كان عام 2014, حافلا بالإنجازات في كرة القدم الجزائرية و في الملاكمة التي ما فتئت تؤكد قوتها, وفي كرة اليد كذلك العائدة إلى الواجهة الإفريقية, في حين جاء مخيبا في ألعاب القوى التي ظهرت بوجه شاحب. ففي كرة القدم, تميز عام 2014 الذي يقترب من نهايته, بالتأهل التاريخي للمنتخب الوطني إلى الدور الثاني لمونديال البرازيل و بتتويج وفاق سطيف بلقب رابطة أبطال إفريقيا. غير أن الرياضة الجزائرية تلقت ضربة موجعة, هزت كيانها, في أغسطس 2014, بعد الوفاة المأساوية للاعب الكاميروني ألبيرت إيبوسي, إثر تلقيه حجارة من مدرجات ملعب تيزي وزو, عقب لقاء البطولة الذي جمع بين شبيبة القبائل و إتحاد الجزائر (1-2), ما ألقى بظلاله على إنجازات الكرة المستديرة الجزائرية. وبخصوص النتائج العالمية التي سجلتها الرياضة الجزائرية, تأتي الميدالية الفضية التي توج بها الرباع بيداني وليد في بطولة العالم أواسط بروسيا, على رأس قائمة الإنجازات المحققة في المحافل الدولية, إلى جانب المركز الرابع الذي احتله الملاكم الشاب سالم طامة, في الألعاب الأولمبية للشباب في أغسطس بالصين, و الذي افتك أيضا المرتبة الخامسة في بطولة العالم للأواسط في صوفيا (بلغاريا), فضلا عن اللقب العالمي الذي أحرزه نورة مولود في رياضة المعاقين في مونديال ميامي (الولاياتالمتحدةالأمريكية) . وتحققت بقية الإنجازات العالمية, بفضل الرياضات غير الأولمبية, على غرار كمال الأجسام و الكرة الحديدية و الرياضات القتالية. ففي رياضة كمال الأجسام, توج الرياضيان آسيا عبد القادر و محمد بوعافية, بطلين للعالم و لإفريقيا, في حين أحرز إلياس بوغانم, الميدالية البرونزية في بطولة العالم و الذهبية في بطولة إفريقيا. من جهته, تألق بطل إفريقيا, محمد شيخي, في بطولة العالم للكرة الحديدية التي جرت بايطاليا, بتتويجه بالميدالية الفضية, في حين أحرز العربي عبد السلام ميدالية فضية في المونديال الإيطالي. وفي الكونغ فو, حصدت الجزائر ميداليتين برونزيتين في بطولة العالم, بفضل يوسف حمريت و عبد القادر شعبان. وفيما يتعلق بمنافسات الشباب, فقد أنهت الجزائر مشاركتها في الطبعة الثانية للألعاب الإفريقية التي جرت من 22 الى 31 مايو, بغابورون (بوتسوانا), في المركز الرابع برصيد 48 ميدالية (15 ذهبية و 22 فضية و 11 برونزية). 2014 ..عام ناجح بإمتياز للملاكمة الجزائرية تبوأت الملاكمة الجزائرية منذ مدة ريادة الرياضات الوطنية, بفضل الألقاب العالمية و الدولية و القارية التي حققتها في السنوات الأخيرة, وهو ما يؤكد عافيتها وقوتها. وما الكأس الإفريقية الثالثة على التوالي التي أحرزتها هذه الرياضة في جنوب إفريقيا و التتويجات الكثيرة المحققة على مستوى الشباب, إلا تأكيد على القوة التي أصبحت تتمتع بها وعلى المكانة العالية التي اعتلتها. هذا الانجاز المبهر المحقق في مدينة إيست لندنالجنوب إفريقية, يؤكد مجددا الصحة الجيدة للملاكمة الجزائرية التي طبعت عام 2014 ببصماتها, بفضل الألقاب التي حازتها, من أهمها اللقب الإفريقي المحصل عند الأواسط في مارس 2014, المركز الأول التاريخي المحقق في الألعاب الإفريقية للشباب, فضلا عن الكأس الإفريقية الثالثة التي توج بها الأكابر (2010 بالجزائر, 2012 في بوتسوانا و2014 في جنوب إفريقيا). فرغم المنافسة الشديدة التي لقيها الجزائريون من ملاكمي البلد المنظم, إلا أنهم نجحوا في بسط قوتهم في إيست لندن, بإحراز سبع ميداليات (5 ذهبية و 2 برونزية). ولدى السيدات, توجت الجزائر في أرض جنوب إفريقيا بثلاث ميداليات (فضيتان وبرونزية). وعلى درب أسلافهم (الأكابر), سار أواسط المنتخب الوطني بثبات, حيث نجحوا في التتويج بلقب البطولة الإفريقية التي جرت بياوندي (الكاميرون), بحصد 6 ميداليات ذهبية وفضيتين و برونزية. كما حازت الكبريات في موعد ياوندي هذا, ثلاث ميداليات للجزائر: ذهبية واحدة بفضل سهيلة بوشان (48 كلغ) و فضية من توقيع رميسة بوعلام (51 كلغ) و برونزية من نصيب منال محرزي (57 كلغ). وفي الألعاب الإفريقية للشباب, ضرب "الفن النبيل" الجزائري بقوة, بعدما تألق الملاكمون الجزائريون الخمسة المشاركون في هذا الموعد بشكل لافت, حيث نجحوا جميعهم في الصعود على منصة التتويج, ليهدوا للجزائر أربع ميداليات ذهبية وفضية واحدة. هذا الصعود المبهر في مستوى الملاكمة الجزائرية, قاد الإتحادية الدولية للملاكمة الى اختيار خمسة ملاكمين جزائريين للمشاركة في الطبعة الأولى لبطولتها الاحترافية التي تضم أقوى الملاكمين على المستوى العالمي, غير أن إثنين منهما تخلفا عن خوض غمارها, بسبب إصابتهما. الجيدو: نتائج مرضية بجزر موريس و وجه شاحب في روسيا ولئن كان الجيدو الجزائري قد أخفق كليا على المستوى العالمي, إلا أن مشاركة المصارعين الجزائريين في المنافسات الإفريقية كانت بالمقابل مرضية, لتحفظ بذلك ماء وجه هذه الرياضة. ففي مونديال 2014 الذي جرى في تشليابينسك (روسيا), سجل الجزائريون مشاركة مخيبة, باقصائهم بالجملة من الدور الأول من المنافسات. وعليه, بقي سجل الجيدو الجزائري منذ مونديال القاهرة 2005, حينما أحرزت الجزائر ميدالية فضية بفضل عبد الرحمان بن عمادي (-81 كلغ) و أخرى برونزية من توقيع صورايا حداد (-48 كلغ) و إلى غاية طبعة 2014, عذريا. وفي ظل العجز عن الصعود على منصة التتويج, اكتفت الجزائر في مونديال 2014 بحصد أكبر قدر ممكن من النقاط لتحسين ترتيب الجزائريين في التصنيف العالمي. ورغم انخفاض مستوى الجيدو الجزائري عالميا, إلا أنه ظهر بوجه مشرف في بطولة إفريقيا التي جرت من 26 الى 28 مارس الماضي في بورت لويس (جزر موريس). وقد توج المصارعون الجزائريون باللقب الإفريقي لعام 2014 حسب الفرق بعد فوزهم بنتيجة (4-1) في النهائي على منتخب مصر. كما فازوا أيضا بمنافسات الفردي التي تقدموا فيها على تونس التي حلت في المركز الثاني و مصر, ثالثة. و نجح المصارعون, ذكورا و إناثا, في حصد 17 ميدالية: 5 ذهبيات و 6 فضيات و 6 برونزيات. و عند السيدات, اكتفت المصارعات الجزائريات باحتلال المركز الثاني في منافسة الفرق, إثر خسارتهن في النهائي أمام التونسيات (3-2). ألعاب القوى : الخيبة الأكبر خلال سنة 2014, كان اللقب الإفريقي للعربي بورعدة في اختصاص العشاري, بمثابة نقطة الضوء الوحيدة في مسار هذه الرياضة, التي سجلت نتائج لم ترق للمستوى المنتظر في الطبعة ال19 لبطولة إفريقيا المنظمة في أغسطس بمراكش (المغرب), حيث اكتفت باحراز لقب قاري وحيد و ثلاث ميداليات برونزية. و قد اكتفى المنتخب الوطني الجزائري الذي شارك ب 27 عداء باحتلال المركز ال12, بمجموع أربع ميداليات منها ذهبية واحدة و 3 برونزيات, مسجلا بذلك تراجعا ملحوظا عن الدورة الثامنة عشرة التي أقيمت من 28 يونيو الى 1 يوليو 2012 في بورتو نوفو (البنين), حيث احتلت الجزائر التي شاركت آنذاك ب 13 رياضيا فقط, المركز السادس برصيد 7 ميداليات (2 ذهبية, 3 فضية و2 برونزية). و لئن نجح بورعدة في تحقيق إنجاز كبير باعتلائه أعلى منصة التتويج, فإن الأمر مخالف بالنسبة لكل من البطل الاولمبي توفيق مخلوفي و السباعة ياسمينة عمراني اللذين أخفقا في الاحتفاظ بتاجيهما القاري المحققين في دورة البنين السابقة. ولم تتمكن ياسمينة عمراني من الاحتفاظ بلقبها القاري, إثر انسحابها في مسابقة السباعي بسبب إصابة, بعد ان كانت متصدرة للترتيب العام, ليحرم المنتخب الجزائري من حظوظ حقيقية في التتويج. من جهته, اكتفى الفريق الوطني للعدو الريفي باحتلال المركز السابع في الترتيب العام, حسب الفرق, في بطولة إفريقيا التي جرت في كامبالا سيتي (أوغندا). عربيا, حصدت الجزائر 3 ميداليات ذهبية و 8 فضية و 8 برونزية في البطولة العربية بمصر. كرة اليد: حاملة مشعل الرياضات الجماعية أضحت كرة اليد, حاملة مشعل الرياضات الجماعية في الجزائر, بافتكاكها مطلع عام 2014, التاج القاري السابع في مشوارها, بعد 18 سنة من الانتظار. ونجح المنتخب الجزائري الذي لم يدخل المنافسة القارية في ثوب المرشح للظفر بلقبها, بسبب تأثر تحضيراته بدخول البطولة الوطنية في فترة سبات طويل, إضافة إلى إصابة العديد من عناصره, في مخالفة كل التكهنات و إعطاء درس في الشجاعة و البطولة لكل منافسيه, سيما المنتخب التونسي الذي كان المرشح الأكبر لنيل التاج الإفريقي. وخلافا, للكرة الصغيرة, فإن سنة 2014 جاءت غثة بالنسبة للرياضات الجماعية الأخرى, سيما الكرة الطائرة و كرة السلة, حتى وان نجح المجمع البترولي في التتويج بلقب بطولة إفريقيا للأندية البطلة للكرة الطائرة (سيدات) و المنتخب الوطني لأقل من 18 عاما (ذكور) لكرة السلة بالميدالية البرونزية للبطولة العربية التي جرت بمصر. فالجزائر أخفقت في التأهل إلى مونديال 2014 للرجال للكرة الطائرة, الأمر نفسه, بالنسبة للسيدات اللائي لم ينجحن في اقتطاع ورقة المرور إلى كأس العالم 2014 التي طرحت للمنافسة في الدورة التأهيلية الخاصة بمنطقة إفريقيا التي جرت من 23 فبراير الى الفاتح مارس الماضيين بالجزائر. بالمقابل, تزين سجل الرياضة الجزائرية هذا العام بألقاب أخرى حققتها رياضات الدراجات التي حصدت في البطولة العربية التي أقيمت في عنابة, 7 ميداليات ذهبية و فضيتين وبرونزيتين والتجذيف و الكانوي كياك التي افتكت 6 ذهبيات و فضية و8 برونزيات, في بطولة إفريقيا المنظمة أيضا بالجزائر (تيبازة). (بقلم آسيا آيت سعيد)