سيتم إنشاء فضاء خاص بذاكرة الجزائر للفترة ما بين 1830 و 1962 و ذلك في إطار حدث "قسنطينة عاصمة للثقافة العربية 2015"، حسب ما صرح به يوم السبت بقسنطينة وزير المجاهدين الطيب زيتوني. وأكد الوزير الذي يقوم بزيارة تدوم يومين إلى ولاية قسنطينة بأن إنشاء هذا الفضاء الذي من شأنه أن يبرز التاريخ الثوري للجزائر يندرج ضمن التدابير التي قررها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة التي ترمي إلى استغلال فرصة هذا الحدث الثقافي للتعريف أكثر بتاريخ البلاد. وأضاف السيد زيتوني في هذا الصدد بأن الأرضية الموجهة لاحتضان هذا الفضاء الخاص بالذاكرة و كذا مكتب الدراسات التقنية و المؤسسة المكلفة بإنجازه قد تم "تعيينها" موضحا بأن هذا المشروع الذي سيشرع في أشغاله "في غضون الأيام القليلة المقبلة" سيستلم "قبل نهاية سنة 2015". وذكر الوزير كذلك بأن هذا الفضاء المخصص للذاكرة الذي سيحكي من خلال معارض كبيرة المسيرة الثورية للجزائر سيتم تجهيزه بعتاد جد متطور للسمعي البصري مبرزا في نفس الوقت "الأثر المرجو منه في إثراء معارف الشباب و المؤرخين و الباحثين". وأعلن السيد زيتوني كذلك بأن فيلم أحمد راشدي بعنوان "كريم بلقاسم" الذي تم عرضه منذ يومين بالجزائر العاصمة سيعرض أيضا "في غضون الأيام القليلة المقبلة بقسنطينة" مضيفا بأن إنتاج فيلم حول العقيد لطفي الذي يوشك على نهايته سيعرض كذلك بمدينة الصخر العتيق. وفي نفس السياق تطرق الوزير إلى العديد من الأعمال السينمائية الأخرى الجاري إنجازها على غرار فيلم حول العربي بن مهيدي و زيغود يوسف. وبعد أن أشار إلى "أثر هذه الأعمال السينمائية في تنشيط هذه التظاهرة الثقافية" أوضح السيد زيتوني بأن عرض هذه الافلام بقسنطينة "سيسهم في ترقية التاريخ الثوري للجزائر في العالم العربي و غيره". وأكد الوزير بأنه قد تم إخراج 30 فيلما وثائقيا حول تاريخ الجزائر على أن تبث هذه الأعمال "بعد بضعة أيام" من طرف المؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري. وبعد أن ذكر "بالاهتمام الخاص" الذي يوليه رئيس الجمهورية لتظاهرة الحدث الثقافي الذي تتأهب قسنطينة لاحتضانه بعد أقل من ثلاثة اشهر من الآن أكد الوزير أن دائرته الوزارية لن تدخر أي جهد للمساهمة في إنجاح هذا الموعد الذي تشترك فيه أيضا الجامعة و المساجد و المدرسة و الجمعيات و النوادي الرياضية و كذا المجاهدين و ذوي الحقوق. كما ذكر السيد زيتوني بالمجهودات المبذولة من طرف دائرته الوزارية من أجل كتابة التاريخ الثوري للجزائر وجمع الشهادات المتعلقة بذلك قبل أن يعرج على المجهودات الجبارة التي بذلت من أجل تحسين الظروف الاجتماعية و المعنوية لفئة المجاهدين. وكان الوزير قد استهل زيارته إلى ولاية قسنطينة بتفقده مشروع إنجاز نصب تذكاري مخلد للذكرى الخمسين للاستقلال و ورشة تهيئة مقبرة الشهداء بالمكان المسمى الكيلومتر السابع بطريق عين سمارة. وبعد أن أبرز على أمواج الإذاعة الجزائرية من قسنطينة "اثر تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015" و رمزية تزامنها مع إحياء الذكرى الستين للثورة ترأس السيد زيتوني لقاء مع مجاهدين و ذوي حقوق ثم عاين مصالح مديرية المجاهدين و مركز لإعادة التأهيل الوظيفي خاص بفئة المجاهدين. وسيحضر الوزير غدا الأحد ثاني يوم من زيارته إلى ولاية قسنطينة افتتاح ملتقى حول الشهيد ديدوش مراد بالإضافة إلى نشاط آخر.