جددت الملاكمة الجزائرية العهد مع التتويج العالمي بمناسبة مونديال ألماتي (13-26 أكتوبر بكازاخستان)، بعد 18 من الغياب، بفضل محمد فليسي (-49 كلغ) الفائز بالميدالية الفضية. وتعود آخر ميدالية أحرزتها الملاكمة الوطنية الى عام 1995، عندما توج نور الدين مجهود بالميدالية الفضية. ومنذ ذلك الحين لم يتذوق 'الفن النبيل" الجزائري طعم التتويجات في البطولة العالمية. فبعد المجهودات الكبيرة التي بذلت في السنوات الأخيرة، حيث تمكنت الجزائر من حصد العديد من الألقاب على المستوين القاري و الدولي، تمكنت الملاكمة الجزائرية أخيرا، من وضع حد للسنوات "العجاف" في البطولة العالمية. "هذه الميدالية جاءت في الوقت المناسب لأنها تتويج للمجهودات التي بذلنا في السنوات الأخيرة"، مثلما صرح به ل (وأج)، المدير الفني الوطني للملاكمة، مراد مزيان. ولهذه الميدالية طعم خاص، باعتبار أنها جاءت بعد النتائج التاريخية و الاستثنائية التي حققتها الملاكمة الجزائرية في الطبعة ال17 للألعاب المتوسطية في مرسين التركية (18-30 جوان 2013)، وهو ما يؤكد مرة أخرى أن "الفن النبيل" الوطني يبقى الاختصاص القادرة بامتياز على إهداء التتويجات للرياضة الجزائرية. وكانت الجزائر قد حصدت في العاب مرسين خمسة ألقاب من بين العشرة المتنافس عليها اضافة الى ميدالية برونزية. حتى أنها تمكنت من اعتلاء ريادة الترتيب العام حسب الفرق، متقدمة على ايطاليا (2 ذهبيات و 1 فضية و 4 برونزية) و تركيا، البلد المضيف (1 ذهبية و3 فضية و 4 برونزية) وقد نجحت الملاكمة الجزائرية من التحليق عاليا في سماء الملاكمة القارية وها هي تعود اليوم بقوة الى الساحة العالمية. وبالفعل، فمنذ 2009 قامت المديرية الفنية الوطنية، بقيادة مراد مزيان، بعمل جبار من اجل اعطاء الملاكمة الجزائرية بعدا جديدا. وقد تمكنت الملاكمة الوطنية من استرجاع ريادتها الافريقية (مركز أول في البطولة الإفريقية 2011، التتويج مرتين بكأس افريقيا 2010 و 2012، مركز اول في الألعاب الإفريقية بمابوتو 201)، قبل ان يسطع نجمها في الألعاب المتوسطية 2013 بمرسين التركية (5 ذهبيات و1 برونزية). وعلى المستوى الدولي، تألقت الملاكمة الجزائرية بفضل فضية فليسي في مونديال ألماتي و كذا اللقب العالمي للهيئة الدولية للملاكمة عام 2011 في الفردي لعبد الحفيظ بن شبلة و حسب الفرق بفضل عبد القادر شادي، مرتبتين خامستين في الألعاب الأولمبية بلندن 2012 ومركز خامس في مونديال أستانا للأشبال 2011). وفي الملاكمة النسوية، أحرزت الجزائر أيضا لقبا "تاريخيا" في البطولة الإفريقية للإناث عام 2010 بفضل نزهة بومعراف، كما جاءت خمس ملاكمات في المركز الخامس في مونديال الشبلات والوسطيات التي اقيمت في شهر سبتمبر في مدينة ألبينا البلغارية. فبعد النتائج الهزيلة لرياضتي الجيدو و ألعاب القوى الجزائريتين على التوالي في مونديالي روسيا والبرازيل، نجحت الملاكمة الجزائرية في حفظ ماء وجه المشاركة الجزائرية في فعاليات البطولات العالمية لهذا العام 2013. يذكر أن محمد فليسي فاز يوم السبت بفضية (وزن 49 كلغ) لحساب بطولة العالم 2013 بالماتي (كازاخستان)،عقب انهزامه في المنازلة النهائية أمام الكازاخستاني زاخيبوف بيرزان المصنف الأول عالميا.