أقدم الحوثيون يوم الجمعة على خطوة فردية لترتيب أوضاع السلطة في اليمن عبر "إعلان دستوري" لإدارة البلاد في وقت لم تفلح فيه القوى السياسية في التوصل إلى اتفاق مع المبعوث الاممي في إيجاد حل للفراغ الدستوري الذي تعيشه البلاد منذ نصف شهر على اثر استقالة الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومة الكفاءات في البلاد تحت ضغوط الجماعة الحوثية. واصدرت جماعة الحوثي "انصار الله" اليوم اذا إعلانا دستوريا لإدارة البلاد بعد إحكام سيطرتهم على كافة مفاصل الدولة . وشمل الإعلان الدستوري الذي تم إصداره في مؤتمر عقد في القصر الجمهوري بالعاصمة صنعاء حل البرلمان وتشكيل مجلس بديل من 551 عضوا يقوم بانتخاب مجلس رئاسي مكون من خمسة أفراد. وجماعة الحوثي الشيعية اكبر جماعة يمنية مسلحة, أعلنت تمردها عن الدولة في العام 2004 واجتاحت العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر الماضي. ويقوم أعضاء المجلس الرئاسي بترشيح شخصية وطنية لتشكيل حكومة. يتولى رئاسة الجمهورية في المرحلة الانتقالية مجلس رئاسة من 5 اعضاء ينتخبهم المجلس الوطني وتصادق على انتخابهم اللجنة الثورية. وحدد الإعلان الدستوري المرحلة الانتقالية في اليمن بعامين يجرى بعدها التصويت على مسودة الدستور بعد تعديلها ويتم إجراء انتخابات. ونص الإعلان على أن السياسة الخارجية اليمنية ترتكزعلى أساس عدم التدخل في الشؤون الداخلية بينما الحقوق والحريات مكفولة وتحميها الدولة. ويستمر العمل بأحكام الدستور ما لم تتعارض مع الإعلان الدستوري. وكانت قناة "المسيرة" الناطقة باسم الحوثيين ووكالة "سبأ" للأنباء التي أصبحت تحت سيطرتهم قد أعلنت أن جماعة "أنصار الله" تستعد لإصدار "إعلان دستوري" من القصر الرئاسي الذي تسيطر عليه في صنعاء من أجل إخراج البلاد من أزمتها السياسية. مخاوف من فرض تسوية بالقوة والزج باليمن في متاهات الانفلات ألامني وفي انتظار الخطوات القادمة التي يعتزم أنصار الله تنفيذها سواء المضي في فرض تسوية بالقوة على القوى السياسية بالرغم من المحاذير الداخلية والخارجية أم التريث وانتظار نتائج المفاوضات وتجاوز هذه المرحلة المعقدة بسلاسة يبقى الغموض يخيم على المستقبل السياسي والامني باليمن. وعلق على البخيتى العضو السابق في المجلس السياسى لانصار الله على الاعلان الدستورى بأنه سيكون بمثابة انقلاب على العملية السياسية ومخرجات الحوار الوطنى ولن يعترف به أحد بشرعيته سوى أنصار الله وحلفائهم سواء على المستوى الداخلى أو الخارجي وسيعتبر العالم أن ما جرى هو انقلاب مما يدخل اليمن في وضع جديد ومختلف تماما . واشار الى أن الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية بشأن اليمن على وشك اصدار بيان تعلن فيه أن ما حصل انقلاب في اساشارة الى الإعلان الدستوري الأحادي. كما اعتبرت مصادر سياسية يمنية أن إقدام الحوثيين على تلك الخطوة يعتبر "انتحارا سياسيا" كونه عملا منفردا يقصي كل الأطراف ولن يحظى بقبول إقليمي ودولي خاصة وانها تاتي والقوى السياسية تواصل سعيها في التوصل إلى اتفاق من خلال المفاوضات التي يرعاها المبعوث الأممي جمال بن عمر. وقال مصدر قريب من القوى السياسية المتحاورة ان المكونات السياسية اليمنية علقت جلسات الحوار الى غد السبت بعد فشل التوصل الى اتفاق نهائى لحل أزمة الفراغ الدستوري. وأكدت أطراف أخرى مشاركة فى الحوار أن المفاوضات تراوح مكانها فى الوقت الذى تعاني فيه البلاد منذ أسبوعين من فراغ فى السلطة التنفيذية. وكان ممثلون عن أبرز القوى السياسية اجتمعوا مساء أمس فى صنعاء بحضور مبعوث الاممالمتحدة الى اليمن جمال بن عمر وذلك غداة انتهاء مهلة حددها الحوثيون الذين يسيطرون على العاصمة للتوصل الى اتفاق من أجل الخروج من الازمة الراهنة. وتركزت مفاوضات أمس خصوصا حول تشكيل مجلس رئاسى انتقالي يتولى زمام الامور ويسد الفراغ الناجم عن استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادى ورئيس حكومته فى 22 جانفى الجارى بضغوط من الحوثيين الذين سيطروا على القصر الرئاسى فى صنعاء والذين عززوا انتشارهم هناك. وقد جرت هذه المفاوضات المستمرة منذ نحو أسبوعين تحت ظلال تهديدات أنصار الله الحوثيين بفرض حل على القوى السياسية من جانب واحد . وحسب مصادر يمنية مسؤولة تكون المفاوضات التى يشارك فيها أنصار الله بوفد رفيع المستوى أقتربت امس من التوصل الى اتفاق وازدادت الآمال لدى كل الاطراف بالتوقيع عليه الا أن حزب التجمع للاصلاح "الاخوان المسلمين " فجر مفاجأة بعد أن كان قد طلب تأجيل الاجتماعات يومى الثلاثاء والاربعاء للتواصل مع قيادات الحزب واطراف تكتل اللقاء المشترك للتوصل الى حل متوافق عليه. وثارت ثائرة أنصار الله ازاء تصرف الاصلاحيين وصعدت الجماعة من تهديداتها وذكرت فى موقعها الاخباري الرسمي أن أغلب المكونات السياسية كانت على وشك اعلان اتفاق نهائي لايجاد مخرج للأزمة وبعد حوارات ونقاشات مكثفة اتفق اغلب ممثلى المكونات على اهم نقطة وهي الاتفاق على تشكيل مجلس رئاسي إلا إن حزب الاصلاح حال دون حدوث ذلك اذ تعلل ممثلوه بأنهم مضطرين للعودة الى قيادتهم لأخذ الموافقة النهائية. الغموض يخيم على حيثيات مغادرة المبعوث الأممي لليمن قبل انهاء مهمته غادر مستشار الأمين العام للأمم المتحدة ومسشاره الخاص لشؤون اليمن جمال بن عمر اليمن اليوم قبل وقت قصير من قيام جماعة الحوثي "انصار الله" بالاعلان الدستوري لانهاء الفراغ الدستوري في البلاد ورغم ان جلسات المفاوضات التي يرعاها لم يتم وقفها بل تعليقها لغاية غد السبت . وذكرت وكالة الانباء اليمنية (سبأ) أن بن عمر غادر صنعاء اليوم بعد زيارة لصنعاء دامت أسبوعين أجرى خلالها لقاءات مع قيادات المكونات والأحزاب السياسية لبحث سبل تجاوز التحديات الراهنة التي تواجه اليمن واستكمال بقية خطوات المرحلة الانتقالية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل واتفاق السلم والشراكة الوطنية. وازاء هذه التطورات التي يشهدها اليمن ليس أمام اليمنيين سوى انتظار ما سيتفق عليه الفرقاء السياسيين في اجتماعهم غدا السبت .