نظمت جمعية ترقية الرياضة النسوية الأفق الجميل بعين تموشنت ملتقى وطني تمحور حول الرياضة النسوية بين حتمية الممارسة ودونية الرؤية الاجتماعية ، تم خلاله التطرق إلى عدة محاور تتعلق بالرياضة النسوية والتنشئة الاجتماعية والتحديات الراهنة في المجتمع الجزائري و دور الاعلام الرياضي النسوي في الجزائر.كما خصص محور آخر لإظهار أهمية الرياضة وأثرها على المرأة و دور الحركة الجمعوية، و آخر محور تعلق بالجانب النفسي و هو المهم فخصص لتسليط الضوء على نظرة المجتمع للمرأة الرياضية و تأثيرها على نفسيتها. الرياضة ليست نشاطا حديثا ومستجدا وإنما هي ضاربة بجذورها في أعماق تاريخ الحياة البشرية بحيث كانت العامل الأول وراء المحافظة على الرشاقة والجمال و الحيوية، ناهيك عن كونها من شواهد رقي الشعوب وتقدم الأمم، كما تشكل الرياضة النسوية جزءا فاعلا لواقع الحركة الرياضية في أي مجتمع ومن المشاكل التي تعاني منها المرأة في مجتمعنا اليوم ممارستها للنشاط الرياضي باعتبار أكثر معوقات هذه الممارسة تتضح من خلال البعد الاجتماعي والاقتصادي، فتقاليد و عادات مجتمعنا و قلة الوعي الرياضي وقصور الامكانات قد تقف امام المرأة و ممارستها للرياضة ، غير ان ذلك لم يمنعها من ممارسة الرياضة بمختلف اختصاصاتها بعدما كان يعتمد عليها فقط في توزيع الميداليات و الهدايا المختلفة للرياضيين بحيث اصبحت تشارك في المنافسات و التظاهرات الرياضية الدولية واعطيت لها الاهمية نفسها مثل الرجل. وكلما تم التطرق للرياضة النسوية إلا وتم ذكر اسم البطلة الأولمبية لدورة 1991 ببرشلونة، حسيبة بولمرقة التي تركت بصماتها واضحة على رياضة ألعاب القوى الجزائرية، و ازداد بذلك عدد المنخرطات لدى الفرق النسوية و بدأ ظهور اسمهن على الواجهة الدولية فانطلاقا من نورية بنيدة مراح (ألعاب القوى) ،و صوريا حداد (الجيدو)، و سليمة سواكري (الجيدو) الى الشابة نعيمة لعوادي (كرة القدم) و الواعدة زهرة بوراس (ألعاب القوى)، دون أن ننسى لاعبات المنتخب الجزائري للكرة الطائرة، كل هؤلاء الرياضيات أثبتن في أكثر من مناسبة بأن المادة الخام متوفرة لكن يكفي فقط التكفل بها حتى تتمكن الرياضة النسوية من تقديم نتائج أفضل في المحافل الدولية،وبتطور وسائل الاعلام والاتصال أصبح العالم قرية صغيرة مما جعل جميع الدول تتفتح على ثقافات الأمم والشعوب في مختلف فعاليات الرياضة العالمية ككل ولا شك ان موضوع المرأة يستحق مساحة أكبر من الاهتمام والعناية وذلك لازدياد الوعي بأهمية الدور الذي يمكن للمرأة ان تقوم به في سبيل الارتقاء بالمجتمع من مختلف النواحي. ولهذا جاء الملتقى للإجابة على الإشكالية التالية: كيف يمكن أن تؤثر الرؤية الاجتماعية على واقع الرياضة النسوية بالجزائر؟ و ايضا من أجل ابراز أهمية المشاركة الفعالة للمرأة في تدعيم الرياضة في كل المجالات باعتبار ان نسبة ممارسة الرياضة في المجتمعات هي مؤشر على تقدمها وعلى اثبات ذاتها لما للرياضة من انعكاسات إيجابية و توعية المرأة الجزائرية حول فائدة ممارسة الرياضة وانعكاساتها على صحة المرأة. كما يسعى لإيجاد فضاء تواصلي بين الباحثين لتبادل المعلومات والخبرات والتجارب والاطلاع على أحدث الأبحاث حول افاق واستراتيجيات تطور الرياضة النسوية في الجزائر ، و فتح باب الحوار والنقاش بين الباحثين في كل القضايا المجتمعة بغية الوصول الى نتائج أكثر مصداقية تتيح لنا فهم أفضل لقضايا المرأة في مجال الرياضة بما يسمح بالخروج بنتائج لتحقيق التطور والتنمية الشاملة. وتم السعي من أجل الخروج بجملة من الاقتراحات لوضع استراتيجية تتضمن افاق إيجابية ومتطورة حول الرياضة النسوية في الجزائر. كما تم في الأخير تكريم الأساتذة المحاضرين و بعض الرياضيات المنخرطات في الجمعية في مختلف الفروع على غرار ساحي والدي بشرى فرع السباحة و برحيل عواطف فرع كرة السلة و بركة سامية فرع كرة القدم و بن عيسى رانية فرع كرة السلة و تكريم بعض الإطارات و الشخصيات المساهمة في توفير مناخ مناسب لترقية الرياضة على غرار ممثل رئيس الأمن الولائي و قطاع التربية و قطاع التكوين المهني و قطاع الشؤون الدينية و بعض مؤسسات المجتمع المدني التي شرفت الجمعية بحضورها لهذا الملتقى الوطني. و في الأخير قدمت نائب رئيسة الجمعية و هي ساحي والدي ناريمان شهادة شكر و تقدير لبن عياد جواد طبيب مستشار و هو طبيب الجمعية منذ تاريخ تأسيسها. للإشارة فإن المشاركين في هذا الملتقى جاؤوا من مختلف الولايات على غرار وفد تقرت و ولاية ورقلة و بسكرة و الجزائر و بومرداس و الأغواط و الجلفة و وهران و تلمسان و مستغانم بالإضافة إلى عين تموشنت كما حضره عدة قطاعات و هي الأمن و التربية و التكوين و التعليم المهنيين و الصحة و المجلس الشعبي الولائي و الشؤون الدينية و الرابطات الرياضية و بعض الجمعيات كنادي تقرت esfort ورقلة و جمعية الأمير عبد القادر و بعض الأساتذة المتخصصين في التربية البدنية و الرياضية و مجموعة من إطارات الرياضة و الرياضيات المنخرطات في الجمعية الولائية لترقية الرياضة الأفق الجميل و أهاليهم.