 أوت 1955 التي تجاوزت البعد الداخلي بإعطاء روح جديدة لكل الدول التي كانت تحت وطأة الاستعمار حتى تتمرد عليه معتبرا هذه الهجمات ببداية الاستقلال متطرقا في ذات السياق إلى مؤتمر الصومام و كيف أن الشهيد "لم يكن راض عن برنامج عمل المؤتمر الذي ابتعد عن بيان أول نوفمبر". أما عن القبعة التي يحملها زيغود يوسف في الصورة المعروف بها و التي أخذها بن عودة له أشار هذا الأخير إلى كونها هديه من أسير فرنسي قضى معه قرابة الثمانية أيام و عند إطلاق سراحه لم يجدا شيئا يقدمه بزيغزد يوسف عرفانا لكرمه و حسن معاملته سوى قبعته. و في الأخير تحدث بن عودة عن حب الشهيد الكبير لعائلته و كيف استشهد في سبتمبر 1956 بالحمري ببلدية سيدي مزغيش بسكيكدة و هو في طريقه لرؤية ابنته الوحيدة "شامة" هذه الأخيرة التي قالت من جهتها أنها تفتخر جدا كونها ابنة هذا البطل الذي ضحى بنفسه من أجل وطنه و تركها و هي ابنة الثماني سنين فقط . و قد تم خلال هذا الملتقى تكريم ابنة الشهيد الوحيدة شامة زيغود و كذا كلا من المجاهد عمار بن عودة و المجاهد رابح عواد أمين منظمة المجاهدين لسكيكدة. وستقدم خلال هذا الملتقى الذي يدوم يومين مداخلات لأساتذة من مختلف جامعات الوطن و كذا آخرين من فرنسا و انجلترا و تونس تتناول الحركة الوطنية والالتزام الثوري لزيغود يوسف و كذا دوره في تخطيط وتنفيذ وقيادة هجمات 20 أوت 1955فضلا عن زيغود يوسف ومؤتمر الصومام 1956 و زيغود يوسف والذاكرة الشعبية و شهادات رفاق السلاح.