سمحت الزيارة التي أجراها الرئيس السنغالي ماكيسال للجزائر و التي اختتمت اليوم الخميس ببروز آفاق جديدة للعلاقات بين الجزائروالسنغال في سياق إعادة تحديد العلاقات الثنائية متعددة الأبعاد. وبهذه المناسبة، أبرز الرئيس سال خلال فترة إقامته بالجزائر و التي دامت4 أيام إرادة بلده و الجزائر في ولوج عهد جديد من خلال "تطوير شراكة تدر الربحعلى الطرفين و تكثيف المبادلات". و أوضح الرئيس السنغالي أن البلدين قررا "تعزيز علاقاتهما لا سيما في المجالينالاقتصادي و التجاري" مذكرا بالصداقة التي تربطهما على أساس الانتماء إلى نفس القارةو الروابط الدينية الراسخة خاصة الحضور المكثف في السنغال للطريقة التيجانية التييوجد مقرها المركزي بعين ماضي (الأغواط). وأوضح الرئيس سال بمقر الخلافة العامة للطريقة التجانية حيث كان في استقبالهالخليفة العام الشيخ علي التجاني قائلا "أن السينغال فيها ما فيها من أبناء سيديأحمد التجاني وذريته والمنتمين إليه حيث كان خير مرشد وخير منفذ لتعاليم دينالله ورسوله صلى الله عليه وسلم". تعاون يشمل القطاعين العام و الخاص أبرز الرئيس سال ضرورة إعادة صياغة إطار التعاون بين البلدين والتفتحعلى القطاعين العمومين و الخاص الجزائريين ليتمكنوا من الاستثمار في السنغال لاسيما في إطار مشاريع التنمية الاجتماعية و الاقتصادية ضمن مخطط السنغال الناشئ. و كخطوة أولى تم التوقيع على اتفاق يتعلق بإنشاء شركة مختلطة لانتاج المستلزماتالطبية بين المؤسسة الجزائرية للصناعات الطبية-الجراحية(IMC) و نظيرتها السينغالية(كارفور-ميديكال). و في إطار هذه الشراكة تقدم المؤسسة الجزائرية(IMC) الدعم التقني و المهاراتاللازمة في حين تتمثل مساهمة الشركة السنيغالية (كارفور-ميديكال) في توفير المحلاتو التحكم في قنوات التوزيع بالسنغال و على مستوى المنطقة. وبعد أن أكد أن "الجزائر من خلال هياكلها الحكومية و قطاعاتها الخاصةلها مكانتها كاملة في الورشات المفتوحة في السنغال" أشار الرئيس السنغالي إلى أنتطوير التعاون الثنائي سيسمح لبلده بالتزود بغاز البوتان من الجزائر. كما أكد الرئيس سال أن بلده و الجزائر "يتشاطران قيما افريقية و دينيةو معتقدات في إطار الاتحاد الافريقي". علاقات متينة لصالح الشعبين تحظى العلاقات الجزائريةالسنغالية بدفع جديد في ظل الاهتمام المتزايدالذي يوليه البلدان للمبادرة الجديدة من أجل التنمية في افريقيا (النيباد) و تسويةالأزمة في شمال مالي و النزاعات في القارة و كذا مكافحة الإرهاب بالمنطقة. وفي هذا السياق، يجري البلدان مشاورات مستمرة بخصوص المسائل المتعلقة بالقارةو المنطقة على غرار الوضع في كل من شمال مالي و ليبيا. فيما يتعلق بالأزمة في مالي التي تترأس الجزائر الوساطة بخصوصها ذكر السيدسال بأن "السنغال مرتبط بمالي من خلال التاريخ و القرب الجغرافي". وعموما سمحت المحادثات بين الرئيسين عبد العزيز بوتفليقة و ماكي سال بتبادلالرؤى بخصوص المسائل ذات الاهتمام المشترك على مستوى الدول الاسلامية و افريقيابما فيها النيباد و كذا في منطقة الساحل الصحراوي.