أكد الرئيس السنغالي ماكي سال الت أن زيارته إلى الجزائر كانت فرصة للإشادة والتنويه بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة المشهود له بمشاركته في ثورة نوفمبر المجيدة ونضاله من أجل القضايا الإفريقية وفي العالم الثالث. وأوضح الرئيس السنغالي أن الجزائر من خلال هياكلها الحكومية وقطاعاتها الخاصة لها مكانتها كاملة في الورشات المفتوحة في السنغال في إطار المشاريع التنموية الاجتماعية والاقتصادية المدرجة في مخطط السنغال الناشئ. كما أعرب عن إرادته في إعطاء دفع جديد للتعاون الجزائريالسنغالي الذي لا ينبغي -كما قال- أن يقتصر على العلاقات السياسية الرسمية وإنما يجب أن يتوسع أكثر إلى الشراكة الاقتصادية والاستثمارات العمومية والخاصة والمبادلات التجارية . وأوضح الرئيس السنغالي أن القيم الثقافية والحضارية والمُثل الإفريقية المتقاسمة بين السنغالوالجزائر تشكل قاعدة متينة يمكن للبلدين أن يقيما عليها علاقات أكثر تقاربا وبناء شراكة تعود بالمنفعة على الجانبين . كما أكد أن الطاقة والصناعة الغذائية يمثلان قطاعين هامين يمكن للبلدين أن يقيما من خلالها علاقات شراكة في أقرب الآجال . وفي ذات السياق، أعرب سال عن أمله في الحفاظ على العلاقات بين حكومتي البلدين من أجل تثمين إمكانيات الشراكة والتجارة والاستثمار المتاحة للبلدين. وشرع رئيس جمهورية السنغال أول أمس في زيارة دولة للجزائر تدوم أربعة أيام بدعوة من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. وتم أول أمس بالجزائر العاصمة التوقيع على اتفاق يتعلق بإنشاء شركة مختلطة لإنتاج المستلزمات الطبية بين المؤسسة الجزائرية للصناعات الطبية-الجراحية (IMC) ونظيرتها السينغالية (كارفور-ميديكال). ويتعلق الإتفاق الذي وقع على هامش اللقاء الإقتصادي الجزائري السينغالي بإنجاز وحدة لصناعة التجهيزات الطبية الموجهة لتغطية احتياجات المستشفيات فيما يخص تصفية الدم وغيرها. وتقدر قيمة المشروع ب9 ملايين أورو سيتكفل الطرفان بتمويله بنسبة 50 بالمئة لكل طرف كما سيتم إنجاز مقر الشركة بداكار في انتظار دخولها حيز التشغيل خلال السداسي الأول من سنة 2016. وفي إطار هذه الشراكة تقدم المؤسسة الجزائرية (IMC) الدعم التقني والمهارات اللازمة في حين تتمثل مساهمة الشركة السنيغالية (كارفور-ميديكال) في توفير المحلات والتحكم في قنوات التوزيع بالسنغال وعلى مستوى المنطقة. وسيمسح المشروع بخلق 250 منصب شغل. وقد تم التوقيع على الإتفاق من قبل وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب والرئيس السنغالي ماكي سال الذي يقوم بزيارة إلى الجزائر. وتبحث الجزائر والسينغال في إطار الجهود الإفريقية الموحدة سبل التنسيق بين دول إفريقيا لاحتواء مشاكلها الداخلية ومكافحة الجماعات الإرهابية لإيجاد حلول إفريقية بعيدا عن أية تدخلات خارجية وهو توجه جديد للسنغال خروجا عن القاعدة التي أسس لها الرئيس السابق عبد الله واد وهي تجاهل الجماعات المسلحة كجزء محوري من سياسة الحفاظ على الأمن والاستقرار الداخلي للبلاد.